يوم آخر من الظلم والظلام السوري

ذهب لافروف  , وبعد ذهابه ذهب مئات من المواطنين الى  رحمته تعالى  , وفي هذا الصباح الحالك   والذي يرفض النور , بلغ تعداد  القتلى  أكثر من 100 مواطن سوري  , ومن الجدير بالذكر على أن أكثر من 400 طفل قتلوا لحد الآن  على يد قوات  أطلقت عليها السلطة   اسم  قوات حفظ النظام , أي بكلمة أخرى هناك من يحفظ النظام في سوريا  ,  وحفظ النظام يتطلب  هذا العدد الهائل من القتلى .

قبل  يومين تقريبا  وعد الرئيس وزير الخارجية  الروسية بايقاف العف مهما كان مصدره , وقد فهمت في لحظة من التفاؤل  ,  على أن  أخبار يوم أمس وقبله بيوم ستكون  مغايرة  للأخبار الشهر الفائت , نعم انها مغايرة جدا .. واذا بلغ عدد القتلى سابقا 19 قتيل يوميا , وتحت اشراف لجنة المراقبة العربية ارتفع الى 29 قتيل يوميا , وبعد وعد الرئيس ارتفع الى أكثر من مئة قتيل يوميا  , هذا بغض النظر عن الحقيقة التي تقول  على أن هناك عدد  القتلى الحقيقي  في الحروب الأهلية , يختلف عن العدد الرسمي   ,فالعدد الحقيقي يشمل اضافة الى ذلك  قتلى لم يتوصل أحد اليهم , ثم قتلى لاحقا بسببالاصابات . ومن يراعي كل هذه العوامل , عليه بضرب العدد الرسمي للقتلى  بعامل 10 , أي ان يوم أمس عرف حقيقيا  مقتل 1000 انسان سوري  بريئ ,   وكل ذلك من  أجل حفظ النظام , وأي نظام هذا ؟؟

السلطة تقول ان ماقتل هم من العصابات المسلحة  , التي تقوم  بالقتل  والاغتصاب   والترويع  والنهب والسلب  والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة  , وبهذا تريد السلطة تحويل البطش والاجرام بحق الشعب  الى اسطورة الدفاع عن الشعب , وقد بلغت هذه الافتراضية درجة من التفاهة بحيث لم يعد يكترث بها أحد ..انها ثرثرة , والواقع يقول , ان من قام   ويقوم بمجمل  ماذكر من مخالفات وجرائم هي السلطة  بكتائبها الرسمية والمتطوعة  ..كتائب الأسد والشبيحة, هذا من ناحية , من ناحية أخرى  يوجد أيضا من  يستعمل السلاح والعنف  من أفراد الشعب ,  وهؤلاء يمثلون  المقاومة والمعارضة المسلحة , وأظن أن التاريخ سيطلق عليهم هذه التسمية في المستقبل القريب جدا .

لم تعتاد السلطة على مخاطبة من في رأسه  عقل , السلطة تخاطب  مخاصي العقول  , وما تقوله السلطة  يردده المخاصي  , لا مناقشة ولا معارضة ولا  رأي آخر ..مايقال منزل من السماء , والاعتياد على مخاصي العقل  أوقع السلطة في مطب  التنكر والتجاهل , فالسلطة لم تع لحد الآن على أن الحال تغير  , ومن يحيط بها  ويراقبها ليسوا من المخاصي , اضافة الى وجود نوع من عدم الخوف ومن التحرر القسري , الذي تم بالرغم من أنف السلطة , التي لم يعد بامكانها   حجب نتائج العولمة عن الانسان السوري ,

ومن مظاهر  عدم ادراك السلطة لتغيرات  الحال  , هو اقرارها بوجود هذا العدد الهائل من المجموعات الارهابية  , هنا تضع السلطة نقطة , وتعتبر ان الأمر قد انتهى , الا أن الأمر بالنسبة لمن في رأسه عقل  لم ينته  , العاقل يستغرب   هذا الكم الهائل  من المجموعات الارهابية  , ثم يقول .ليس من المعقول , اذ لايوجد شعب على الكرة الأرضية  بمثل هذا الاجرام !!!!, والحقيقة  ليست كما ترى السلطة , هناك مقاومة مسلحة  ضد نظام  يعترف بفشله  وفساده , والمقاومة المسلحة شديدة الانتشار ,واذا اعترف النظام بفشله وفساده ورفض الرحيل  , فماذا ينتظر النظام من المواطن الشريف ؟؟هل ينتظر منه الخنوع  والركوع , وهو الذي يدعي مساعدة الحركات التحررية في كل العالم ؟؟؟, لاركوع ولا خنوع الا من قبل الزبانية  والمرتزقة ,

لا أستطيع القول ..لقد آن الأوان  لكي تمارس السلطة الحد الأدنى من احترام المواطن , السلطة لم تحترم المواطن سابقا , وسوف لن تستطيع احترامه لاحقا  , والوعد بايقاف العنف  , وفي نفس اليوم  يقتل   مئات المواطنين , وفي اليوم التالي كذلك واليوم بعده كذلك , ليس الا قمة الاحتقار للمواطن ,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *