هناك اسئلة يطرحها السلطويون , حيث أن صيغة السؤال تتضمن الاجابة عليه , اضافة الى تضمنها على احتقار لامثيل له للمواطن , الذي تصفه صيغة السؤال بالسذاجة والغباء ..المواطن المخبول.. أحد أفراد القطيع المطيع .. !! , ومن هذه الأسئلة سؤال واجهني به أحدهم حيث سأل :هل من المعقول أن يقتل النظام ابناء شعبه ؟؟ ويبدو وكأن صيغة هذا السؤال منقولة من موقع رئاسي , حيث قال الرئيس في مقابلة , الرئيس الذي يقتل شعبه مجنون … وبما أنه من غير الممكن أن يكون رئيس دولة مجنون , لذا لايمكن أن يقتل أي رئيس دولة شعبه, أن السؤال يؤكد على أن النظام لايقتل , وتساؤل الرئيس يؤكد على أنه بكامل قواه العقلية .الرئيس لابقتل شعبه …كل هذا التطمين والتأكيد بينما الوطن يحترق ويحرق معه البشر , فلا النظام مسؤول عن الفتل ولا الرئيس , المسؤول الوحيد هو الشعب السوري ” المجرم ” الذي يعتدي على النظام وعلى الرئيس , ولم يكف حتى هذه الساعة عن الاعتداء الذي كلف الوف القتلى وحول الكثير من البشر الى أشلاء ولاجئين ومشردين ويتامى ..انه الشعب القاتل ..اذ من غير المعقول أن يمارس النظام قتل شعبه !!!, ناهيكم عن الرئيس المتمتع بكامل قواه العقلية !!!
كل ذلك يحدث في ظل ادراك انفصامي للواقع الدموي السوري , السلطة تستنكر العتف وتعتبره خيانة , الا أنها تمارسه ضمن سياسة يطلق عليها زورا اسم الحل الأمني , اذ لا أمن من خلال الحل “الأمني” الذي كرس استخدام العنف , الحل الأمني لم ينجز الا شيئا واحدا , هو زيادة العنف , والسلطوي الذي يدعي التقزز والنفور من العنف يروج له بحدة وجدية هذه الأيام, ..هذا الذي يريد تسليح الطائفة العلوية بسبب مخاطر الارتشاح السني في المناطق العلوية , الذي بلغ حدا مخيفا , وذاك الذي يريد تسليح ثلاثة مليون من البعثيين لأن ارتشاح عصابات مايسمى ” ثورة” بلغ حدا مقلقا ,و والآخر يريد احياء اللجان الشعبية وتسليحها … وفي نفس الوقت يدعي السلطوي على ان الوضع جيد والمعارضة ميتة , حيث تقتصر هذه المعارضة على بعض المجرمين وبعض عصابات النهب والسرقة المسلحة , ولمكافحة هذه العصابات كان من الضروري دعوة الاحتياطي من الجيش للالتحاق بالوحدات , ثم رفض طلبات تأجيل الخدمة العسكرية وأخيرا تجنيد المتطوعين (كلمة أخرى للشبيحة) , ثم العبث بالقوانين الدولية , ومنع الاعلام العالمي من دخول البلاد , وسجن مايزيد عن ٣٥٠٠٠ انسان سوري , وعدم الالتزام بشروط الجامعة العربية , وتحمل عواقب العزلة الدولية والاهانات الصادرة عن لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وقبرارات مجلس الأمن والتصويت في لجان أخرى بنسبة ١٢٢ ضد السلطة السورية وأعمالها , مقابل ١٣ ضد قرار الادانة .., اضافة الى قرار الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي ..كل ذلك يحدث كل يوم والحديث عن العصابات لايكف , وعن الاصلاحات لاينتهي ..كل ذلك يحدث في ظل نظرة انفصامية للواقع العربي , حيث يتحدث السلطويون عن” مايسمى “الربع العربي, وعن الثورة , التي لاثورة بها , وكأنه من الممكن حذف الربيع العربي بشطبة قلم , وحذف الثورة بالقول انها ليست ثورة , وحذف أوروبا من الخريطة بمجرد حديث في منتهى البلادة من قبل وزير خارجية اسطوري , انه الانفصام بكامل خواصه وتداعياته .. حالة مرضية تتطلب أولا علاجا طبيا .
أحب التأكيد على أن أهم ظواهر هذا المرض النفسي هو الموقف الانفصامي تجاه الربيع العربي , أو” مايسمى ” الربيع العربي حسب القاموس السلطوي , الذي يعتبر الربيع العربي “تلفيقة” استعمارية صهيونية وبالتالي يروج بشكل غير مباشر للسلطة ومن أجل بقائها , وقد قام السلطويون مؤخرا بتوسيع دائرة الربيع العربي لتشمل احتلال العراق , لأن احتلال العراق , حسب قاموسهم وناموسهم , هو أول ربيع عربي , وفي سبيل تهميش الربيع العربي يدعوا هؤلاء الى النظر للعراق , اذ يمكن بكل سهولة التعرف على عواقب الربيع العربي , ربيع قاد أكثر دول المنطقة تطورا الى الحضيض ..دولة شمخ بها القانون والعدل والرخاء والديموقراطية , واكتسبت بعد حرب الثماني سنوات مع أيران مزيدا من القوة العسكرية , حيث امتلكت الصواريخ العابرة للقارات , حاملة الرؤوس النووية والكيماوية , ولا يخجل هؤلاء من ذكر الرؤوس الكيماوية المحرمة قانونيا وأخلاقيا , كما لايخجل هؤلاء من ممارسة أكبر كذبات التاريخ ضخامة بادعائهم , على أن العراق خرج من الحرب مع ايران أكثر قوة وصحة وعافية , مع ان العراق خرج من الحرب خرابا ..اقتصاديا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا , ولا يتطرق السلطوي, الذي يحتقر مبدئيا المواطن , الى مليون من الفتلى ومئات الألوف من المشوهين نفسيا وعقليا وجسديا , فالسيد السلطوي يهتم فقط بالسلطة التي تؤمن له اطارا سلطويا يمكنه من النهب والسرقة , يريد سلطة تعينه مفوضا عاما بشأن المواطنية , انه الوكيل الحصري لتوريع شهادات الوطنية ., ومن يرغب بشهادة وطنية , عليه مراجعة أبو سلمى أو نعيسة أو عماد يوسف , وأكبر وأفضل الشهادات يوزعها الوكيل الرئيسي للمواطنية السيد أبي حسن !! المروج لتسليح الطوائف أو بالأحرى طائفة معينة , قاصدا بذلك احلال الوئام والسلام بين الطوائف في الوطن , وهل يوجد اجرام أكبر من اجرام تسليح طائفة معيينة , لتمكينها من الانقضاض القيزيائي الجسدي على طائفة أخرى , وهل يمكن هنا التحدث عن حماية طائفة ؟؟وهل حماية طائفة يعني محق طائفة أخرى ؟؟؟
لقد كان صدام حسين أول من تكلم عن حريقة الشرق الأوسط , وبأنه سيحرق الشرق الأوسط وعلى الأقل نصف اسرائيل في حال الهجوم على العراق ..انها أم المعارك , التي تحولت الى أم المهالك …ماذا جنى صدام حسين للعراق ؟؟؟ ولنفسه أيضا ؟؟؟ والاقامة المذلة في الوكر , التي قلدها القذافي حرفيا ..وكر الرئيس “الضرورة” لم يختلف عن وكر قائد الثورة الأبدي , وهناك أوكار تنتظر العديد من حضرات الرؤساء العرب …وعودة الى حرائق الشرق الأسط , هل ينفرج قلب المواطن عند سماعه اخبارا من هذا القبيل , أو ينفجر ؟؟؟
السلطوي لايجد أي ايجابية في الثورة الليبية , اذ أن الثورة الليبية حطمت بأمر من الناتو الجيش الليبي , ولا يتطرق السلطوي الى مهمام الجيش الليبي في الأربعين سنة السابقة ..هل حرر الجيش الأرض المحتلة ؟؟هل ساهم في الدفاع عن الحرية أو الديموقراطية , وما هي المهام التي نفذها هذا الجيش بخصوص الشعب الليبي ؟؟هل حارب من أجل الشعب ؟ أو أنه حارب الشعب ؟؟..ولأن هذه الأسئلة ستطرح بخصوص الجيوش الأخرى حامية العروش , لايجد السلطوي هنا الا الدفاع الغير مباشر عن القذافي , ويتمنى له البقاء والرخاء .. كل ذلك من أجل بقاء ورخاء سلطة السلطوي , ومن أجل استمرار السرقات والتسلط …السلطوي ليس خائن , وانما فاقد لمعالم المواطن ومقدرته على الادراك .
السلطوي حشر العراق في ما يسميه كارثة الربيع العربي , السلطوي يروج الى اعادة احياء القذافي , السلطوي يريد أيضا وضع الثورة في مصر ونجاحها في قلب مبارك موضع التساؤل , الثورة قضت على امكانيات الجيش المصري في الدفاع عن مصر والعرب , كيقف حدث ذلك ؟ ولماذا لايستطيع الجيش المصري القيام بالحروب بعد الثورة ؟؟وما هي فائدة هذه الحروب أصلا ؟؟..السلطوي يريد لفت انتباه الانسان العربي الى قيم اسطورية غير واقعية والهائه عن واقعه المر , الذي أوقعه المتسلط به ..لا بأس من وجود المتسلط في مصر وليبيا وتونس , لأن ذلك يرفع من امكانيات بقاء متسلط آخر , تفشيل الربيع العربي بأي وسيلة ماخيافيلية هي مهمة لخدمة التسلط , الذي يستفيد السلطوي منه. .يجب القضاء على الربيع العربي , لأن ذلك يدعم امكانية بقاء السلطة السورية , وهذا هو الهدف الربعي للسلطوي . .
في سياق تهميش الربيع العربي , يلجأ السلطوي الى ذرف دموع التماسيح على الجيوش , التي لم تقم بمهامها بشكل أمثل , وذلك بسبب المؤامرة على هذه الجيوش , هذه المؤلمرة حيدت الجيوش ومنعتها من أداء مهمتها الوطنية في تونس ومصر , والجيش الأصيل هو الجيش الذي يحفظ العرش …حاول الجيش في ليبيا , ولم ينجح بسبب المؤامرة الأطلسية , وحاول في اليمن , ولم ينجح كثيرا ., حاول في سوريا ودافع عن السلطة , والسلطوي يعتبر هذه المسلكية أصيلة …ان مهمة الجيوش السامية هي الدفاع عن العروش , وليس كل العروش , انما عرش السلطة القائمة , التي أتت عن طريق انقلاب عسكري على عرش سابق , وهذا الانقلاب سمي ثورة …عجبا كيف يحتفل السلطوي في يوم ٨ – ٣ بذكرى ثورة مجيدة , في حين لايرى السلطوي أي معالم لثورة في الحراك السوري الحالي !.