تحت عنوان ,أمة عربية فاسدة , ذات رسالة خائنة , كتب أحد الطبول شاكيا سوء القدر وحظه المفلس , وذلك لأنه من جيل تربى بفترة خنوع الشعوب العربية , وعندما هبت تلك الشعوب , هبهبها بغل شموسي (حمد) بقيادة موزة , وسعودي تقوده الوهابية النتنة. هكذا يشكو السلطوي سوء حظه ..فكل شيئ فاسد ..الأمة والرسالة ..وحتى العروبة , ماعدا السلطوي !!
السلطوي السوري لايكذب عامدا متعمدا , وانما لايستطيع التعامل مع الواقع والحقيقة , والسلطوي مضطرب الادراك , لا يستطيع تقييم مايقول ولا مايقال , ولا يهتم بما قاله قبل اسابيع ’ مثقوب الذاكرة , ثم انه يعتبر السامع والقارئ بدون عقل , اعتمادا على هذه المواصفات يمكن فهم الانعطافات الحادة في مزاجية السلطوي وتوجهاته , ثم الهراء الذي يصنعه والسفاف الذي يفرزه .
من الهراء والسفاف على سبيل المثال وليس الحصر , ترويج اسطورة دعم المقاومة وممارسة المجابهة والممانعة , وبكلمة الممانعة تنتهي الممانعة , والسؤال عن انجازات الممانعة وعن طرق عملها يبقى بدون جواب , من السفاف أيضا التثبيت الباتولوجي على تعابير كالعصابات المسلحة ..أو المجموعات الارهابية , وذلك دون طرح أسئلة تتعلق بهذا الموضوع , هل يمكن أن يكون حجم وفاعلية وانتشار العصابات المسلحة بهذا الشكل في أي مجتمع كان ؟ ولا يفكر السلطوي بنتائج تشخيصاته , اذ أنه لوجود هذه العصابات المسلحة في مجتمع معين دلالة وحيدة , هي فساد السلطة , السلطوي لايسأل عن حوافز وأهداف المعارض الذي يعرض حياته لأكبر المخاطر عند تظاهره ..السلطوي يردد ..عصابات مسلحة ..ارهابيين ,والسلطوي يعتبر السلطة ورأسها نوع من القدر والحتمية (الرئيس “الضرورة ” في العراق , صدام هو ضرورة) , ومجرد عدم القبول بالسلطة المرسلة من السماء هو تهمة .. تعارض الرئيس !! وتريد تغيير النظام !!! الارادة وحدها , وحتى دون الفعل, هي خيانة , السلطوي يتميز بالامتثال لايماءات السلطة , عنما تتحدث السلطة عن المندسين , يصبح كل معارض بعين السلطوي مندس , وعندما تتخلى السلطة , التي هي شخص واحد , عن استخدام كلمة مندس , يتوقف السلطوي عن استخدام هذه الكلمة فورا .
اذا كان الهراء هو مايميز فكر السلطوي , والسفاف يمثل كلامه , فان المغالطة تميز مسلكيته , ولا يوجد أكثر من المغالطات التي يمارسها السلطوي , الذي لايخجل مثلا من القول , هناك ود واتفاق بين السلفي الاخونجي والعلماني الماركسي , هؤلاء تناكحوا وانجبوا زعران الشارع , الذين أصبحوا بدورعم مالكين للمال والسلاح ولقب ثوري , أو اتهام كل من يتعامل مع السعودية بأنه خائن , مع العلم على أن معظم عشرات السنين السابقة لا تعرف الا العلاقات الممتازة بين البيت المالك السوري والبيت المالك السعوودي , وعن موقف السلطوي من الدين والتيارات الدينية , فالسلطوي بتركيبته النفسية ديني ومتعصب , ومعتنق لمبدأ الاستبداد الهرمي ..لقبه بعثي أسدي وحقيقته اخونجية ,السلطوي يؤله ..السلطوي قطعي .. وكالاخونجي الذي يطرح في احاديثه من مقولات الرسول , يطرح السلطوي ماتيسر من مقولات القائد .
السلطوي يتدروش الآن , ويقول على أنه من غير المفهوم الاعتداء على مدنيين ثم خطفهم وتعذيبهم ..وهذا أمر لاتقره الأخلاق الحميدة , والسلطوي الدرويش المتمنطق بمنطق الرافض لتلك المنكرات , يستحضر شخصية المفجوع المتألم المستغرب للمساس بكرامة المواطن , تعذيب مواطن ..! شيئ لايعرفه السلطوي ولم يراه في حياته ..!ومواخير السلطة لاتعرف الاهانة او التعذيب أو الظلم …المواخير مؤسسات للنقاهة والاستراحة والاستجمام والانشراح .
السلطوي تواضع الآن , انه يرفض القسر والفرض , ويريد الحوار الهادف الى حل مشاكل الوطن , بكل هدوء ومواطنية تحت سقف الوطن ..أي تحت سقف الرئاسة , لأن الرئيس هو الوطن , والوطن هو الرئيس , ولم يعد السلطوي بتلك الشراسة , يمكنك الافصاح عن رأيك تحت السقف المذكور , وفي ظل المادة الثامنة ثم ظل قانون الأحزاب , الذي يشترط أول مايشترط الحفاظ على مبادئ ثورة الثامن من آذار , وعلى ذكر الثورة المجيدة في الثامن من آذار , سألت سلطويا , بعد أن ضمنت جانبه , عن الفرق بين الثامن من آذار والخامس عشر من آذار , ولماذا ضابط الانقلاب في الثامن من آذار هو ثائر , ومتظاهر الخامس عشر من آذار هو ارهابي وخائن ماكر ؟ أجاب لأنالثامن من آذار مجيد , أما الخامس عشر من آذار فهو يوم الفتنة والارهاب , وهل يمكن تشبيه “مجد” الثامن من آذار مع “ذل “الخامس عشر من آذار ؟؟
في مجال الجيش عرف البروفيسور الجنرال مصطفى طلاس منجزات ثورة الثامن من آذار في خطبة له بمناسبة العيد التاسع للثورة بما يلي :وقد حولت ثورة الثامن من آذار المجيدة الجيش العربي السوري من جيش تقليدي إلى جيش عقائدي يؤمن بعقيدة الشعب التي تتمثل في مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وأهدافه.. وهنا يختلط الأمر بعض الشيء.. فيحسب بعضهم أ، الجيش العربي السوري قد أصبح جيشاً حزبياً.. أبداً.. إنه فقط قد أصبح جيشاً عقائدياً.. لأن جميع أفراد الجيش العربي السوري مؤمنون بمبادئ الحزب وعقيدته مع أنهم لم ينتسبوا جميعهم لحزب البعث… ورب قائل هنا أيضاً: ألا يوجد في القوات المسلحة على كثرتها عدد من غير المؤمنين بمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي؟.. وجواباً على هذا التساؤل أقول: نعم يوجد في جيشنا عدد ضئيل جداً لا يؤمنون بعقيدة الحزب ولا بمبادئه.. ولكنهم قلة تكاد لا تذكر.. وأستطيع أن أشبههم بالمنافقين الذين كانوا يقاتلون تحت راية الإسلام بدون أن يكونوا مؤمنين به… ولكن هؤلاء لم يتمكنوا من التأثير على مجرى الأحداث، بالرغم من أن نفوسهم كما نعلم كان يعمرها الحقد على الثورة الإسلامية, وهذه النظرة , أي نظرة النفاق , يمكن تطبيقها على كافة المجالات الأخرى من لايؤمن بالبعث هو منافق, هذه هي تربية الوحدانية القاتلة , وهذه هي سياسة تدمير الحس والفعل السياسي عند المواطن ,أما ثورة الخامس عشر من آذار ..أيها السلطوي , فهي الثورة التي ستعيد الأمور الى نصابها , وسوف لن يبقى الجيش السوري , كما هو الحال في 12 جيشا من هذا العالم ,كما تفضل سيادة المارشال بالقول, وانا كباقي جيوش العالم المئة وثمانين , جيش الدولة السورية والشعب السوري ,وليس جيش البعث أو كتائب الأسد , وعلى هذا المنوال سيتغير كل شيئ , وستعود سوريا الى مالكها , الذي هو الشعب , وذلك كما نصح الشاعر أدونيس .
لقد كانت الأديان السماوية , على الرغم من بطشها أكثر لطفا من البعث , فكل الأديان تؤمن بأحقية الأديان الأخرى بالوجود , وكل طائفة تكافح لكي يكون لها تأثيرا أكبر على تطور المجتمع , وهذا حقها , ولا توجد طائفة تحتكر الحق بالوجود , ثم تلغي وجود الآخر , ولا يقول الدين الاسلامي ان الدين المسيحي منافق , البعث يقول ان غير البعثي هو منافق , من هنا يمكن القول على أن أصولية البعث اشد من أصولية الاخوان ,وصدق السلطوي في قوله ان الأصولية ضارة ..ألا ترى أيها السلطوي الى أين قادتنا أصولية البعث !.