لابديل للمجزرة الا المجزرة ! , ولا بديل للسلطة الا السلطة !

من طرق الالتفاف  على الثورة  السورية  , وبالتالي وضع السلطة  كبديل  وحيد عن نفسها  , هو طريق الدروشة ,فالدروشة تعني  ممارسة التحسر على الوطن المنكوب  , ثم تعني التهجم البريئ  على الثورة  بشكل عام وأبوي  كالقول انها ثورة مراهقين   يستوجبون العطف والارشاد ,  نغمة مراهقة الثوار والضرب على المسمار  تنتهي فورا  , ليبدأ بعدها الضرب على الحافر, حيث تتحول زمرة  المراهقة الى مجموعة من  أزلام النظام ,  الذين استلقوا  في حضن الثورة  آملين بحصة  من الكعكة الثورية , فالمخبر تحول الى ثوري  , والمطارد لأسباب جنائية تحول الى ثوري  وبعض المعارضة غيرت الخندق  واختبأت في خندق الثورة ..أي بشكل عام لايمكن  اضفاء صفة المراهقة على ماذكر  من طحالب  , والسؤال  هنا  عن “الأزلام  “ا الذين تحتضنهم الثورة الآن (افتراض), ألم يكن  هؤلاء  أيضا “أزلام ” عند السلطة , ولماذا يغير “الزلمة”   مصدر نعمته  ..ألم يسرق  هؤلاء “الأزلام ” الشعب السوري  تحت اشراف ومباركة  وغطاء السلطة  , ألم يخرق هؤلاء “الأزلام ” القانون بمباركة السلطة   وتحت حمايتها , وأين هو السبب المنطقي  لتغيير “الأزلام” لمواقعهم ,؟ , هل تستطيع الثورة  تأمين الامتيازات  المادية أو المعنوية لهؤلاء ؟  وهؤلاء لايستطيعون الانضمام الى التيار المسلح للثورة , فمشاق  العمل  مع حاملي السلاح كبيرة  ومخاطره جمة , ولم يعتاد هؤلاء الا على الحياة الناعمة , أما انضمامهم الى التيار السلمي من الثورة  فهو  أصعب , لأن هذا التيار لايستطيع أن يقدم لهم  ماتقدمه السلطة لهم ..يريدون المال  والسلبطة  والابتزاز . وميشيل كيلو لايستطيع تقديم شيئ من هذا القبيل  لهم,ولدوا من رحم السلطة  , وليس لهم الا حضن السلطة, وهم باقون هناك .

لايكتفي هؤلاء “الأزلام” ايضا بالتحسر على الوطن  واتهام المعارضة بأنها مراهة  تارة , وتارة أخر مستزلمة  ومكونة من  مجرمين ومرائين ,بل ينتقل هؤلاء  الى اتهام “زلم ” الثورة  بأنهم  من فصيلة الحاقدين طائفيا , وأعجب جدا من هؤلاء  الأزلام , فهل يمكن لانسان في سوريا أن لايكون حاقد طائفيا , وكيف يمكن لانسان   يعاني من التمييز الطائفي الذي تمارسه السلطة منذ أكثر من أربعين عاما  أن يبقى  متسامح طائفيا , مع أنه من الضروري  على الانسان أن يفهم  كارثية  الحلقات المعيبة للطائفية , وان الجواب على الطائفية  يجب أن لايكون طائفية  أخرى  , الا أن ازلام السلطة لايرون  الاستفزاز الطائفي الذي يعمر لأكثر من أربعين سنة  ,  يتمنون من الطائفة الأخرى  أن لاتكون طائفية , ولا يعترفون بطائفيتهم  , بل يعتبرونها علمانية بحتة  , أو يعتبرونها  نوعا من  حماية الضعفاء  أي  الأقليات , وهذه الحماية  الجليلة  الملائكية يجب أن تستمر  تحت راية الأسد , فلا بديل للأسد الا الأسد .

من أجل اعطاء أنفسهم نوعا من المصداقية  والاستقلالية  وعدم الطائفية  , لا يتورع أزلام السلطة من قذف بعض الاتهامات  على المتوفي المرحوم حافظ الأسد , قائلين  ان عهده كان عهد الظلم , أم الآن فنحن في عهد العدالة الاجتماعية , وبهذه المناسبة يقدم الأزلام للمعارضة الفرصة  كي تتوب  وتعتذر  وتعترف بأخطائها  , وأن لاتنتقم , لأن الانتقام  أمر مكروه , وهؤلاء يرون في شخص بشار الأسد الانسان المتسامح الاصلاحي ,الذي سيقود الوطن الى الخير , وهذا ماقاله في خطاب القسم  ,وأكد عليه ,انه الرئيس الذي أزال حكم البعث ,وأسقط النظام السابق , ويقولون ..لا أسف على النظام السابق  , وبهذه المناسبة  أحب  التأكيد على أن  النظام السابق  تطور تحت رعاية الرئيس بشار الأسد الى ماهو أسوء ,  وما سمعته هذا اليوم  من مقتل أكثر من خمسين مدنيا في حمص فقط (وحتى الساعة  التاسعة من صباح هذا هذا اليوم ) من بينهم عشرون طفلا  , وما قاله وزير الخارجية قبل أيام  عن الحل الأمني  من أنه مطلب “جماهيري ” ومن   تعهدات الرئيس بشار الأسد أمام وزير الخارجية الروسي  , من أنه سيقوم بايقاف المجازر , وقبل أن يغادر الوزير الروسي دمشق  حدثت أكبر المجازر  , ثم عن استفحال  القتل بعد وصول المراقبين العرب  حيث تضاعف وسطيا عدد القتلى يوميا ..كل ذلك  لايقنع احدا  بأن سوريا  خرجت من ظلمة وظلم الأب  , ووصلت الى شاطئ الأمان والحرية والعدالة الاجتماعية .

في النهاية يعود أزلام النظام الى البداية , الى التحسر , كم كنت أرغب  أن أرى في سوريا  معارضة سياسية حقيقية , تحمل هم  المواطن  الفقير  , تدافع  عن المضطهدين , وما أكثرهم , يتحسر  البوق  ابراهيم الحمدان , ثم أسأله , أليست معارضة الفساد  والمطالبة بمحاربته  هي مطلب الفقير وغير الفقير  , اليست المطالبة بالعدالة الاجتماعية  واحترام القضاء والقانون هو مطلب قاد العشرات من المعارضة الى السجون ,  حيث قبعوا هناك سنين  , خاصة في السنوات العشر الأخيرة , ثم يقول الحمدان ..فاحت رائحة  النفاق والدجل السياسي  منذ اليوم الأول  للثورة , أليست هذه المعارف المبكرة عن الثورة  مشكوك بأمرها , وكيف يشم ابراهيم الحمدان هذه الرائحة منذ اليوم الأول للثورة , أما كان الأجدر به أن يراقب  وينتظر ويحلل , وهو الداعية الى الصبر  على النظام   أكثر من أربعين عاما  وعلى تنفيذ ماجاء قبل أكثر من عشر سنوات في خطاب القسم ؟؟.

بعد التحسر والوعظ  والتملق يأتي دور الضربة القاضية ..التخوين.. هو الدواء لكل داء , الحمدان يقول : حيث تتلاعب الأصابع الاسرائيلية  عبر فزاعة  حمد العميل ،والوهابي السعودي ،ثورة رموزها العرعور وخدام ورفعت الاسد وممولها امراء البترول وحواملها في الشارع ذعران مسلحين وسلفيين حاقدين ماذا تسمى ،ماذا ستقدم للوطن سوى الساطور لتقطيع اوصالها ،ثورة اول شعاراتها طائيفيه ،والتهجم على المقاومه المتصديه لااسرائيل ،ماذا يكون برنامجها ،ثورة بنيت على اشاعات كاذبه واخبار ملفقه كيف ستكون شريفه ثورة صرف عليها المليارات من اكثر الدول تخلفا. اي حرية ستأتي بها وأي ديمقراطية توعدنا بها تلك الثورة التي لاتستحق الا اسمها الذي اطلقته عليها منذ البداية ( ثورة آفاقين ) حتى لو فرضنا جدلاً ان هناك اطراف انجرت بخدعية ما يسمى قناة الرأي والرأي الآخر ،اليوم الم تتضح الصورة ،بعد كل هذا النزيف من دماء سالت على ساطور الوهابيين ،وبعد كل التزوير للحقائق من قناتي الجزيرة والعربية ،الثورة ترفع من شأن الانسان لا تحط منه كقيمه ،وما حققته ثورتكم حطت من قيمة الانسان لدرجة مخيفة ،حتى الموت عند ثواركم ليس له حرمه ،فكم جثه لشهيد قطعت ،كم امرأة سوريه خطفت واغتصبت وقتلت ،كم من الجثث القي بها في انهر الدم التي سفكها ساطور الثورة السوريه ؟

الضربة القاضية لم تكن موفقة بالشكل الذي يتمناه الحمدان ..الضربة القاضية هي ضرب من ضروب الثرثرة ,وكما قال الشاعر أحمد مطر   المهجر منذ عام 1984..مقاوم بالثرثرة ..ممانع بالثرلاثرة..له لسان مدعع ..يصول في  شوارع الشام  كسيف عنترة ..يكاد يلتف على الجولان والقنيطرة  ..مقاوم لم يرفع  السلاح ….ولم  يرسل  الى جولانه دبابة أو طائرة ..لم  يطلق النار على العدو ..لكن حينما  تكلم الشعب  ..صحا من نومه ..وصاح في رجاله ..مؤامرة ..منؤامرة ..واعلن الحرب على الشعب ..وكان رده على الكلام ..مجزرة   ..

من وحي هذا الصباح  القاتم , ومن وحي مقتل عشرين  طفلا  من بين خمسين قتيل   في مدينة حمص , كتبت هذه الأسطر  مذكرا بالمجزرة  , التي ستلوها مجازر..

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *