لامفاجأة في مجزرة الحولة , فقد سبقها العديد من المجازر , وسوف لن تكون الأخيرة.
فالحولة وما سبقها وما ننتظره بعدها ليسوا الا معالم لدولة انهارت , ولم يبق منها مايمت للدولة بصلة , وكيف لنا الادعاء بوجود دولة ؟ فالدولة لها قوانين ودساتير , والدولة لاتسمح بقتل مواطنيها ذبحا , والدولة لاتقصف مدنها بالمدافع , ولا تهدم البيوت على رؤوس سكانها , فللدولة مهام مضادة لما يحدث الآن , الدولة التي تقوم بما تقوم به السلطة السورية هي دولة لاغية , ولا أسف على دولة تقرر عصابات سلطتها مصيرها , دولة تذبح الأطفال أولا , ثم تذبح الحقائق ثانيا , ولكل من الذبيحة العسكر الخاص به , الشبيحة تذبح الأطفال , وسانا تذبح الحقيقة غير آبهة بالحقيقة التي تقول , ان ذبح الأطفال ممكن , أما ذبح الحقيقة فانه في هذا العصر مستحيل , ومن هذا المنطلق أسأل سانا عن الجدوى من كذبها بخصوص مجزرة الحولة , وهل تظن سانا على أن كل العالم يكذب , وسانا تصدق ..هناك الصوت والصورة , وحبل الكذب أصبح قصير جدا , أما كان من الأشرف لرجال سانا والوزير المشرف عليها أن يستقيلوا ويصمتوا ولربما ينتحروا جماعيا , ولا أستطيع طلب الاعتذار منهم , لأنهم في بنيتهم الاجرامية غير قادرين على ذلك, سانا اختذلت الأنباء عن واقعة الحولة بالنص التالي:
“مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو على طرف الحولة، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية، واسفر الاشتباك اسفر عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين وعناصر الجهات المختصة”.
أي أن الموضوع كله عبارة عن ممارسة يومية , حيث تدافع قوات حفظ الننظام عن المواطنين , ولم تدرك سانا على أن صور المذابيح من الأطفال ستكون تحت مرأى كل العالم خلال دقائق , وأن محاولة التمويه الساذجة ستنكشف أيضا خلال دقائق , ولم تتطرق سانا في تقريرها الأول الى المذابيح , سهوا !! أو عمدا !! والأرجح غباء , وانطلاقا من تفكير ديكتاتوري يحتقر الانسان ولا يظن على أن للانسان المقدرة على التفكير واستخدام المنطق في تحليل الأمور , فالمنطق الديكتاتوري يقول , مايقوله الديكتاتور هو الحقيقة , وما تقوله سانا أيضا , لانقاش ولا جدل ولا شك ولا تفكير , من يشك هو خائن حاقد ويستحق السجن والعقوبة , الا أنه ليس بمقدور سانا في هذا العصر التعامل مع الرأي العام العالمي بهذا الشنكل , ولا تستطيع ارسال الرأي العالم العالمي الى سجن تدمر أو صيدنايا , ثم انها لاتستطيع قطغ لسان هذا الر أي العام العالمي ..تقف مكتوفة اليدين غير أبهة بفاجعة التشبيح التي لحقت بالوطن , الذي انهار أخلاقيا وبنيويا .
مالعمل ؟
الاجرام يسجل في سوريا أرقام قياسية , وذلك من حيث الكيف والكمية , الا أني , بالرغم من ذلك , استهجن نشر تلك الصور الصادمة , والتي تقود الى نوع من الشعور بالانهيار , لا أريد قرأة المقال مرة أخرى , لأني لاأريد رؤية الصورة مرة أخرى , أمر لايمكن تحمله , وقد كان من الأفضل لو تحاشت الكاتبة نشر هذه الصورة