لكل ذوقه , وقد نختلف جدا حول البوق الذي يمثل السلطة أفضل تمثيل , البعض يقول انه خالد العبود هو من أفضل الممثلين , آخر يقول طالب ابراهيم او شريف شحادة أو بسام أبو عبدالله , الا انه لي ذوق آخر , أميل الى المغمور ابراهيم الحمدان الذي يكتب أحيان تحت اسم نارام سرجون , وميولي لاعتماد الحمدان ممثلا للسلطة لها بدون شك اسبابها , فهو لايخجل , ولا عقل في رأسه , وحواره عبارة عن شتائم , لايقرأ , وان قرأ لايفهم , ولا يستطيع ادراد الواقع الذي يقول بوجود رأي آخر, وهل يوجد في السلطة من له رأي آخر غير رأي الرئيس ؟ حيث تتلطى الزبانية وراء كلمات الرئيس ليكون لها شرف تكرارها الببغائي التملقي ثم ترتيبها في مصنفات مايسمى “أقوال الرئيس ” لتصبح حجة وآية أسدية كالآيات المحمدية مقدسة الهية معصومة عن الخطأ , ولو جاء نقيضها بعد ثواني على لسان الرئيس , يصبح النقيض مقدس الهي , وهل يمكن تسمية ذلك “حركة” فكرية , وليبس الأصح أن نقول ان ذلك “حشرجة” فكرية , ؟
المتملق الناطق الغير رسمي باسم السلطة يتطرق الى مواضيع هامة خاصة في الحوار المتمدن المحجوب في سوريا , وهذا المتحرر الذي يكتب في الحوار المتمدن لم يسأل نفسه يوما عن أسباب حجب الحوار المتمدن في سوريا , واذا كان السبب هو “عمالة” الحوار المتمدن فكيف يسمح لنفسه أن يتعامل مع موقع عميل ؟ انها شيزوفرينيا أهل السلطة .
تحت عنوان انقلب السحر على الساحر , يرى الحمدان ضرورة ملاحقة برهان غليون بتهمة تخوين الجيش والتحريض الطائفي , وقد استغربت علاقة برهان غليون بموضوع تخوين الجيش والتحريض الطائفي , خاصة بعد تعرفي على ماقاله الصحفي اللبناني نقولا ناصيف (جريدة الأخبار) بخصوص الجيش قبل فترة وجيزة , حيث قال مايلي” الجيش أصبح جيشاً عقائدياً وجيش حزب البعث الذي تلقى، منذ وصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة عام 1971، تربية عقائدية صارمة جعلته جيش النظام أولاً وآخراً. كان كذلك منذ أن وصل البعث إلى الحكم عام 1963. إلا أنه لم يمسِ جيشاً نظيفاً من صراع القوى بين الأحزاب وكذلك بين الضبّاط الذي راح يُولّد انقلابات تلو أخرى حتى عام 1969، إلا مع تسلّم الأسد الأب السلطة وسيطرته الكاملة على الحزب والجيش وإخلائهما تماماً من معارضيه , حيث أمسك الأسد الأب بالجيش بقبضة من حديد. لا يصل إلى مراتب عليا في هرميته إلا الضبّاط العلويون. ولا يرقى سواهم إلا الضباط البعثيون مسيحيون وسنّة. من خارج هاتين الفئتين لا حظوظ للضبّاط بترقية متقدّمة. بالتأكيد لا يدخل الكلية العسكرية ضبّاط من أحزاب مناوئة للبعث، كالإخوان المسلمين أو سواهم. تلعب الواسطة دوراً محدوداً في تزكية ضبّاط رماديين قريبين إلى البعث. لكن ليس أقل من ذلك. أحكم الرئيس السيطرة على إدارات المؤسسة العسكرية، في الأجهزة المتعدّدة للاستخبارات وفي الجيش النظامي,الأمر نفسه انتقل إلى نجله الرئيس الحالي. لا تتحرّك كتيبة دبابات أو تمر في دمشق، أو من حولها، من دون إذن مسبق من الاستخبارات العسكرية، كي يحمي النظام نفسه من انقلابات تطيحه. فلا تتكرّر سوابق عقود الأربعينات والخمسينات حتى الستينات. تخرج الدبابات والمصفحات فجأة، فيصبح الرئيس في السجن أو القبر.”
فما هي علاقة برهان غليون بترتيبة الجيش علويا وبعثيا ؟ , وتحوله مؤخرا الى فرقة خاصة أطلق عليها رجال السلطة اسم “كتائب الأسد” , وهذه التسمية ليست تسمية المعارضة للجيش , وانما هي الاسم الذي أعطته السلطة للجيش .
في مقالته اراد الحمدان تبشير المعارضة فردا فردا بالملاحقات القانونية والملاحقات الدولية , وذلك بتهمة الاجرام بحق الانسانية , والعجب كل العجب من الحمدان , الذي قلت في البدء على أنه لايخجل ولاعقل في رأسه , وبشراه للمعارضة بالملاحقة الدولية دعمت الشك بقواه العقلية ,فالمرشحين للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية هم أهل السلطة وعلى رأسهم رئيسها , والممنوعين من دخول الأراضي الأوروبية -الأمريكية هم أهل السلطة ورئيسها , وحجز الأموال اصاب أهل السلطة ورئيسها , وآخرهم كانت السيدة الأولى , التي سيقرر الاتحاد الأوروبي هذا اليوم منعها من دخول أوروبا , على الرغم من أنها مواطنة بريطانية ! , ثم حجز أموالها وشركاتها (تملك 30% من أسهم شركة للزيوت في هولندا ) , ومحكمة الجنايات الدولية لاتطارد غليون أو جورج صبرا أو غيرهم , لقد التبس الأمر على الحمدان , انه يقصد محكمة أمن الدولة في دمشق , وهنا يجب القول على ان توقعاته بخصوص الملاحقات من قبل محكمة أمن الدولة السورية صائبة , ومحاكم أمن الدولة في سوريا لم تتوقف عن الملاحقات واصدار الأحكام ” العادلة ” ضد ألوف السوريين منذ أربعين عاما , وقد وعدت السلطة بالغاء هذه المحكمة في سياق الغاء حالة الطوارئ , الا أنه لم يحدث ذلك , ورسميا لم تلغ حالة الطوارئ , وانما توقف العمل بها (نظريا) , رسميا لاتزال حالة الطوارئ موجودة .
يقول الصحفي ناصيف في سياق تطرقه الى الوضع السوري حول الجيش والمادة الثامنة مايلي :”رغم أن إقرار دستور جديد أتى، عام 1973، في مرحلة لاحقة من تسلّم الأسد الأب الحكم، إلا أن الجيش أضحى القوة المركزية المعنية بتنفيذ المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث قائداً للدولة والأمة. والحريّ أن الجيش ـــــ لا المؤسسات الدستورية والوطنية ـــــ هو الأقدر على وضع هذه المادة موضع التطبيق الفعلي” واذا صدق ماقاله ناصيف عن الجيش وحمايته للمادة الثامنة العنصرية وتعطيله للمؤسسات المدنية والدستوري , فلماذا لايمكن القول على أن الجيش قام بخيانة المهمات التي عليه القيام بها , هل مهمة الجيش تعطيل المؤسسات المدنية والدستورية , وهل مهمة الجيش تنفيذ مضامين المادة الثامنة , التي ألغت مبدأ المساواة وقتلت العدالة الاجتماعي , اليست التهم محقة , وأين هي محكمة أمن الدولة ؟؟ , اليس تعطيل المؤسسات انتهاك واضرار بأمن الدولة ؟ , وهل خدمت المادة الثامنة أمن الدولة ,؟
الحمدان اختتم اطروحته بالخبر عن ماقالته مؤسسة هيومن رايتس ووتش, التي يقول انها ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ,الثلاثاء بان مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون “انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان” بينها اعمال خطف وتعذيب واعدامات, كما قلت في البدء فالحمدان لايقرأ , ولو قرأ كل ماكتبته هيومان رايتس ووتش وفهمه لصاغ اخباره بشكل آخر ..لاعقل ولا خجل !