الكرامة الانسانية والسجون السورية

اليوم القي القبض على مازن درويش  الحائز على  الجائزة السنوية  للكرامة الانسانية  لعام 2011 , وهو رئيس  المركز  السوري للاعلام  وحرية التعبير  .

لم يكن بامكان السيد مازن درويش أن  يتسلم جائزته بسبب منهه من السفر منذ عام 2007  , وقد اختير مازن درويش  لهذه الجائزة بسبب  دفاعه المتنواصل وعبر سنين  عن حقوق الانسان  ولمناصرته  لحرية الاعلام  في سوريا , وقد أرسل السيد مازن درويش رسالة شكر  للبمؤسسة التي   اعطته الجائزة  , وبالتالي أنشر نص هذه الرسالة :

السيدات و السادة الحضور

ان عدم وجودي بينكم اليوم هو مؤشر بسيط على أن الاستبداد لا يسلبنا فقط الحرية انما أيضا و أيضا يسلبنا امكانية الفرح . مع ذلك اشعر بالاعتزاز و انا اخاطبكم اليوم من سوريا و أنتم في المانيا . سوريا التي منحت العالم الابجدية , و المانيا التي منحت العالم الفلسفة الحديثة . سوريا التي علمت العالم امكانية الحلم و الغناء و الرقص تحت أزيز الرصاص و المانيا التي علمت العالم امكانية النهوض من تحت الركام و التصالح مع الماضي و الذات .

منذ خمسين عام بني في المانيا جدار برلين ليقسم المدينة الواحدة و الشعب الواحد, و ليشكل حاجزا أمام الحرية و الديمقراطية و منذ خمسين عام بني في سوريا جدار افتراضي من الخوف و لنفس الأسباب . قبل أيام احتفلت المانيا بالذكرى السنوية لهدم الجدار بعد سنوات طويلة من الكفاح سقط خلالها مئات الضحايا و هم يحاولون العبور نحو الحرية لقد تعلمنا من هؤلاء الشباب ابتداء ب (غوينتر ليفتين ) و انتهاء ب (كريس غويفري) .

أن ثمن الحرية كبير و مؤلم لكن و بدون أدنى شك تعلمنا أن ثمن الاستبداد اكبر . و اليوم أكثر من أربعة آلاف شاب و امرأة و طفل سوري دفعوا حياتهم ثمنا لعبورنا نحن نحو الحرية بعد أن هدموا جدار الخوف السوري من حمزة الخطيب و ابراهيم قاشوش و غياث مطر و حاتم حنا و مشعل التمو الى نضال جنود تعلمنا منهم أن الدم السوري واحد و أن الوجع السوري واحد و أن المستقبل السوري واحد.

السادة الحضور : عبر سنوات طويلة من العمل في سبيل الحريات العامة و حقوق الانسان وقف الى جانبي الكثير من الاصدقاء و الزملاء في سورية بلدي و من جميع دول العالم و حتى في أسوء ايامي لم يفقدوا ايمانهم بي و بعدالة قضيتنا, منهم تعلمت الكثير, و لهم أدين بالكثير. لهم مني كل المحبة و الامتنان, و اعتذر انه لم يتسع لي المجال لشكر كل منهم بالاسم, وأعتبر أن تكريمي اليوم هو تكريم لكل منهم . و باسمي و باسمهم اعلن أمامكم تأسيس مركز العدالة الانتقالية في سوريا ليكون وسيلة تتجاوز سوريا من خلالها الأزمات التي نتجت عن سنوات الاستبداد , عبر انجاز مسار الحقيقة و العدالة و المصالحة .

ختاماً اسمحوا لي أن اتوجه الى الشعب السوري العظيم – خصوصا الى عائلات الضحايا من مدنيين و عسكريين الذين أشعر بالخجل من أحزانهم و انا أخاطبهم و اتمنى لو استطيع أن ازور بيوتهم لأوكد لهم أني على يقين أننا جميعا سنكبر فوق أحزاننا و آلامنا و سنعمل جميعا معا يدا بيد من أجل, مستقبل يقوم على الحرية و الكرامة و المواطنة مستقبل لن يكون فيه رابح او خاسر أقلية أو أكثرية منتصر أو مهزوم مستقبل سنكون فيه جميعا مواطنين احرار في وطن حر نعيش فيه بأمان و سلام مع شركائنا في الانسانية حول العالم .

و اسمحوا لي أن اهدي جائزتكم الكريمة الى : الشعب السوري العظيم الذي جعلني أشعر بالفخر لأني مواطن سوري

و الى انانا و آداد ابنائي الذين دفعوا ويدفعون ثمن ايماني بالقيم الانسانية .

و الى يارا التي تشاركني في كل يوم الخوف و الخطر و الحلم و الأمل .

في النهاية ليس لي الا أن استنكر  الحيوانية , التي قادت الى اعتقال مازن درويش مجددا , ولا أستطيع أن أطلب من هذه الحيوانية الا الرحيل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *