ابراهيم الأمين والاستنساخ السوري لحركة 14 آذار ( الجزء الثاني)

تابع  أحد اركان فرقة المغاوير الصحفية   اللبنانية  تقديم  افكاره حول الوضع السوري , الذي عنونه بشكل يوحي بالتشابه في البرنامج  بين المعارضة السورية  وبين حركة 14-آذار اللبنانية ,  ولحد الآن لم نجد في النص  أي ذكر   لحركة 14 آذار …لربما  يأتي المغوار  ابراهيم الأمين  في نهاية المقالة على توضيح الأمر …  , والمقطع من  المقال   يستحق  فعلا اسم  “شبيحي” , الا أنه من الضروري التعرف على كل فكرة ..ان كانت شبيحية أو غير شبيحية , ومن هذا المنطلق  اعلق على المقطع الثاني من مقال السيد ابراهيم الأمين  الذي بدأه بالشكل التالي :

“لكن، كيف ستسير الأمور من الآن فصاعداً؟ يجيب الأصدقاء بسرعة: سوف لن يتوقف الحراك حتى سقوط النظام، ومهما تطلّب الأمر من وقت وتضحيات!يمكن استحضار موقف من الموالين، يكون أكثر شدة في حماسته أو حتى في تشخيصه للواقع الحالي. لكن الموقف عند المعارضين له أهمية لكونه يتدرج صوب انعزالية تقود إلى استنتاجات خطيرة لمن يفكر في سوريا عن بعد، ومن يبحث عن دور لهذه الدولة المركزية في منطقتنا، ولا سيما أن المعارضين الذين يأخذون وقتهم في التفكير قبل صياغة موقفهم، وجلّ هؤلاء من جماعة الخارج، يقدمون نظريات ومواقف وتصورات تصبّ جميعها في خانة أن سوريا الجديدة التي يعدوننا بها، هي سوريا المشغولة بنفسها، وغير المهتمة بأي شيء خارجها. وكان هؤلاء يعتقدون أنه بإمكان أحد، مهما كبر حجمه أو صغر، أن يتصرف كأنه يعيش خارج هذا العالم. ويتصرف أصحاب هذا المنطق بكثير من السذاجة، إن لم نقل أكثر، وهم يتحدثون عن مواقفهم إزاء المسائل الاستراتيجية. وفي هذا المجال، من المفيد مناقشة المجلس الوطني من خلال برنامجه السياسي الذي وزّع قبل أسبوعين تقريباً، والذي تدل بنوده على هوية من صاغه: إنه العقل الأقلّوي والانعزالي الذي لم يتعلم من التاريخ الحديث أي درس يذكر!

وبينما يصرّ ناطقون بارزون باسم المجلس على أنهم يرفضون عسكرة الحراك ويرفضون أي تدخل خارجي في بلادهم، وخصوصاً التدخل العسكري، إلا أن البرنامج الذي يشدد على هدف «إسقاط النظام بكل رموزه والحفاظ على سلمية التحرك» يقول إن العمل سيكون على «تعبئة المجتمعين العربي والدولي لتعزيز الضغط على النظام بشتى أنواعه». وهذا أمر لا يحتاج إلى أي شرح ما دام البرنامج لم يشر صراحة إلى رفض التدخل الخارجي. وهو تدخل يمكن أن يكون بـ«شتى الأنواع» أيضاً، من السياسي إلى العقوبات الاقتصادية والمالية، إلى الحملة العسكرية، علماً بأن البرنامج نفسه يسارع إلى القول في الفقرة التالية إنه سيعمل على «تأمين الحماية الدولية للمدنيين ودعم آليات عربية ودولية مشتركة لتحقيقها وتأمين تنفيذها من خلال المؤسسات الأممية في أسرع وقت»، وهل منّا من يحتاج إلى سؤال عن كيفية توفير هذه الآليات الأممية، أم علينا انتظار ما يقرر عرب أميركا ومجلس الأمن؟

وإذا كان من حق المجلس الوطني السعي إلى نيل اعتراف العالم، فهو يعرف أن الأمر لا يهم ما لم يكن مرتبطاً بخطوات عملانية لإسقاط الرئيس الأسد. وفي هذا الإطار، ينتقل البرنامج إلى التناقض الأول، إذ بينما هو لا يمانع قيام تشكيل عسكري مستقل (الجيش الحر) ويدعوه إلى حماية المدنيين، لأنه يعتبر الجيش النظامي أداة طيّعة بيد السلطة، فهو يتعهد بالعمل مع «المؤسسة العسكرية لتسيير المرحلة الانتقالية وضمان أمن البلاد ووحدتها». هل يقصد المجلس هنا المؤسسة العسكرية الحالية أو تلك التي سيعمل الجيش الحر على إنشائها؟”

الفكرة الرئيسية  في هذا المقطع من المقال  الذي يريد البرهنة على التشابه بين حركة 14 آذار  والمعارضة السورية  هي  فكرة  لها علاقة بالعولمة ,  ولا بد هنا من الاشارة  على أنه  لم ترد كلمة 14 آذار في هذا المقطع من المقال  اطلاقا , لربما  يظن ابراهيم الأمين على أن العنوان بحد ذاته مقال  ,ترمل العنوان  وتيتم النص !!

ابراهيم الأمين يسأل , كيف ستسير الأمور  من الآن وصاعدا   , فالمعارضة تريد اسقاط النظام ,  والموالون يريدون ابقاء النظام , ثم ينتقل الصحفي المغوار فجأة  للقول  ..ان هناك خطرا محدقا بالمعارضة ..انه العزلة …وهنا يمكن القول ان الرجل  الفهيم  لم يعد يميز بين السلطة والمعارضة ..لقد اشتبكت واحتبكت الأمور  في رأسه  مما سبب  تغبشا في عينيه , فمن يعاني من العزلة المطلقة هي السلطة , التي لم يعد لها اقليميا الا  الأصدقاء من الاخوان ..الاخوان الملالي الايراني الشيعي  , والاخوان البناني الشيعي (حزب الله)   والاخوان العراقي الشيعي ,  حيث أصبح  الآن رئيس وزرائه الشيعي  المالكي من أكبر المناضلين   من أجل العراق , وقبل فترة ليست بالطويلة كان من أكبر الخونة بنظر النظام الثوري السوري , اخوان حماس السنية  يستعدون للرحيل , سبب ذلك عدم التجانس مع النادي الشيعي .

الأمين يقول ان  سوريا تحت سلطة المعارضة تريد الانشغال  بنفسها  , ولا تريد الاهتمام  بأي شيئ آخر ,  ثم يصف هذا الموقف بالسذاجة  , لأنه ليس بامكان أحد مهما كبر أو صغر  أن يتصرف وكأنه  يعيش  خارج هذا العالم ,  وهذا صحيح  جدا ,  وقد قيل هذا الكلام مرارا  وتكرارا للأمين وللسلطة السورية  ومن لف لفهم ,  وموقفهم كان  وكأنهم يعيشون خارج هذا العالم  , لا اعتبار للجامعة العربية , انها الجامعة العبرية , ولا اعتبار للأمم المتحدة  ولا  لمنظمة حقوق الانسان  , التي ازال عنها النظام السوري كل مصداقية  ,السلطة تلح على عدم التدخل في الشأن  السوري  , والمقصود هو عدم التدخل لصالح الشعب السوري , الذي اصطدمت مصالحه مع فساد وأنانية السلطة ,  المطلوب عمليا  هو  خلق الجو  الذي يعزل سوريا عن العالم  , وبذلك تستفرد السلطة بالشعب السوري  وتذيقة   المرارة … وبخصوص هذه العبارة  تذكرت  مشهدا  على شريط فيديو  , والشريط يصور  حفلة تربية قومية , حيث بطح الشبيحة (اسمهم الرسمي  المتطوعين)  العديد من الأشخاص على الأرض وهم مقيدين   , وأثناء ممارسة الرفس والركل  بالنعال على الرأس  وعلى الأنف    وعل الجسد بالكامل , مارس الشبيحة الصياح والزعيق ..تريد حرية ياكلب .. أه ..تريد حرية ياكلب   أه …, ثم تأتي  الرفسة تلو الأخرة  , حيث يتابع الشبيح .. هذه هي الحرية ( بعد بعض التفصيح لما تقأيه الشبيح من كلام )..هذه هي الحرية !!!. ويعني حريته في الرفس والدعس والركل  , وأخيراأمر  الشبيح  المشاغب طالب الحرية و الملقى على الأرض ببتقبيل  نعله  ,والمشاغب قام بذلك وقام  أيضا بتقبيل  صورة الرئيس   وببقية واجبات التأليه الأخرى .

السلطة  وأركانها لايريدون الا النهب المادي  وتأمين الجو المناسب لذلك ,  وذلك بأي طريقة كانت , لذا يمارسون  التمويه والتغطية والتزوير , , والرئيس قالها بكل صراحة , لا اهتمام بالاعلام  العالمي  , الذي يستطيع  نقل أخبار سورية عن طريق سانا , المهم حسب رأي الرئيس  هو عدم ارسال الصور الى الخارج , ولماذا تحرج الصور سيد الوطن بهذا الشكل ؟؟, وما هو سبب الحرج الذي نراه على السلطة السورية بسبب المراقبين , الذين تريد الجامعة العربية ارسالهم الى سورية ؟؟؟  وما هو سبب ترتيب سوريا في المراتب ال 15  الأخيرة في العالم  بخصوص الشفافية ؟؟؟السبب هو  ان السلطة تريد أن تنفرد بالشعب السوري    وتحلبه كالبقرة وتحويله  الى قطيع من البعير, صدق ابراهيم الأمين حين قال  ان مسلكية من هذا النوع  ساذجة  لا بل قاتلة , وها نحن نراقب مقتل السلطة المتدرج , التي لاتريد أم تموت وحيدة , وانما تريد جر الوطن معها الى القبر …أمر فظيع !!

لا يخضع  التدخل الخارجي الى الخيار المطلق , والمجلس الوطني قالها بشكل مبدئي  وصريح ..لايريد العسكرة ولايريد التدخل الخارجي العسكري , الا أنه على الذي يريد العيش في هذا العالم  معرفة تركيبة هذا العالم , والتركيبة تقول , عند  اكتمال  ضرورات وموجبات وادواة التدخل , سيحدث التدخل   , وذلك بغض النظر عن رغبة المعارضة أو رغبة السلطة ,  التدخل يخضع بأكثره الى قاعدة الاجبار ,  وله ديناميكيته الذاتية  , وهذه الديناميكية الذاتية تولد من رحم القييمين على الأمر , والقيم الآن هي السلطة , والسلطة هي التي تعمل بدون كلل أو ملل  على  خلق  الظروف  المرغمة على التدخل ,  وعلاقة المجلس بخلق هذه الظروف هي علاقة ثانوية جدا   , والتدخلات التي حدثت في العالم  وآخرها التدخل في ليبيا كانت من  صنع  السلاطين , فالقذافي هو  المسبب الرئيسي للتدخل  , وليس ثوار ليبيا , ولو انصاع القذافي  لارادة الشعب وارادة الوجدان والضمير والعقل لما حدث التدخل اطلاقا , …أخشى  تعرض سوريا  لهذا المحذور , واذا حدث , فسيشير اصبع الاتهام الى المسبب , وهو السلطة , ومن سيدفع الثمن هو الشعب , والمسؤول عن سياسة هذا الشعب الخارجية  هو  ذاك الرجل , الذي اراد  أن يطمئن الشعب بحمد الله وشكره لعدم امتلاك سوريا قدرا كبيرا من البترول , اذا لو امتلكت هذا البترول لحدث التدخل ,  والسيد الوزير لم يقل  انه لاتوجد أسباب سياسية واجتماعية للتدخل ,  انما  قال  انه  لايوجد بترول .

هذا المستوى  المتدني  من الادراك والفكر  هو الذي يقرر للأسف  مستقبل سوريا ,  لقد كان على السيد الوزير  أن يبرهن للعالم  بشكل لايقبل الشك  وبشكل شفاف ودون لف ودوران  , على أنه لاموجب للتدخل , عليه أن يبرهن على أن سوريا تنعم بالعدالة الاجتماعية والحرية السياسية والنزاهة الانتخابية  والديموقراطية ,  ولايوجد في سوريا  حرب أهلية ولا سجناء  سياسيين ولا تعذيب , والقضاء  عادل و مستقل , ولا توريث ولا  سرقات …والحياة مريحة مستقيمة  لاظلم ولا ظالم … وفي دولة  يتمثلل بها 1% فقط مما ذكر لايحدث تدخل عسكري اطلاقا,   وجد بترول أم لم يوجد .. السلطة أوصلت الوطن الى أدنى   من 1% من المطلوب , وطن له كامل مقومات الحياة الرغيدة  , يصبح  مثال للشرشحة في العالم, ومن يعبر حدود دول أخرى  يخجل هذه الأيام من القول انه سوري ..الى هنا   وصلت السلطة بالبلاد .

لقد حاول ابراهيم الأمين مناقشة البرنامج السياسي  للمجلس الوطني , قائلا في مقدمة نقاشه   أنه اكتشف  هوية من صاغه  , ومن صاغه  كان العقل الأقلوي والانعزالي  الذي لم يتعلم من التاريخ  الحديث   أي درس يذكر ,   وقد   كان بودي  الاستمرار في التعليق على نظرة ابراهيم الأمين  حول برنامج المجلس الوطني  الانعزالي والأقلوي ,  الا أني  فضلت تأجيل ذلك لحين تعرفي على  النص الأصلي لذلك  البرنامج , والى اللقاء  وانتم جميعا بخير

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *