موت الحقيقة في الحروب, عن الحرب والطريق الأمثل الى الديموقراطية

لمقالات الأخبار  خصوصية جيدة  ولا ابالغ  عندما أقول  على انها “زبالة ” الصحافة , وليس في الحياة  أهم من التعرف على كل شيئ , حتى على القمامة .

بلغة خشبية   معممة ومعتمة , يستهل الزبال مقالته  بالحديث عن  المقاييس المعرفية  والخلفيات الأخلاقية , التي اصطدمت بفاجعة موت الحقيقة في الحروب, ولم يكتشف الزبال من جديد ,  فعمر هذه المقولة يقارب المئة عام  ومصدرها النائب الأمريكي  هاربيم جونسون  , والمقولة تحكي  ضياع الحقيقة  مع دوي  اصوات المدافع  وأزيز الرصاص .

لاغرابة في كون الحقيقة  من أول ضحايا الحروب , وانما  الغرابة هي في  توظيف هذا الموت  من قبل  صحافة الأخبار   للتمويه  على شيئ آخر , اذ أن الأخبار تريد التشكيك في بربرية من يقمع  شعبه , وذلك بالقول , ان الركاكة والفظاظة تكمن في تزوير الوقائع  , التي تتمثل بقتل البشر ..أطفالا  رجالا  نساء وشيوخا , الركاكة والفظاظة تكمن في تزوير تظاهرات منددة بالسلطة ..تجتر نفسها  بعناوين وتواريخ مختلفة , وكأنه يقول , لقد قامت مظاهرة في الخامس عشر من شهر آذار  عام 2011 ,  وما نراه الآن ليس الا فبركة لهذه  التظاهرة اليتيمة , أما مايخص التأييد ,  فلم تمت الحقيقة عند  الزبال .. انه ظلم فادح لايقبله  عقل , وذلك عندما يقال على أن الحشود الضخمة  المؤيدة للسلطة   في المدن والدساكر هي مرتشية , ويا ليتها مرتشية فقط , انها قسرية أيضا  , ولا تسمى “تظاهرات ” وانما “مسيرات ” ,  وعلى  زبالة الصحافة  أن تعرف , على أن المسيرة  مسيرة   وميسرة بفعل السلطة  وقسرها , الذي يتضمن عقاب من لايسير بها , فالموظف أو المستخدم الذي لايشارك في المسيرة   ينال العقاب  ماديا ومعنويا .. ألا تعرف الأخبار  شيئا عن هذا الأمر , الذي يعرفه كل انسان سوري ؟

تعود لغة الزبالة الخشبية الى التعميم والتعتيم  , قائلة “ان مجتمعاتنا العربية تحتاج الى  جهود متواصلة  لتطوير  أنظمتها  ومؤسساتها  , وتحديث القوانين  التي تحترم  الرأي وتشجع  على الحوار  والاعتراف  بالآخر ,  وخشبية هذه العبارات  تكمن في بديهيتها ,اي انسان ذو معارف من مستوى المدرسة الابتدائية يعرف ذلك , فلا جديد بهذه المقولة  , ولا روح لها  , وتردادها هو قتل للأسطر . , وبعد  سرد البديهيات ينتقل الكاتب الى الفظ الأفظع  والى قمة اللاأخلاقية   , والى مايصعب تصوره  من مخلوق بشري  , حيث قال :” البعض يتناسى  ان النظام  السوري  , الذي يملك  من القوة  ما لا يردعه عن  استخدام العنف “, فيا أيها المتحدث عن الخلفيات الأخلاقية , هل امتلاك القوة  هو معيار استخدام العنف ؟ والكاتب يقصد هنا بدون أي شك العنف السكري , أي القتل , هل مجرد وجود القوة العسكرية  هو المبرر للعنف ؟ , أو انه هناك روادع أخرى ..كالأخلاق والقانونية  والعدالة والقانون , ولا توجد دولة على هذه االكرة , الا وتملك من القوة العسكرية مايمكنها فن قتل عشرات الألوف من  شعبها  في دقائق , الا أن القوة العسكرية  عند هذه الدول  ليست لقتل  شعوبها ومارسة العنف ضد  هذه الشعوب , وانما لحماية هذه الشعوب  ومنع العنف , وما يمنع هذه الدول من ممارسة العنف ضد شعوبها  ليس الا الأخلاتق السياسية  ثم العرف والقانون  ,   وعندما يسيطر عرف وقانون الغاب  , تصبح البلاد غابة وحوش .

الزبالة لاتقتصرعلى  الترويج لقانون الغاب , وانما تبحث  عن تبرير درويش  لقانون الغاب ,  اذ تصور الأخبار الأمر كالتالي ,  شرائح شعبية  واسعة  استغاثت  بالنظام  لكي يخلصها من  ارهاب الجماعات المسلحة , وخشبية هذه المقولة تكمن  في  بعدها عن الواقع وتجاهلها له  ثم تشويهه , من استغاث بالنظام لوقايته من العصابات المسلحة ؟ ليس الا لبناني معتوه يسمي نفسه  د. احمد شلاش  ويدعي  زعامته لقبائل دير الزور , , مهرج من الفصيلة  المتوحشة , هل طالب الحزب الشيوعي بذلك أو هل طالبت التنسيقيات بذلك  أو المجلس الوطني  , الذي يحظى باعتراف  عدد كبير من الدول , على أنه الممثل الشرعي للشعب السوري , وعدد الدول التي تعترف بشرعيته أكبر من الدول التي تعترف بشرعية السلطة السورية , هل طالب الأكراد بذلك أو السنة في سوريا أو مسيحيي سوريا أو  الجهات التي  جلست مع السلطة عدة مرات على طاولة الحوار , ولم اسمع  شيئا عن هذا الطلب من حسن عبد العظيم أو ميشيل كيلو, أو الطائفة العلوية أو  رابطة الكتاب السوريين أو صادق جلال العظم أو أدونيس أو  فايز سارة أو  روزا ياسيبن حسن أو  على حيدر , فما هو اسم هذه الشرائح  الشعبية  ومن مثلها ؟, وحتى فرق المغاوير اللبنانية  لم تستغيث بالسلطة   ومنهم  ابراهيم الأمين .

لندع  الكلام الفارغ عن العصابات  المسلحة وغير المسلحة , فالثورة السورية تقف  الآن تحت اشراف الأمم المتحدة على مايسمى “خطوط  تماس ” مع كتائب الأسد , وهناك بدون أي شك جناح مسلح , الا أنه كان من المنتظر من منظر الأخبار أن يسأل   نفسه عن أسباب عسكرة   طيف من المعارضة,   هل تم ذلك بالرغم من السلطة , او ان السلطة ساهمت بشكل كبير في  خلق العسكرة   , ولا أعرف  الا من يحمل السلطة  حيز كبير من مسؤولية التعسكر  , الذي كان الرد الطبيعي على  الحل العسكري  الأمني , الذي  شرعت  السلطة في منتصف آذار عام 2011, ومن كل ذلك يجب القول  على أن موضوع الاستغاثة  هو من المواضيع , التي قتلت الحرب  حقيقة خلفيته . السلطة  هي الوحيدة  التي استغاثت  بالعسكر ولا تزال تستغيث بهم .  للبحث تتمة !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *