فليخجل من عليه أن يخجل حقيقة !

فليخجل من يدافع عن تركيا ويمشي في ركابها , هكذا  وبكل صراحة ووضوح عبر ضياء أبو سلمى في تقديمه لاحدى منقولاته  عن تركيا ومجازر الأرمن من عام 1915 ,  لاشك بأن ماقامت به تركيا  من مجازر بحق الشعب الأرمني  هو تاريخي , وتصنيفه  في مصنف الابادة الجماعية  للشعوب  هو  في منتهى الأحقية , ولا شك في أن الشعب السوري قدم للأرمن مساعدات كبيرة , وهذا  ماذكره كاهن بروستانتي  الماني في كتاب له , حيث  تواجد هذا الكاهن في مدينة حلب ,وقد  سجل في كتابه  تفاصيل المجازر  , ومصدر التفاصيل كان مراسلات القنصلية مع وزارة الخارجية الألملنية في ذلك الوقت , حيث استطاع الكاهن   الحصول على هذه المراسلات بكاملها , والتي شكلت موضوع الكتاب .

هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى  , أعجب جدا  من الكاتب العزيز  لتطرقه لموضوع “الخجل”  وذلك لسببين :

1-الذاكرة , فكل منا يتذكر  مارواه  الآباء والأجداد عن  الباب العالي  واجرامه ,  ومن منطلق شخصي , اريد التذكير بأن  اثنين من أقربائي لاقوا حتفهم في ماسمي “سفر برلك ”  جد والدي  ووالد  والدتي ,  وليس عندي أي سبب  للتعامل  “برقة” مع الماضي العثماني , الذي أشجبه وأجرمه  بأقسى الكلمات , الا أنه لايوجد نظام لايخطئ , والآن يخطئ النظام السوري , وقد أخطأ  الرايخ الثالث بحق كافة شعوب الأرض وبحق اليهود  , والآن  توجد دولة ألمانية  ديموقراطية  تحتلرم نفسها وتحترم غيرها   وتتنكر لأعمال الرايخ الثالث , اعتذرت , وعوضت   وأصبحت مؤهلة  لأن تساهم بشكل ايجابي في الحياة الدولية , وقد كان على تركيا أن تحذو حذوها .

هذا عن الذاكرة بما يخص الأشياء القديمة , الا أنه توجد أشياء جديدة  نستطيع تذكرها , ومن لايستطيع , عليه الاعتماد على وكالة سانا للأنباء , حيث سجلت الوكالة الرسمية  تطور العلاقات التركية -السورية  بكامل تفاصيلها  بعد عام 2000 وبمشاركة ومباركة الرئيس بشار الأسد ,  حيث تآخى الأسد مع الترك , قائلا : العلاقات التركية -السورية  أخوية  وتتجاوز البروتوكولات ..أي انها  خوش بوش  ..عائلية  , ولم يكتفي الرئيس بذلك , وانما انتقل الى العمل   ,حيث وصل التآخي  الى حد الغاء الحدود تقريبا , لاضرورة لجواز سفر  , وانما تكفي الهوية الشخصية  ,  ابرمت الاتفاقيات  واعطيت التسهيلات  للترك , وضج الصناعيين السوريين , وكسد زيت الزيتون السوري   واحتلت المسلسلات التركية   البرامج التلفيزيونية  السورية  , وازيلت  العقبات  التشريعية أمام  رجال الأعمال الأتراك   وتحولت مذكرات التفاهم الى اتفاقيات  وتحدث الرئيس عن الفضاء الاقتصادي  وتكامله  لافتا النظر الى اهمية سوريا وتركيا  في ربط المتوسط مع قزوين  والبحر الأسود , ولا  اريد التفصيل أكثر , لأن كل هذه التفاصيل  موجودة في سجلات “سانا ” .

خاصة عندما  أتذكر ماقبل الحديث  جدا  في العلاقات السورية-الاتركية  , أصاب بوجد الرأس  من عبارة العزيز أبو سلمى , التي يأمر بها القطيع  لممارسة “الخجل ”   ولماذا ؟ والقطيع لم يدافع عن تركيا  ولم  يمش في ركابها , من دافع عن تركيا  ومشى في ركابها  كان الرئيس الأسد , ومن نسي مجزرة الأرمن  حوالي 10 سنين كاملة  كان الرئيس الأسد  , ومن داس مصالح رجال الأعمال السوريين  بحذائه , ولمصلحة الأتراك , كان الرئيس الأسد  , ومن الغى  تأشيرات الدخول الى سوريا  من قبل الأتراك كان الرئيس الأسد , لذا اعتبر ماقاله أبو سلمى ليس موجه الى أحد سوى الى الرئيس الأسد , فليخجل هذا الرئيس  لدفاعه عن تركيا   وسيره في ركابها, وهذا ماطلبه منه أبو سلمى عمليا .

2-أعجب جدا من  المطالب بالخجل , كيف  تتملكه الجرأة  ويطلب من البشر هذا الطلب , واعتبار أبو سلمى البشر  على أنهم “قطيع” لايجعل منهم قطيع , واحتقار أبو سلمى لوجدانهم وذاكرتهم , لايجعل منهم  شعب بدون وجدان  وبدون ذاكرة, الا أنه  يتصرف  على أساس تربوي أسدي  يعتبر البشر قطيع   , يأمر القطيع  منتظرا من القطيع أن يأتمر ,  وكل انسان سوري يعرف  سبب الجفاء والعداء بين السلطة السورية والسلطة التركية  , ولاعلاقة لهذا الجفاء بالأرمن  ومجازر الأتراك , وانما فقط  بموقف الأتراك من مسلكية السلطة السورية تجاه الشعب السوري , ومن العار توظيف المجازر ضد الأرمن    في خدمة الموقف السياسي السوري المتهالك  ,خاصة في سياق تبرير مجازر السلطة بحق الشعب السوري ,لايستقيم  وضع تفاضل  بين المجازر مع الأخلاق  , حيث يلتهم الاستنكار المجزرة الأكبر , وتصبح المجزرة الأصغر  بيضاء …انه تبييض  لا أخلاقي ,فالمجزرة  مجزرة  كبرت أم صغرت !.

لذا فان أوامر أبو سلمى للشعب بممارسة الخجل هي أوامر “هوائية” , وعليه توجيه هذه  الأوامر  الى من عليه أن “يخجل” حقيقة .

بخصوص آل ثاني  وآل سعود   فسيكون للموضوع تتمة !.

فليخجل من عليه أن يخجل حقيقة !” comments for

  1. فعلا “فليخجل من عليه أن يخجل حقيقة !” لأن يلي اختشو ماتوا! انظروا الى عيون العاهرات من أمثال حمد آل ثاني و حمد بن جاسم وهما يديران حملة التجيش عبر “جزيرتهما” وعبر مخابرات أسيادهم في تركيا وأمريكا واسرائيل لتغيب وخرتتة عقول البسطاء والسذج من السوريين ليرتكبوا بحق وطنهم ودولتهم أفظع الجرائم باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهما ومن لف لفيفهم من آل سعود لا يمتان بصلة لا للدستور ولا للديمقراطية ولا لحقوق الإنسان. في المقلب الآخر نجد أطراف المعارضة السورية التي يغلب عليها خوان المسلمين الذين على اتم الاستعداد لتدمير الوطن المهم أن يصلوا الى السلطة فيه ولو بعون ومباركة اسرائيل و أمريكا . لن أزيد أكثر عن عهر التحامل على سورية الوطن والدولة لأن العهر أفضح من أن يفضح!!!! فعلا “فليخجل من عليه أن يخجل حقيقة !”

    • لقد بحثت في مقالي الناحية التركية -السورية ,وأفتقد في تعليقك اي اشارة لهذا الجانب , وكأنك علقت على ما لم تقرأه , وقد أشرت الى أن بحث الجانب القطري -السعوي سيتبع .
      لدي الكثير مما أستطيع قوله في نقد النظم التي تفضلت بشتمها , الا أن النقد شيئ , والشتيمة شيئ آخر , وغلبا مايغلب الشاتم على أمره , فلغة الشتم لاتستطيع البرهنة الا على شيئ , الا وهو بدائية الشاتم وضعف حججه .
      مقاومة النظم الرجعية ضرورة ملحة , الا أن الشتم لايقاوم هذه النظم اطلاقا , وانما يساعدها , وبالفعل فقد قادت اساليب الديكتاتوريات , التي تقتصر على الشتم والسجن والتعسف , الى تقوية الرجعيات , وخاصة الاخوان المسلمين , الذين كانوا في الخمسينيات قوة هامشية , وأصبحوا بفعل الديكتاتوريات قوة لايستهان بها , لم يتمددوا لأن أفكارهم علمية وعصرية وحججهم قوية , وانما لأن القوى التي تدعي مقاومتهم واهنة , ويقتصر نشاطها على الاسطوانة التي تقدمها لنا في كل شاردة وواردة , خشبية لاجديد بها ولا روح ,وبهذه تتسلح قاصدا افناء الرجعية !!
      الأمر ليس عهر وليس تحامل , وانما موقف , ثم انه عليك الترجل والابتعاد عن صهوة جواد الوطنية , حيث انك تلوح وتلمح بدون انقطاع على انك الوطني الوحيد في هذه البلاد , وما تبقى عليه أن يأخذ منك شهادة حسن سلوك في الأداء الوطني , العلم السوري لايفارقك وكذلك النسر السوري , وبذلك تريد الادعاء, ولربما البرهنة عن وجود ماهو غير موجود , لقد سبقك الى التحاف العلم السوري كثيرون من الذين ثبت ان التاحافهم زائف ومخادع , وكم اتمنى أن لاتكون كغيرك , وهذا ما أعنيه جادة وأتمناه لك بكل صدق ووفاء , وقد لاحظت امتلاكك للكثير من المقدرات , التي تؤهلك لتبوء وضعا أفضل , ولا أعني بذلك موقفا آخر , لك مني جزيل السشكر على مداخلتك , التي تمنيت لو كانت أكثر موضوعية وعلمية

      • كوني مشغول جدا ولدي التزمات كثير حتى مساء الغد فأني سوف أكتفي فقط بالرد على نقطة واحدة فقط:: استخدامي لكمة “عهر” ليس شتيمة لان الشتيمة تكون بمن ليس على شاكلة ما يوصفون به ويقصد بها تحقير ما لشخص ما!! أما عند الحديث عن قطر والسعودية وتركيا وبعض أفراد وأطراف المعارضة السورية وأقول البعض ووصفهم بالعهر إنما أكون بذلك أقوم بتوصيف لحال لا أكثر ولا أقل وليس للحقير من تحقير لأن ما بعد الحقارة ليس هناك من شيء سوى الحقارة ذاتها أما الشتم فهو ليس مما أحب أن أمارسه إلا مع من يستحقه قولا وفعلا!!!

        • بارك الله بك يا أستاذ أبو سلمى , انك تدعي جديا على ان استخدام كلمة “عهر” هو وصف أمين لحال بعض العهرة , انه ليس شتيمة , ومن يتمعن في ماقلت يتوصل الى الشعور المؤلم الذي يقول , أبو سلمى فقد العقل تماما , لماذا لاتمارس النقاش نقطة نقطة كغيرك من البشر , والعهر لم يكن موضوع السيدة نبيهة , , كان عليك التطرق الى الأفكار التي اوردتها نبيهة وتفنيدها نقطة نقطة ,
          لم يقتصر التعهير على الدول الأجنبية , وانما شمل , بعناية أبو سلمى , بعض أفراد وأطراف المعارضة , ولا شك ان بعضا منهم يحاور أبو سلمى , احتراما لظاهرة الحوار ,
          وكما تراني ياجميل اراك , ماذا تقول يا أبو سلمى عندما يشتمك الغير ويصفك بالعهر , قائلا انك تستحق ذلك قولا وفعلا , سوف تمتعض , والغير يمتعض أيضا عندما تقع عينه على اللامعقول مما تكتبه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *