استقلالية القرار الوطني ..في مهب الريح !

قبل  حوالي  ساعة  من الزمن  صدر قرار الجامعة العربية بخصوص الأزمة السورية , والقرار يدعو كافة  أطراف المعارضة  والحكومة السورية  الى بدء حوار سياسي  جاد  في أجل  لايتجاوز اسبوعين  من أجل تشكيل حكومة  وحدة وطنية جديدة  خلال شهرين  , والجامعة العربية طالبت الرئيس السوري  بتفويض  نائبه الأول  بالتعاون مع هذه الحكومة و واعطائه صلاحيات كاملة  , كل ذلك تحت رعاية الجامعة العربية  , وسيكون من  مسؤوليات الحكومة الجديدة  تشكيل لجنة تحقيق  مستقلة  في العنف  الذي أسفر عن سقوط القتلى .

الجامعة العربية تتدخل حتى بالتفاصيل ,  وتطلب  من الرئيس  عمليا  أن يتنحى الى ننائبه , وحتى لو لم يقال ذلك بشكل مباشر  فالأمر واضح بين السطور  وموضوع التنحي لصالح نائب الرئيس  هو موضوع ليس بالجديد .

لايمكن لوم الجامعة لأنها تتدخل بهذا الشكل , فالسلطة السورية هي التي  خلقت موجبات هذا التدخل الفج , ولا مناص من تنفيذ  الجزء  الأكبر من أمنيات الجامعة , واذا لم يحدث ذلك بالشكل الكافي ,ستذهب الاضبارة الى مجلس الأمن …حيث لاينفع بعد ذلك الندم .

اذا لم تتمكن القيادة السورية   من فهم ما أملي عليها , فستكون غبية , وسوف لن تفهم  , لأنها بالواقع غبية ..انها فرصة ذهبية , واليوم جنى على عبد الله صالح ثمار فرصته الذهبية , حيث استقر الآن  كمتقاعد في الولايات المتحدة …واظن  ان تطور الحالة السورية سيكون مشابه .

سمعت عبارة ” استقلالية القرار الوطني ” عدة مرات مؤخرا ,  وفهمت منه  على أنه  هناك نوع من التوافق بين قرار السلطة وقرار الدولة    وجهان لعملة واحدة,  الا أن الأمر لم يعد كذلك ,  ويجب على المواطن السوري الاعتياد بعد الآن على  الوضع الذي يفصل بين السلطة والوطن, السلطة شيئ  والوطن شيئ آخر  ,  فالسلطة الغير شرعية  , أو السلطة الشرعية التي فقدت لسبب ما شرعيتها , لاتمثل الوطن  , والسلطة السورية تعاني من الأمرين  ..ليست شرعية مبدئيا  , وان كانت شرعية  , فقد فقدت هذه الشرعية  لأسباب عدة.

لا يمكن في هذا الععالم التصرف مع سلطة شرعية بالشكل الذي تتعامل  به الجامعة العربية مع السلطة السورية .. الجامعة تملي على الرئيس ماتراه مناسبا   وضروري , وعليه الانصياع وعطاء نائبه الصلاحيات  بالتي هي أحسن ..أمر فريد من نوعه في التاريخ ..لقد افقدت السلطة  الدولة السورية  استقلالها , وحمد  وغيره يقررون ..واستقلالية القرار الوطني  تحولت الى استقلالية قرار الجامعة العربية  , التي وضعت سوريا تحت وصايتها  ..هذه هي  نهاية مؤلمة ,أما كان من الأفضل تحاشي  هذه الحالة المتدنية ..الزعيق لايفيد   ومسيرات التأييد لاتفيد  ..السلطة أصبحت  في مهب الريح , وهل علينا البكاء عليها  ؟؟

استقلالية القرار الوطني ..في مهب الريح !” comment for

  1. سمعت صباح اليوم على ان الحكومة السورية رفضت المشروع العربي , الذي يقضي بتشكيل حكومة وطنية وتنازل الرئيس عن الكثير من صلاحياته لنائبه , وبذلك حدث ماتوقعه عمر العزيزي .اضيف بما يخص الشرعية مايلي :
    الحكومة تفقد شرعيتها ليس فقط عندما تزور الانتخابات , او عندما تسمح بقتل المواطنين أو تقوم هي بقتل المواطن , ولكن عندما تفشل الحكومة في استغلال الفرص الذهبية التي تقدم لها , وعرض الجامعة العربية هو فرصة ذهبية , وعلى الأقل يحول هذا العرض وجهة الأزمةالى طريق الحل , وقد ينهي الأزمة وينتهي القتل , وعندما ترفض الحكومة عرضا كهذا , ويستمر القتل ويتأخر الحل فيكون فشل الحكومة مضاعف وعدم شرعيتها مضاعفة. دولة يقتل بها خلال اشهر اكثر من 6500 انسان بالرصاص مهما كان مصدره هي دولة لايحكمها قانون بشري , وانما قانون الغاب , الذي تنفذه سلطة الغاب , لاشرعية لسلطة الغاب وعلى هذه السلطة التشكر لدى الجامعة العربية لعرضها المغري حدا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *