يابشر ..سوريا بألف خير !

شهور على  بدايات الحرب الأهلية  , ولا يزال الوضع ليس كما هو , وانما يتطور باتجاه  لاتحمد عقباه ..انها الحرب الأهلية الشاملة الكاملة , والعجب هو أنه لايظهر على الأطراف المتحاربة أي علامات الخوف من  حرب أهلية كاملة وشاملة, قد لايهمهم الأمر اطلاقا !.

لقد خسر الجميع , وفي مقدمتهم السلطة, الكثير من الأوراق الرابحة , وقد كان بامكان السلطة  , حتى قبل سنين أن تتنحى  , وتعمل على صياغة  وضع انتقالي   , يوفر نوعا من الأمان لرجالها, الا أنها لم تفعل, وفضلت الاستمرار   في نهجها المألوف   ,حماه قدوة  لمن يقتدي  وعبرة  لمن يعتبر…هناك المؤامرة ,  والمواطن الخائن   والمندس والعميل واللاوطني .. فالى السجن  أو الى القتل …بكلمة أخرى الى التصفية , , وكأننا في عام 1982 ,  غياهب الحل الأمني وعصاب  “شرعية” الاستفراد بالشعب , والاصرار على متاهة احتكار  القرار الوطني, والاعتقاد  الخادع  , على أن التاريخ يعيد نفسه ,  غير مدركة  تحول النظم العالمية بعد التدخل في يوغوسلافيا  وأخيرا في ليبيا , ومعتقدة   على أن عدم امكانية التدخل العسكري في سوريا , ولأسباب عدة ,  يقي من كامل الشرور  التي يمكن أن تلحق بالسلطة , دخلت  نفق الحل الأمني   , فلا  هي قادرة على المتابعة , ولا هي قادرة على التراجع , والعالم يتربص بالسلطة السورية , وكل يوم تأتي أخبار  تبشر بالمزيد من العزلة  والمزيد من تضييق الخناق , حتى أصبحت سوريا بمثابة كوريا الشمالية , منبوذة من غالبية المجتمع الدولي , وراضية بتأييد ايران وحزب الله  ,  حيث أصبحت ايران المنفث  الوحيد ..اقتصاديا وسياسيا وعسكريا , ايران هي الحل ,  ومصير سوريا متعلق بايران  كليا , وهل من  المعقول  ربط مصير سوريا بمصير دولة الملالي في ايران , هل تمثل دولة الملالي  قدوة لأي دولة أخرى ؟؟؟ وبالرغم من ذلك   وقعت السلطة سوريا في المطب الايراني,  غير أبهة بالواقع الذي  يقول ان التماسك الداخلي الايراني المبني على  المذهبية  الأحادية غير قابل للتقليد في سوريا , وان قمع الانتفاضة  الايرانية  الناجح قبل حوالي  ثلاثة سنين  , غير قابل للتقليد في سوريا .

ثم عن الوعود  , التي لم ينقطع تدفقها منذ عشرات السنين , فقد كان على السلطة   أن تعرف شيئا عن مبدأ اليأس , وكيف يصل الانسان اليه , فالسلطة لاتزال تعد  , وتهدد أيضا ,   ألم يكن من الممكن   لرجال السلطة معرفة  عواقب  عدم تنفيذ الوعود , انه اليأس من السلطة  , مع كل مايتضمنه ذلك من اختلاطات  ومضاعفات , منها  رفض النظام ورموزه  وأدواته رفضا كاملا  , ومنه العسكرة  والقناعة بجدوى العنف  ,وبالتالي الوصول الى مرحلة الحرب الأهلية .

هناك استنزاف في سوريا لكل  شيئ , حتى للاخلاق ..السلطة تنزف …المعارضة تنزف أيضا  الانسان السوري ينزف ..جائع  مريض خائف من الجلاد والسجن  والشبيحة والذبيحة  والاختطاف  ودفع الفدية  ..الخوف من قطاع الطرق من القطاع العام والخاص ..أفلس الصدق ..أفلست الشعارات .الردع ..المنع ..محور المجابهة ..محور الحفاظ على الثوابت القومية ..العروبة ..النضال  ..الهجمة الاستعمارية  والصهيونية ..كلام وكلام  وكلام ..والموت سيد الموقف . يحصد ارواح البشر . والرئيس يقول انه منشرح , وقد فسر  اعلام الفتنة  احتسائه للماء  اثناء القائه لخطابه تفسييرا  مغرضا … لانرفزة  ..لاهم ولا غم ..اتعرف أيها المواطن  , كيف حال سوريا ؟؟بألف خير  !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *