جان عزيز يسأل, وأنا أجيب ,وللتعريف يجب القول ان جان عزيز هو صحفي لبناني ووزير لبناني سابق وهو مرشح القوات اللبنانية لرئاسة الجمهورية , ومنذ حوالي عام 2000 في خدمة النظام السوري , وذلك بعد أن ضاقت أحواله المادية مع القوات اللبنانية >جعجع<.
علق جان عزيز على بيان المجلس الوطني السوري , خاصة الفقرة التي تخص العلاقات الخارجية , وبعد أن تمسخر على الثورة وعلى المجلس الوطني مدعيا على أن لغته >آذارية< , ومشيرا الى أن الوضع بشكل عام يشابه الفتيل في برميل البارود اللبناني , الذي قد ينفجر كل لحظة , وقد انفجر حقيقة في طرابلس ,وجان عزيز طرح الأسئلة التالية , التي سأحاول الاجابة عليها ممثلا لشخصي:
1- فهل من يصدّق أن دمشق ما بعد الثورة، ستكون مختلفة عن تونس أو القاهرة أو طرابلس الغرب؟ هل من يصدق أن نزلاء باريس سيكونون هم فعلاً الحكام الجدد؟ هل من يفكر لحظة في أن هذه الأسماء الأكاديمية الليبرالية اللمّاعة البرّاقة (رغم الماضي الأمني الاستخباري لبعضها ولو تحت غطاء الترجمة الفورية)، لن تلحق بعشرات أسماء حطب الثورات الأخرى الآكلة لأبنائها البكر؟ هل من يشك في أن الحكم السوري الثوري، في حال حصوله، لن يكون لميشيل كيلو وفايز ساره وحسن عبد العظيم وزملائهم من مثقفي سوريا الإنسانيين الديموقراطيين، الذين أخطأ النظام طويلاً بحق سوريا، حين أخطئ بحقهم، بل سيكون حكم الثورة لشيء ما، أقرب ما يكون إلى ما بين العرعور والشقفة، تماماً كما بلحاج طرابلس وما على يمين غنوشي تونس وبكار القاهرة؟؟؟”
لاضيم في تونس أو القاهرة , اريد ديموقراطية تمثل الشعب مهما كان ومن كان , ولا أريد مايسمى الوصاية على أحد ولكل فئات الشعب يحب أن يكون هناك تمثيل صحيح وغير مزور , وعندما ينجح العرعور أو فواز الأسد أو حسن عبد العظيم أو غيرهم في الانتخابات فأهلا وسهلا , واني كمعارض للعرعور أجد على أن الوسيلة الوحيدة لهزيمته هي الديموقراطية , وليس الأسود , وبفضل الأسود أصبح العرعور ذو شعبية وقيمة سياسية , وأعتقد على ان هناك حلف استراتيجي بين دينية-ديكتاتورية الأسد ودينية-ديكتاتورية العرعور , وهنا أوافق تماما أكثم نعيسة في تصوراته بما يخص هذا الحلف , ومما يخص كيلو أو حسن عبد العظيم أو القيادة الجديدة ..الانتخابات تقرر!, وذلك مع العلم على أن الثورة المعسكرة ستنتهي عند وجود وضع سياسي مدني , لاعمل للبندقية بعد ذلك ,عاطلة عن العمل !, وكلما طال أمد العراك العسكري , تتمركز العسكرة , ويصبح نزع السلاح أصعب والتخلص من المظاهر العسكرية أكثر صعوبة .
2-هل سينزعون عن الدولة، كإطار وضعي ناظم للعلاقة بين البشر، أي هوية دينية، لتصير فعلاً دولة؟
الانتخابات هي التي ستقرر شكل الدولة , التي ستكون حسب تقديري دولة علمانية , تراعي الوضع الديني مبدئيا ,والتأزم الديني سيتناقص مع الزمن , وفي حال بقاء السلطة الحالية , سيزداد التطرف الديني باضطراد, السلطة الحالية تيقظ طائفية الوعي , ولا تريد وعيا طائفيا كما هو حال لبنان , حيث تمت دسترة الطائفية , السلطة الحالية هي سلطة لادينية وطائفية في نفس الوقت على حد تعبير غسان المفلح .
3- هل سيرفضون أن يكون لرئيس الدولة السورية دين محدد، تماماً كما اضطر حافظ الأسد إلى أن يضمِّن دستوره لعام 1973، بضغط من شارع الذين باتوا اليوم حلفاء الثوار؟
أمر ثانوي جدا ..وليكن دين رئيس الدولة كما يريد الشقفة أو غيره أو كما يريد الشيطان , ومن الممكن الحصول على الكثير من المكاسب في حال وجود مرونة في هذا الخصوص ,اننا نعيش في مجتمع يتكون من فئات متعددة , ويجب احترام رغبات كافة الفئات ..التشنج على دين رئيس الجمهورية ليس من اختصاص العقلاء .
4-هل سيرفضون أن يكون التشريع القانوني السوري مستمداً من أي غيبيات، بل من مرجعيات فقهية إنسانية حقوقية وضعية شاملة؟
لامانع أن يكون الشرع الاسلامي “أحد”مصادر التشريع , الحضارة المسيحية هي المصدر الرئيسي للتشريع الأوروبي , ولا يوجد في أوروبا قندهار , والحال تحت النظم “الثورية ” ليس بتلك اللادينية , الديكتاتوريات من عبد الناصر الى صدام محتضن القرآن الى الأسد شجعوا الاتجاهات الدينية , لصدام وللأسد الباع الأكبر في تحوير الانتماء من الوطني الى الطائفي .
5- كيف سيقنعون المنتصرين المفترضين من أنصارهم الحاليين، بأن نداءات التعبئة «الجزيرية» و«العربية» التي تغسل عقولهم اليوم، تحت رايات الدين ونداءات الجهاد والصراخ بأسماء الرسل والرموز الدينية، لن يكون لها أي تأثير على نظامهم المدني العلماني غداً؟
لكل فرد صوت ,والديموقراطية لاتقدم للجزيرة أو غيرها امكانيات الحرب الاعلامية , الديموقراطية لاتخاف من الجزيرة , اللص والقاتل والمجرم والفاسد هو الذي يخاف من الجزيرة وغيرها ..وأظن انه في انتخابات أولية سيكون للقوى الاسلامية في سوريا حوالي 30% من الممثلين , وهذه النسبة ستنخفض الى 15% في الانتخابات التالية ..وقوتهم الحقيقية تعادل 5-10%
6-كيف سينزعون من ذاكرة قسم من أهل سوريا تاريخ «الخازوق»، والاضطهاد والإقصاء والتهميش والذمية… فيما صارت مجلة «لو فيغارو» الصادرة بين حنايا ثورتهم، تترجم شعارات ثوارهم حول مصير «العلوي والمسيحي والمرأة»، بين التابوت وبيروت و«التخوت»…هذا إذا لم يتبدل توزيع المصائر لاحقاً!
لايمكن نزع شيئ من الذاكرة , اذا بقي هناك مايذكر به , وضع تتمثل به العدالة الاجتماعية كفيل بازالة الكثير من “الخوازيق ” من الذاكرة , استمرار الوضع الحالي سيقود الى زيادة “الخوازيق ” والى تزايد الصعوبات بازالتها , شاء السوري أم أبى , ستكون المرحلة القادمة صعبة , ولاتتناقص هذه الصعوبة المتوقعة عن طريق تأجيل الانتقال الى المرحلة القادمة , والتي لامناص من الوصول اليها .
7-وأخيراً، هل سيدعون برنار هنري ليفي أم إيلي فيزل لزيارة قبر صلاح الدين احتفالاً بالثورة إذا انتصرت، تماماً كما فعل الجنرال غورو يوم دخل دمشق في 21 حزيران 1920، إذ توجه الى القبر ووقف أمامه قائلاً لرميمه: «ها قد عدنا يا صلاح الدين». أو كما فعل زميله الجنرال اللنبي، يوم دخل القدس في 9 كانون الأول عام 1917، موجهاً عبر الأثير المقدسي رسالته المماثلة إلى القبر نفسه: «الآن انتهت الحروب الصليبية».
سؤال تحريضي وتافه ومشبع بالعلل ,وعلى السؤال المرضي يوجد جواب مرضي ,لذا من الأفضل الصمت .
طلب الشبيح اللبناني اعطاء اجابات على اسئلته , التي نشرها في جريدة الأخبار , وقد أجبت على هذه الأسئلة , وقد يكون عند قارئ آخر أجوبة مغايرة ..هاتوا ماعندكم من أجوبة ,واعطوها لجان عزيز لكي يطمئن قلبه .