فجر الثلاثاء اعتقل الأمن السوري سلامة كيلة , واين هي المفاجأة في اعتقاله , فمن يعتقل الشعب السوري بكامله يستطيع اعتقال سلامة كيلة دون أي وارع , سلطة لاتخجل , تعتقل من تشاء ومتى تشاء .
اعتقال سلامة كيلة ليس بالأمر الغريب في حالة تغيب تام لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية , وفي حالة تغيب تام لاحترام الدستور , الذي تتبرج وتتبختر السلطة به وبمواده , احداهما تقول , لايجوز اعتقال أحدا دون أمر قضائي, وأين هو القضاء الذي أمر باعتقال سلامة كيلة , ولماذا ؟
دولة جردتها السلطة من أي منظومة أخلاقية , ووضعتها في قبضة شرذمة من العصابات , التي تسمى “أجهزة أمن ” وأمن من ؟ هل أمن الشعب ؟ أو أمن العصابة؟.
يكثر الحديث عن الحداثة ويكثر الحديث أكثر عن تقدمية السلطة والنظام مقارنة بالأنظمة البالية البترولية ؟؟ ولا أظن على انه من حق النظام أن يتهم أحدا بالتعسفية والاستبداد والقمع والارهاب , سواسية كلهم , لاعدالة ولا شرف عندهم .
هل حمل سلامة كيلة السلاح , هل فجر القنابل , هل اساء لجاره , سلامة كيلة مفكر تنكر لمنكرات السلطة , وانتقدها بقلمه وبفكره وحججه , ولا يوجد في هذا العالم أي قانون يدينه , حتى القانون السوري , الا أن الأمن لايعترف الا بقانونه , الذي لايفترق عن قانون الغاب ..اننا في غابة وملكها يركب دبابة ..الى هنا وصلت البلاد !.
لقد وصلت السلطة الى مرحلة ممارسة العبثية , ولم تعد تفرق الضار من النافع , وهل تظن الرئاسة على أن اعتقال سلامة كيلة سوف ينقذها من المطب الذي أوقعت نفسها به ؟ لو كان هناك عقل لما أقدم الأمن على هذه الخطوة المشينة ,خطوة سوف لن تركع الشعب السوري , وانما ستزيده عزما واصرارا على اسقاط سلطة , لاتستحق ان تبقى لحظة واحدة