لايمكن القول على أن تخوف البعض من تطورات يمكن لها أن تحصل , هي تخوفات سخيفة وخرافية , اذ لكل انسان حساسية معينة ونقاط ضعف معينة ثم نقاط قوة أيضا , لا أستطيع أن أفترض عند كل انسان المقدرة على تحليل التاريخ , وفهم حتميته .
وما نراه في شريط مأمون الحمصي , هو دليل على مقدرة المخلوق البشري الاستيلاء على مواقف متباينة جدا ..من موقف الوحش الكاسر الى موقف الانسان النبيل , من موقف العين بالعين الى موقف من ضربك على خدك الأيمن فحول له الأيسر ..من موقف موسى الى موقف عيسى , وهكذا نرى مأمون الحمصي وهو يقف في المغارة ..وحشا كاسرا يتربص بضحية ما , وضحيته هي الآن الطائفة العلوية , .
يتهم البعض السلطة بأنها استغلت الطائفة العلوية , ولا شك ببعض الصحة في هذه النظرة , كما يقول البعض على أن الوضع في سوريا وضع طائفي , ولا شك ببعض صحة هذه النظرة , كما أنه لاشك بالتدني الحضاري للطائفية مهما كان لونها ومصدرها , الا أن طائفية مأمون الحمصي مختلفة عن كل ماذكر ,فالحمصي متوحش بشكل كامل ..طائفيا ..ومسلكيا ..وسياسيا ,حيث كان شريكا وصديقا ووفيا للسلطة , التي يزمجر الآن ضد حاملها المذهبي ,والمتوحش مأمون الحمصي هو مجاهد مخدرات وسرقات وابتزازات من النوع المافيوزي .. وهذا المخلوق المتوحش هو البرهان القطعي على اجرام السلطة , لأنه لايمكن الا للسلطة المجرمة أن تتآلف وتتصادق وتتشارك مع مجرم من هذا النوع .
الآن الى المخاوف , من يرى مأمون الحمصي وهو يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد , لايستطيع الخوف من أي جماعة كانت ..ان كانت جماعة الاخوان المسلمين أو غيرها من الجماعات , لأن لايوجد في أي جماعة من طراز مأمون الحمصي الا مايمكن تعداده على الأصابع , والطوائف الأخرى ليست نقية وخالية بشكل مطلق من أمثال مأمون الحمصي.
مع قدر من التأخرية والطائفية والتحررية والرجعية والتقدمية ..الخ , يمكن للانسان أن يعيش بشكل يؤمن قدرا من الحرية والكرامة , اما مع مأمون الحمصي وأمثاله من بقية الطوائف لايمكن ذلك , ولا يمكن لمأمون الحمصي وأمثاله من بقية الطوائف , أن يكون لهم خلفية شعبية تمكنهم من التشنيع بالمجتمع كما يريد مأمون الحمصي ذلك ..لهذا النوع من الوحوش لايوجد شبيها حتى في أفغانستان أو صوماليا ..لافي تونس يوجد ذلك ولا في مصر وليس في ليبيا ..ولا لزوم للخوف من جعيرالحمصي ..انه جعير البعير , وسوف لن يستطيع الحمصي وأمثاله من تحويل المجتمع الى وحوش كاسرة ..فعلى الرغم من الطبيعة المحافظة لمصر وتونس وليبيا , لم تتحول مصر ولا تونس ولا ليبيا الى وكر تسكنه الوحوش الكاسرة فقط , ثم ان نتائج الانتخابات ستتغير بكل تأكيد في دورة قادمة , في الجو الديموقراطي ..يرحل من يفشل , وفشل التيار الاسلامي هو أمر حتمي
وحشية مأمون الحمصي أساءت الى الجميع والى سوريا بشكل خاص, وقد ترددت كثيرا في نشر هذا الشريط , الا أن قلت بالنهاية ..لكي يتعرف الانسان على البشر بشكل جيد , عليه التعرف على الوحوش أيضا ,