أكبر الطائفيين في سوريا يقول , ان المجتمع السوري غير طائفي , ويقول اضافة الى ذلك على أن دليله جلي كالشمس , وأهمية ماقاله ابراهيم الحمدان ذو علاقة بالفهم الشعبوي القاصر المسطح للطائفية , الذي يعتبرعلى ان النظام طائفي عندما يمثل هذا النظام طائفة معينة تحكم طائفة معينة أخرى , وهذا الأمر لاينطبق على واقع الطائفية السلطوية السورية , ولا على واقع الطائفية السلطوية العراقية , اذ ليس كل جماعة صدام هم من السنة , وفي سنينه الأولى كان أكثرهم من الشيعة , كما أن جماعة الأسد ليسوا حصرا من الطائفة العلوية , وان كان معظمهم الآن علوي , جماعة صدام وجماعة الأسد تطوروا الى فرق عائلية ..تطوروا الى طائفة خاصة مستقلة عن السنة في حال صدام ومستقلة عن العلويين في حال الأسد , وللتشابه أوجه أخرى عديدة ..توريث ..تأليه ..تملك .. الخ , لامجال لتحليل أوجه التشابه بشكل مفصل .
مايجمع بين طائفية صدام وطائفية الأسد ليس مذهبي , وانما “الانغلاق ” السلطوي على عدد من الأفراد , قد يكونوا متنوعين مذهبيا , والانغلاق انحدر , لأسباب تتعلق بالثقة المفقودة تجاه الشعوب , باتجاه عضوي عائلي وبتخديم من الالتحام المذهبي , دون أن يعني ذلك بالضرورة التجانس المذهبي في طائفة السلطة المغلقة .
السلطة والانغلاق على فئة , هو الذي يحول هذه الفئة الى طائفة , وبالتالي يجعل من السلطة سلطة طائفية … مؤسسة سلطوية , ابتلعت كل شيئ من الدولة الى النظام , وحورت حتى القيم , ومنها قيم “الوطنية” التي ألصقت بالسلطة مضمونا وممارسة ,الوطنية هي الانصياع للسلطة , ومعارضة السلطة هو خيانة وطنية , الوطنية تقزمت لتصبح ذيلا للسلطة بدلا من كون السلطة ذيلا للوطنية , الوطنية تقزمت الى ثرثرة ومبالغة وخطاب خشبي ..الوطنية هي ريتورك شتم الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية وغير ذلك ..حكام الخليج وغيرهم , الوطنية تعني حسب القاموس الطائفي الانغلاقي الديكتاتوري ليس أكثر من ممارسة ببغائية تلفيقية دجلية كاذبة .
انطلاقا من عدم الوضوح بشأن الطائفية المعقدة في رأس الطائفي ابراهيم الحمدان , يتبجح هذا ويغالط , اذ يقول ان الهجمة الاعلامية الخليجية لم تقتدر على جرجرة الشارع السوري الى نزاع وحرب طائفية , وهل يحتاج المجتمع السوري الى من يجرجره الى الصراع الطائفي ؟؟ المجتمع السوري ينضح بالطائفية التي اعتمدتها السلطة كوسيلة أساسية للتسلط , الشارع السوري أصبح شارع مقاتل على مستويات طائفية متعددة تمتد من الشكل البدائي الشارعي المبسط الى الشكل الطائفي السلطوي المعقد ,والحمدان وغيره لايفهمون الشكل السلطوي الطائفي المعقد الخبيث , الموضوع ليس سلطة علوية تجابه شارع سني ..هنا علي وهناك عمر ! الوضع اعمق وأكثر تعقيدا , السلطة ومن حولها هم طائفة مستقلة بحد ذاتها تمارس الطائفية ضد كل الطوائف الأخرى ..ان كانت السنة أو العلوية أو المسيحية أو غير ذلك من طوائف .
من اتفه ماقاله الحمدان حول عدم وجود طائفية في المجتمع السوري كان التنويه على الفشل في تحريك الطائفة العلوية ضد السلطة ,وكأن صفة “الطائفية” عند السلطة صفة مذهبية ,ولأكثر من التوضيح, فان السلطة هي بحد ذاتها “طائفة” منغلقة على ذاتها محتكرة لكل شيي ومتحكمة بكل شيئ لها أعرافها ومقدساتها وآلهتها وترانيمها وأناشيدها ومصالحها وجيشها وحرسها ومرتزقتها , انها طائفية نظام سياسي مغلق يتربع على كافة الطوائف الأخرى ويأخذ منها مايحتاج ويعطي مايريد , الا أنه هناك تفاوت في كم وكيفية التبادل بين طائفة النظام المغلق وبين باقي الطوائف المستسلمة له , وعلى آليات هذا التبادل تسيطر بعض العوامل , منها مايسمى “الولاء التفاضلي”أي أن تشعر احدى الطوائف التي يجثم أخطبوط طائفة السلطة على رقبتها , بأن النظام يخصها أكثر من غيرها , وطائفة أخرى تشعر على أن النظام يخصها أقل من غيرها , التبادل يحدث تحت منظومة العرض والطلب , والسلطة متواضعة جدا في شروط الانتساب الى جماعتها , خاصة في المراتب الثالثة وما فوق , اذ المطلوب هنا فقط المقدرة على التصفيق وممارسة الانبطاحية والدجل والكذب , وفي سلك الأمن المقدرة على التوحش ,والماهية في هذه المراتب مئات الألوف من الدولارات , اما المراتب الثانية فهي مخصصة لعظام الرقبة من الأقرباء والمتجانسين مذهبيا , والماهية هنا بعض الملايين من الدولارات , ثم تأتي المرتبة الأولى ..مرتبة الشرف , وهذه المرتبة مخصصة لأفراد العائلة الحاكمة ..أخ ..صهر ..ابن خالة ..ابن خال والأقرباء المقربين جدا من العائلة ممن يستوفون أيضا الشروط المذهبية ,والماهية هنا تتجاوز المليارات من الدولارات .. والماهية في كل هذه المراتب هي من انتاج معامل الفساد المنتشرة في البلاد من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب .
من الصعب مفاكرة محرض لطائفية مبتذلة من المرتبة الثالثة في جوقة الزبانية , ذلك لأنه ينطلق من طائفية مبسطة , بينما طائفية السلطة معقدة , وانطلاقا من بساطة فهمه قال ان اعداء سوريا , ويقصد هنا أعداء السلطة , فشلوا في تحريك الطائفة العلوية للتظاهر ضد الدولة , ويقصد هنا ضد السلطة , وهنا يحقر هذا الطائفي الطائفة العلوية , اذ يدعي على أن الطائفة جماعيا مع السلطة , وهذا غير صحيح , لأن ابراهيم الحمدان شخصيا كمعارض خضع الى السجن والتعذيب , ليصبح بعد هذا التأهيل مؤدبا وبوقا ذو امتيازات من المرتبة الثالثة .
يقول السيد الطائفي البدائي , الذي لم يفهم تعقيدات طائفية السلطة ..كانت الناس تخرج بالمسيرات المؤيدة للدولة رغم الظرف الأمني الصعب , انه يصر على دمج السلطة مع الدولة , ويصر على وجود مسيرات تأييد , يكذب بدون حرج ..نحن نعرف تماما كيف تسير مسيرة التأييد , لسنا من سكان القمر , اننا سوريين ونعرف كيف يتم القسر والاجبار في سوريا , ونحن موظفين ونعرف كيف تحاول السلطة ارغامنا على السير في المسيرة كالبعير ,و لاحاجة لي اطلاقا الى معارف الحمدان عن مسيرات التأييد .
ثم يقول البوق على أن الهدف من مسيرات التأييد هي مناصرة الوطن وقائد الوطن الرئيس بشار الأسد , لاشك على أن الهدف هو مناصرة بشار الأسد , وهل مناصرة بشار الأسد هي مناصرة للوطن ؟أشك في ذلك , لأن بشار الأسد هو مزور لانتخابات , وبشار الأسد هو المسؤول عن مقتل عشرات الألوف من ابناء الوطن ولم يفقد أي شرعية , لأنه لم يملك أي شرعية , ولايمكن لمغتصب للسلطة أن يكون قائدا للوطن ..انه قائد لعصابات تعيث بالوطن فسادا ..انه عرعور آخر .
الحمدان يتحدث عن حوامل الأزمة في الداخل , قائلا ان المتمذهبين من الاخوان هم أقل هذه الحوامل , الأكثرية هم “زعران” مطلوبين للمثول أمام قضاء لاوجود له , ولو تواجد هذا القضاء لكان له أن يلملم “زعران” السلطة من الدجالين اللصوص منتهكي الأعراض , ويضعهم جميعا في السجون ..من أصغرهم الى أكبرهم ..والحمدان يستفيض في ترتيب قائمة “الزعران ” اذ أن كل متظاهر هو حسب رأيه الثاقب قابض , واضافة الى القبضايات والقبيضة , يريد الحمدان وضع اليساريين والماركسيين في قائمة القبيضة , وفي قائمة القبيضة يضع الحمدان أيضا المتضررين من سياسةالاصلاح اذ أن هذا المعتوه يرى ان هناك سياسة اصلاح في سوريا , سياسة لا أشعر بوجودها اطلاقا ..فماذا تغير بعد الدستور الجديد ؟؟ لاشيئ .
الحمدان يأتي في النهاية الى الحل الذي يراه مناسبا , ويقول ” أولا عدم السماح لتحقيق بعض الانتهازيين مِمَن غرر بشباب الوطن تحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه بالسلاح والغدر والخيانه ,أن يحققوه بالسياسة تحت اسم واهي ( معارضه ) وأنا شخصياً أدعو الى الوقف بوجه الدوله ان قررت اعطاء حصص تحت اسم الحوار مع المعارضه ان كانت تحت اسم التنسيقيات أو مجالس استنبول ,,,,, محاكمة كل من حمل سلاح وسفك دم السوريين من شهداء الوطن ان كان من جيشنا البطل أو من عناصر حفظ النظام أو مواطنين أبرياء ,,,,,المساعده من قبل الدوله لخلق معارضه حقيقيه تحت سقف الوطن ،واصدار قانون الاحزاب غير كاف لتحقيق هذه الغايه ،وسأدعم حديثي بمَثل عن حزب تم تأسيسه منذ عام, لكنه لم يستطع حتى الترخيص والأسباب كثيره ,,,من التمويل الى شروط لا تخدم خلق معارضه حقيقيه تضم شباب الوطن الحقيقيين.
أنوه أن الحساسيه الطائفيه ستزول بعد انتهاء الأزمه لأني لا أرى أنها شرخ أصاب الوطن , بل هي حساسيه طبيعيه نتجت بسبب الأحداث الأمنيه
محاولة تقبل الشباب المغرر بهم, والذي لم يحمل سلاح لكن ليس من موقع المناضل المطالب بالحريات بل من باب المخطيء الذي لم يقرأ الاحداث بحجمها.
رفع شعار ليس كل من قتل في سوريا شهيد ،بل هناك مجرمين ،اجرموا بحق الوطن والمواطن ونال جزاءه.”
أي أنه على السلطة خلق معارضة تحت سقفها , معاضة مطواعة !!!, وهناك أسئلة كثيرة حول معنى “شباب الوطن الحقيقيين ” وغير ذلك من الأمور , في النهاية انتابني الشعور , على أنه لايمكن لأحد أن يفاكر الحمدان وأمثاله الا من هو أسخف منه , وفي هذه اللحظة أشعر وكأنني أشد سخفا من الحمدان ..اعتذر من القارئ الكريم !