عن خطاب”عظمة” الرئيس المؤمن ” وقارئه” أسامة حافظ عبدو

يبسعدني جدا أن  يكون رئيس دولتي   عظيم من عظماء التاريخ  ,  وانتظر  عندئذ , أن يكون وطني من أعظم الأوطان  ,  الا أن موضوع العظمة يجب أن يكون حقيقيا وليس  خياليا , وان يكون هناك معالم “صلبة” لهذه العظمة , عظمة حلمية  نفاقية  ليست عظمة , وانما هراء .

انك تريد الضحك على ذقوننا يا اسامة , وبطريقة  بائسة   مقيتة , تدعي ممارسة القراءة في الخطاب ,وهذه العبارة  لها دلالات تختلف عن دلالات قراءة الخطاب  , لأن القراءة” في الخطاب, تعني , وانت  من تدعي التمكن من البلاغة  اللغوية , انك تحلل  وتفككك وتنتقد وتقترح  وتنور خفايا الأمور , وما فعلته   ليس قراءة في الخطاب  , وليس قراءة الخطاب  , لأن قراءة الخطاب أو القراءة في الخطاب لم تثمر  الا عن  التعرف  مجددا  على نقاط  معروفة , حتى بدون  قراءة الخطاب أو القراءة في الخطاب.

تقول لنا الآن  ان    الرئيس مؤمن , والعرعور  والبوطي والكوكي وحبش والقرضاوي يدعون جميعهم الايمان بالله ورسوله , ولا أعرف من  ترجمة لهذا الايمان  الا  تشريع ممارسة الاستبداد  والقمع  والعنف, لربما لانعرف الكثير عن “ايمان الرئيس ,  هل لك أن تقول لنا  ماهي مضامين هذا الايمان ؟

كل مدني  ذو عقل نير  يعرف على أن “الايمان ” مسألة شخصية   وتعبير عن علاقة الشخص بالخالق  , المؤمن  قد يصلي على الأقل خمسة مرات يوميا , وقد  يدفع الزكاة  ويحج الى بيت الله الحرام   ويقوم بالعمرة , وقد  يلبس  الجلابية  ويضع على رأسه القبوعة  , ويطلق على نفسه  اسم “الحاج ” ,وهناك مؤمن  يتخلى عن  جميع هذه المظاهر  ,وهناك مؤمن  يخلط الدين بالدولة  ,   ويدين السياسة , وهذا مايسمى ممارسة  الاسلام السياسي ,  ومن مظاهره على سبيل المثال  وليس الحصر حلف  المجاهد نجاد  مع نصر الله ومع الأسد ..كلهم يؤمنون  بالله ورسوله , كما يؤمن القرضاوي   والعرعور وغيرهم  , وكل منهم ينتمي الى حلف ذو طائفية  خالية من أي شائبة مدنية سياسية , لذا كان على حماس السنية  الاخونجية   أن تخرج من صفوف اخوان الشيعة  وتنضم الى اخوان السنة  , ومما لاشك به  على أن “ايمان الرئيس” سهل اقامة  الحلف  , الذي يرتكز الآن على أكتاف  شيعية , ادارت حماس لها ظهرها  , ليدخل قطب شيعي آخر هو المالكي , وبذلك يكون “الفرز “الطائفي” قد تم , واذا كان قصد اوسامة حافظ  عبدو  على  ان ايمان الرئيس  مكن  من  ولادة هذا الحلف الطائفي , فيكون الرئيس  ممارسا  لما يسمى الاسلام السياسي , ولا فخر لي عندئذ  لا بايمان الرئيس  ولا بحلف الرئيس الطائفي ., فهل يرى حضرة المهندس أوسامة  على ان الرئيس  من اتباع  الاسلام السياسي ؟؟ واذا  تجلت عظمة الرئيس   وايمانه بالطائفية  , فلا فخر لي بهذا الرئيس   لأنه لافخر لي بالاسلام السياسي .

ليس من الضروري التطرق  الى تفاهات  مثل التواضع  والهدوء ..الخ , هذه أمور ذات أهمية في المجال الشخصي   , بين الجيران والأصدقاء , اننا هنا  في حالة أخرى ..والحالة هي الدولة والرئاسة , الرئيس يجب أن يكون ناجحا  في ادارة البلاد , ورئيس يقود بلاده الى حرب أهلية  هو بعيد عن “العظمة”  بحوالي عشر سنوات ضوئية  ,  ولا تدجل يا أوسامة ,  الرئيس لم يرفع  رأس البلاد عاليا , بل انه بهدل البلادوالعباد , فسوريا محاصرة ومعزولة  , والرئيس متهم بالاجرام بحق الانسانية , كما أن هناك شلة متهمة بنفس التهمة  من أركان السلطة , واين هو رفع الرأس   عندما يوصل الرئيس البلاد الى  حظيرة  أكثر عشرة دول فاسدة في العالم ..اننا نقف الى جانب صوماليا وافغانستان وكوريا الشمالية  , وأين هو رفع  الرأس عندما يقتل عشرات  الألوف من السوريين بالرصاص  خلال عام من الزمن تقريبا , لارفع للرأس  وانما على فاعل ذلك  اخفاء رأسه  خجلا   , لم يكن قتل المواطنين يوما ما مدعاة لرفع الرأس .

اعود الآن  الى ايمان الرئيس , والى السؤال عن مضامين هذا الايمان  , وذلك بعد  ان تبين لي  على أن أحد أوجه هذا الايمان هو  وجه ممارسة الاسلام السياسي  , وهذا يعني على ان هناك علاقة بين  دين الرئيس ودنياه , كما هو الحال مع الاخوان المسلمين  , وأريد هنا ابداء بعض التعجب  حول  مضامين ايمان الرئيس , المؤمن بشار الأسد  هو شخص يحكم  بديكتاتورية مطلقة  وبحد السيف , فأين هو الايمان الحق في  ممارسة من هذا النوع  من الحكم ؟,  والجنون سيبلغ عندك  حالة تقول بها  بشار  الأسد ديموقراطي , وقد لمحت اصلا في  ماتسمية قراءة “في” الخطاب  الى ديموقراطية الرئيس , التي  لايدعيها الرئيس أصلا , ثم عن الايمان   وسرقة البلاد واللصوصية , هل من الايمان  سرقة البشعب ؟ , ومن أين   أتت مليارات العائلة ؟, وعن  الحرية  , فهل  من الايمان  استعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم  احرارا ؟,  وعن التزوير , فهل من الايمان تزوير ارادة الشعب  , وهل يصدق الله الذي  آمن بشار به وبرسله على أن 99,99% من الشعب الثائر ضده يريده , وهل يريد 99,99% من الشعب  الله  أصلا , الذي لاأريده  شخصيا ..فشعبية بشار أعلى من شعبية الله ؟؟ ,ثم هل من الايمان  ارتكاب المجازر , حتى ولو ارتكبها غيره  أيضا ؟, وهل من  الايمان  زرع الطائفبية في البلاد والتحضير الى تقسيمها؟ , ثم هل من الايمان  أن  يتحول  مشروع الوطن الى مشروع الغاء الوطن ؟, وهل من الايمان تحويل سوريا  الى مزرعة تسمى سوريا الألأسد   ؟ وهل من الايمان ممارسة الطغيان ؟؟ .. وأستطيع كتابة صفحات   من التعجب   بعجائب  ما يعاني منه الشعب السوري  على يد العجيبة  بشار الأسد , وأكبر العجائب  هو اعتبار الرئيس  من عظماء التاريخ  ..انها مسخرة  لاتسنحق الا السخرية!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *