حول معارضة المعارضة , وحال أبو خليل

من  الملاحظ  أن السلطة  والسلطويون  وصلوا الى درجة متقدمة  من “الوضاعة ”  , يتلطون عند أسعد أبو خليل  وغيره مثل نقولا ناصيف , الذي يشتمهم  ويجرحهم   ويكيل عليهم أبشع التهم , وسرورهم بأسعد أبو خليل , على الرغم من ذلك , كبير  لأنه  في نفس الوقت يهاجم  فئة  تسمى المعارضة  , والسلطة تستصعب نطق  كلمة “معارضة”  , لقد اضطرت الى ذلك  في الفترة الأخيرة , ولحد الآن تتلعثم  بعملية النطق ,   وتتحسر الآن على أيام زمان , ما أحلى أيام زمان عندما  بايع الشعب  بنسبة 100% الرؤساء من العائلة أبا وابن  ولأربعين عاما , عندما كان من السهل جدا  وضع عشرات المليارات باسم ولي العهد المرحوم باسل  في سويسرا دون رقيب أو محاسب , وعندما كان من الممكن تزويجه , قدس الله سره, بعد وفاته , حيث انجب طفلا , ذلك لتتم لفلفة الموضوع  ونقل  الأموال  المودعة في سويسرا  الى حسابات أخرى  ضمن عملية التوريت ,حيث كلفت هذه العملية , اضافة الى التزويج وانجاب الأطفال بعد الوفاة ,  التنازل للبنوك عن مليار واحد من الدولارات  , بعدها تمت العملية بخير ويسر , لم يكن هناك حجز أموال ولا سؤال ,فالأموال انتقلت بسلاسة وسلام الى أرصدة أخرى  , الى ايدي أمينة أخرى, كما قال وزير النفط  الحالي , الذي هرب نائبه, قبل فترة وجيزة , وفي أيام زمان كان من الممكن تغيير الدستور السوري  من قبل  السلطة التشريعية الواعية  خلال دقائق , وسط جو من الهرج والمرج والتصفيق  والدعاء للقيادة الجديدة  بولاية مديدة , بعدها  تحولت الدولة  الى ” معالم “للتذكير بالشهيد باسل , المستشفى  أصبح اسمه مشفى الباسل , وملعب  كرة القدم أصبح ملعب الباسل , والمكتبة سميت مكتبة الباسل ..الشارع  والمسجد والمطار  والدكانة   ومعظم  الأشياء السورية أصبح اسمها باسل , الى جانب  ماتبقى  , حيث سمي الأسد ..دوار الرئيس ..مكتبة الأسد , مسجد الأسد  ..والباقي ينتظر تسميته باسم بشار , بحيث   يكسب  أسم  “سوريا الأسد ” مضامينه الأزلية  , التي  تؤكدها التماثيل  على كل هضبة    وجبل وفي مدخل كل قرية أو مدينة ,وفي الساحات  وكل مكان  ..اينما تذهب في سوريا الأسد تجد الأسود ..في السيارة  وعلى الجدران وفي كل  غرفة نوم أو دائرة حكومية   , في سوريا الأسد  تأسد الشعب عن بكرة أبيه  , وما نلاحظه الآن   من فتك  وتقتيل  لبعضنا البعض  , لهو “تأسد” ,  الأسود لاتداعب ولا تلاعب  , الأسود تفتك وتلتهم , والأسود لاتهتم بالنعيق والقدح والردح , لها أنيابها  وأسلحتها  وروسياتها  وزبانيتها وشبيحتها  وسجونها  , والأسود لاترتكس للنقد , حيث يمكنك أن تشكو ألف مرة  سائلا  من أين لطريف الأخرس هذا ؟ ومن أين لآصف شوكت  كل هذا ؟ ومن أين للعائلة كل شيئ ؟  لاجواب ولا شرح لحالة أو موقف أو وضع ,  التهم تنزلق على سطح السلطة  وتؤول الى  سلة القمامة ..الى النسيان  بسبب  الاعياء  من تكرار هذه التهم  وترديدها في كل مناسبة , والسلطة صامدة  شامخة وفي يدها  البندقية ..انت ..انت  ايها الكلب المندس المتآمر   ستذهب الى السجن  سبعة من السنوات   لأنك شككت  برامي مخلوف , اسأل رياض سيف عن سنوات النقاهة  السبعة في السجن  , لأنه شكك  بابن الخالة  أو العمة , لا أعرف ,  هل تريد  أيها الجبان  الوهابي الحمدي  السعودي  أن  تنتقه كما انتقه  رياض سيف … سد بوزك (كما نصح احد المعلقين في هذا الموقع ) اسكت   والا يحدث ما لاتحمد عقباه ,

ممارسة الأسود للوضاعة , ليس تواضع , والفرق شاسع بين الوضاعة والتواضع  ,  الأسود أصبحت في أيام الشح هذه “وضيعة” ,  حيث تستطيع أن تمسح بها الأرض  , على شرط  أن تنتقص من المعارضة , ولو كان بكلمة عابرة  أو كلمة مبطنة , تستطيع القول  على أن السلطة هي من أسوء السلطات التي عرفها التاريخ , بشرط أن تقول  , قد يكون الآتي   أسوء  , ولا لزوم للقول  والتأكيد على أن الآتي سيكون أسوء , وأبوخليل  هو خير مثال على ذلك , حيث يقول  في آخر أسطرة مقاله : عاش الشعب السوري  وعانى  على مر أكثر من أربعة  عقود  من حكم ظالم  لايستحق  الاستمرار ولا ليوم واحد  , ان حق الشعب السوري مضمون  بحكم سنوات الطغيان  .  ومن الضورري بعد هذه  الشهادة القاتلة  من قبل أبو خليل  أن يقول ,  لكن المجلس الوطني  أخرج نفسه من أحقية تمثيل الشعب السوري  ..الخ ., السلطوي كممثل للسلطة راض عن  شرشحة السلطة  بهذا الشرط الوحيد  الوضيع  ..ولو كلمة واحدة ضد المعارضة !!  , هذا ليس تواضع يا أخي المندس المنسي, انها وضاعة !

استاذ العلوم السياسية  يكثر من  الحديث عن  أناه ونوازعها  ويقلل من الحديث عن الموضوعية , ومن “شح” الموضوعية  مأخذه  على المعارضة , أو بالأصح على المجلس الوطني  عدم التزامه  ” بالسلمية ” , وقد كان على الضليع بعلم السياسة   معرفة تكوين كل معارضة  أو ثورة في العالم , على أن للثورة أطياف عديدة  ,  والمجلس الوطني ليس كل الثورة , ثم ان الثورات تعرف مايسمى الجناح العسكري , الى جانب الجناح السياسي , ثم ان الثورة ليست  الوحيدة التي تستطيع فرض أشكال الصراع  ان كانت سلمية أو عسكرية  , الجهة الأخرى  , خاصة اذا تواجدت على كرسي السلطة , هي التي تحدد ذلك  بشكل رئيسي  , والحل الأمني  , الذي يعني استعمال السلاح والقوة العسكرية  هو منهج السلطة منذ 15-3-2011 , لذلك فان اتهام بعض المعارضة بالعسككرة والتجييش هو اتهام باطل , لقد فرضت السلطة على المعارضة مبدأ العسكرة والتجييش .

شأن التدخل الخارجي  هو كشأن العسكرة والتجييش  , فمن يسير باتجاه اتمام موجبات التدخل الخارجي هبي السلطة , التي ادخلت  النفوذ العسكري الروسي  والايراني  ونفوذ حزب الله الى البلاد  , ووضعت البلاد في مهب رياح  الصراعات العالمية , اما  عن وضع  الاخوان وسيطرتهم على المجلس الوطني , يجب القول  على أن  الديموقراطية لاتسمح باقصاء أحد , وما مارسته الديكتاتوريات العربية من اقصاء  للغير وانفراد بالسلطة  قاد الى تقوية الاخوان ..لا اقصاء لأحد بعد الآن  ,  وكل مواطن  مساوي للآخر .  كان شيوعي أو اخونجي أو بعثي ..الخ   ومن يريد مقاومة الاخوان  فله لسانه وقلمه وصوته  ..لا أكثر  ,   وحديث أبو خليل عن تنصيب فلان وعدم تنصيب فلان  له خلفية  ديكتاتورية , الديكتاتور هو الذي ينصب أو لاينصب  , وعن عدم وجود  علوي  في المجلس فهذه  كذبة كبيرة , الا أن  المجلس لايجلس على قواعد المحاصصة  الطائفية  , التي يروج لها أبو خليل لاشعوريا , ومسؤولية  المجلس الوطني عن الجيش الحر  لم تستتب بعد , ومحاولات وضع الجيش الحر تحت سلطة سياسية لم تتم لحد الآن, والموضوع عمره شهور , حيث يحاول المجلس الوطني وضع الجيش  الحر تحت اشرافه  ,  ويتحدث أبو خليل عن  المال ,  ويجد مفارقة في حديث المجلس الاوطني عن الفساد السلطوي , في حين لم يقدم هذا المجلس لحد الآن   كشف حساب , لاتوجد معلومات لحد الآن عن الفساد في المجلس الوطني , ومن قال على أن  كشف الحساب ليس ضروري ؟ , هو ضروري جدا  , الا أنه ليس من الضروري أن يقدم المجلس الوطني حساباته الى وزارة  المالية السورية , هل أبو خليل ساذج الى هذا الحد ؟؟ وكيف على المجلس الوطني , الذي هو  حركة غير حكومية ,  أن يكشف عن موارده  , ؟ ومن السذاجة الاعتقاد  على أنه توجد حركة واحدة في هذا العالم لايتم تمويلها من جهات  مستورة أو غير معروفة , ثم عن المساعدات من الدول “الغير عريقة ”  في الديموقراطية , ولا شك على أن السعودية غير عريقة ديموقراطيا , ماذا عن فرنسا وانكلترا  والنمسا وألمانية  وهولندا وبولندا  وايطاليا وغيرهم , وهل  ترفعت  السلطة السورية  حتى عام 2010 عن القبض من حمد وسعود ؟؟

بعض تقارير أبو خليل ركية وتعسفية , وما قاله بخصوص السلطة  هو عين الصواب  , وبعض ملاحظاته حول “النفسية ” البعثية في أشخاص سوريين , ومنهمو بعض اعضاء المجلس الوطني صحيح ,  وله علاقة أكيدة  مع التربية “البعثية” لنصف قرن من الزمن , أبو خليل يتساهل جدا مع نفسه , التي لايطرح عليها  أي سؤال حرج , وفي بعض طروحاته ضلال معرفي وسياسي وأخلاقي , وسذاجة  غير مسبوقة من مهني في علم السياسة , ولا يسأل نفسه مثلا , من  أين   سيأتي المال الضروري  للعمل على  اسقاط النظام ؟, هل تقدم الخزينة السورية  المصاريف اللازمة لهذا العمل  , وهل  يعيش أبو خليل على كوكب آخر ؟

أبو خليل ينهي أطروحته  بضربة  قوية على حافر السلطة… .  ..”لكن بالتأكيد  ان الشعب السوري  الذي يستحق  التخلص من  ربقة  حكم سلالة  عائلية  في جمهورية ,  لن يستكين  مهما طال الزمن  ومهما طال القمع “… وبذلك عاد أستاذ العلوم السياسية الى  المبدأ الأساسي  في هذه العلوم ..حتمية التاريخ !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *