آل الزعبي:
“فرحان الزعبي” السجين السياسي الأقدم في العالم
يدخل عامه الـ 35
(وماذا بعد الظلمات إلا النور)
خرج ضابط الاستطلاع السوري “فرحان الزعبي” أيام الرئيس الراحل “نور الدين الآتاسي” دفاعاً عن أخوته الفلسطينين في أيلول 1970 ليؤسر من قبل الجيش الأردني وليبقى أسيراً لغاية 14 أيلول 1974 حيث سلمته المخابرات العسكرية الأردنية إلى المخابرات العسكرية السورية في مدينة درعا وعلى الشريط الحدودي الفاصل بين الدولتين، في زمن كان الرئيس الراحل “حافظ الأسد” قد تولى سدة الحكم، وليشهد هذا التسليم صف ضابط من المخابرات العسكرية السورية، والذي كان يعرف فرحان الزعبي كما يعرف نفسه، بل ربما أكثر، حيث ما كان منه إلا أن نقل الخبر إلى أخوته حين علم أن الحكومة السورية تحاول أن تنكر وجوده لديها.
ومنذ ذلك اليوم والحكومة السورية ترفض السماح لأي مخلوق بزيارته أو مراسلته، بل أنها تحاول أن تنكر وجوده بطريقة ترهيبية، أي أن الذي يتحدث في موضوع فرحان الزعبي أو يحاول السعي لإخراجه من سجنه فإنه سيحل محله في السجن أو يكون زميله. هكذا كانت السياسة المتبعة في زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد.
– سلم فرحان الزعبي إلى سورية في 14 أيلول 1874
– جاء خبر مباشر من فرع الحلبوني بأن فرحان قد وصل وتم إرسال عنصر لأخذ ثياب جديدة له ليلبسها عند خروجه ( وهذا يدل على أنه لا غبار عليه – فهذا كان ما يعرفه الجميع).
– جاءت الأوامر بعدم إخراجه والاحتفاظ به ومن ثم أنه ليس عندهم(ممن؟)
– الرائد السابق هشام جميل (والذي توفي من حوالي سنتين) كان يشغل منصب رئيس التحقيق العسكري أنذاك وكان هو المسؤول عن التحقيق مع فرحان الزعبي. قال لوالدته: (والله يا أمي لو أنني سمحت لأهله برؤيته فإنهم سيقطعون أصابعي ويضعونني مكانه في السجن)
– اللواء السابق ناجي جميل قائد القوى الجوية والذي أصبح بعد فترة تحت الإقامة الجبرية: وجه أوامر لأخيه هشام بأن يسمح لزوجة فرحان الزعبي وأولاده وأمه برؤيته، ولكن الأخير رفض خوفاً من العقاب.
– محمد مخلوف (والد السيد رامي مخلوف): بعد أن مساعي حثيثة منه للوساطة في موضوع فرحان الزعبي وسعياً لتحصيل زيارة له، ما كان جوابه لزوجة فرحان الزعبي وأمه إلا أن قال: الموضوع بيد الرئيس شخصياً، إذهبوا إليه.
– محمد الخولي قائد القوى الجوية 1979: هذا الرجل الجريء ما كان منه بعد أن تأكد من مكان وجود فرحان الزعبي في سجن المزة العسكري إلا أن أعطى كل من (زوجة فرحان وأولاده وحماته) كرت زيارة لفرحان الزعبي، وفعلاً ذهبت الأسرة بفرحتها وعادت بحسرة عندما ألغيت الزيارة على باب السجن وبأمر من الرئاسة. وحيث عادت زوجة فرحان الزعبي السيدة صباح دامر إلى مكتب العميد محمد الخولي قال لها رئيس مكتبه: نحن نعتذر يا مدام فالأمر فوق أصبح فوق إمكانيات العميد، ولكن أطمئنك بأن زوجك بخير.
– لاجئ سياسي سعودي في سورية: هو صديق لأسرة صباح دامر (أم غياث)، كاد أن يصل هو واثنين من الضباط أصدقاء فرحان الزعبي وأصدقاء لهشام جميل، كادوا يصلون للحصول على زيارة بأمر هشام جميل رئيس التحقيق العسكري (والذي كان هو أيضاً من دورة فرحان الزعبي). ولكن مجرى الأحداث جعل هشام جميل يتردد في منحهم الزيارة حيث اعتذر منهما.
الجميع كان يعتذر عن إمكانية المساعدة وأن الأمر بيد الرئيس، فهذا كان حال عدنان دباغ رئيس أمن الدولة، وعلي المدني الذي تولى أيضاً أمن الدولة، وعبد الرحمن خليفاوي الذي كان وزيراً للداخلية، ومحمد مخلوف، وعلي دوبا، وهشام جميل، ومصطفى طلاس، …
لم يبقى ركن من أركان الدولة إلا وصلت إليه صباح دامر. لم يطلب أحداً منهم ولا ليرة سورية واحدة مقابل المساعدة، لأنهم كانوا يعلمون أن القضية ليست قضية تحل بالمال، وأن المسألة أكبر من ذلك بكثير.
وتوالت أحداث كثيرة وأنباء كثيرة كلها كانت تؤكد بأن فرحان الزعبي ما زال حي يرزق، متنقلاً بي السجون السورية في المزة وتدمر وسجن صيدنايا، والآن أين؟
حتى عام مضى حيث جاء خبر عن طريق تاجر دمشقي عن لسان ضابط كبير في المخابرات العسكرية بأن فرحان حي يرزق. لم يكتفى بالسؤال لمرة واحدة. بل ظل التاجر يؤكد السؤال ثلاث مرات على الضابط، وفي كل مرة كان الضابط يؤكد أن فرحان موجود حي يرزق ولكنه لا يرغب في التدخل بأكثر من حمل خبر، فليس له مصلحة في ذلك وخاصة أن التدخل قد يجلب له بعض المشاكل.
وكانت بعد ذلك حملة دولية من منظمة العفو ومنظمات حقوق إنسان وجمعية حقوق الإنسان في سورية – دمشق وغيرهم وإذاعات وتلفزات ومجلات وجرائد ورقية وإلكترونية وزيارات صحفية لعائلة فرحان الزعبي واستدعاءات من المخابرات العسكرية المركزية. كل ذلك حول فرحان الزعبي. والبعض هدد والبعض ضيق عليه قليلا في سبيل إلا يتحدثون في موضوع فرحان الزعبي.
والسؤال:
ماذا يكمن وراء فرحان الزعبي؟.
ما هو الشيء الخطير الذي تخافه الحكومة السورية والذي يدفعها إلى ذلك التصرف؟.
ما هي الأسرار التي يحملها فرحان الزعبي والتي أرقت الرئيس الراحل حاقظ الأسد والتي تؤرق سورية رئيساً وأركان دولة؟.
ما هي نهاية قصة أقدم سجين في العالم؟
إلى متى يبقى هذا الصمت مستمراً؟
إلى متى سيبقى الناس من ضباط ومسؤولين وأركان دولة مستمرين في إغلاق هذا الملف؟
إلى متى يستمر هذا السجن الذي ما عرف التاريخ أطول منه؟
ماذا نفعل حتى نقابل سيادة الرئيس بشار الأسد؟
ماذا نفعل حتى نخرج جميعاً من هذا السجن؟
تساؤلات كثيرة بحاجة لإجابة. ولكن السؤال الكبير هو:
هل سيستمر الناس هكذا أم أن هناك أمل في أن تكون هناك حملة وطنية وعربية وعالمية دينية ولا دينية، إسلامية ومسيحية وحتى بوذية تطالب بالإفراج عن فرحان الزعبي ورد اعتباره بعد هذا الظلم الظلم الظلم الذي دخل عامه الـ35.
نحن نتوجه برجاء إلى جميع المجتمعات المدنية إلى الفاتيكان نخص سماحة البابا وإلى جميع المنظمات والهيئات الحكومية واللاحكومية، إلى السفارات والوزارات، إلى جميع الأحرار وأنصار الحرية إلى جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى جميع وسائل الإعلام المقروءة والسمعية والبصرية إلى جميع طبقات الشعب في أن يساهموا معنا في حملة صادقة لمناصرة أقدم سجين سياسي في العالم لرفع الظلم عنه وعن أسرته، لندخل السرور إلى قلب والدته التي بلغت الـ 104 سنوات من العمر والتي ما زالت على أمل بأنها سترى ولدها قبل أن تموت.
بتوقيع
آل الزعبي