مقابلة مع رئيس الجمهورية

في  الفيس بوك , كان بامكاني التعرف على مضمون مقابلة  بين الرئيس بشار الأسد وبين 14 شابة وشاب  , وناشر نص المقبلة في الفيس بوك كان  حسام العريان .  ولا يمكنني التأكد من صحة ماطرح بين الرئيس وبين الشابات والشباب ,  لذا احب فقط أن ألخص  الطروحات  التي  حصلت في هذه المقابلة , والنص الذي بين أيدينا هو نص حسان العريان الذي قدم للموضوع بالكلمات التالية “في البداية أود أن أشير إلى رفضي نشر الجانب المأساوي من النقاش سابقاً, وقد تم نشر ماصرحت به عبر الهاتف لجريدة السفير بجملة واحدة مفادها أننا ذهبنا لطرح الحلول لا إستجرار مطالبنا الشخصية ومع ذلك فقد كان جزء من الحاضرين يحملون مطالباً شخصية .كما أود أن أسخط جملة “ماهي مطالبكم” حيث كانت تتردد على لسان كل مسؤول نصادفه وفي وقت سابق عبر إذاعة صوت الشباب أيضاً, وكأننا ذهبنا للتسول .ففي الـخامس من أيار لسنة 2011 وعبر إتصال هاتفي من الإتحاد الوطني لطلبة سورية أبلغت بأنه تم طرح إسمي مع مجموعة من شباب سورية من مختلف المدن السورية, لمقابلة الرئيس الأسد للبحث في الشؤون العامة واللقاء بعد يومين أي بتاريخ 7/5/2011, قبلت وسافرت إلى دمشق .في القصر الجمهوري هناك كان اللقاء, دخلنا جميعاً 14 شاباً وبعد الترحيب والتعارف بدأت الجلسة, فضلت أن أكون آخر الطارحين للمشاكل والحلول لكي لا أسرق فكرة أحدهم عن طريق الصدفة, لكن هنا سأسرد لكم بعض مما أذهلني بطريقة الردود أو التعامل المنتظر ..

– يجب تفعيل دور حزب البعث لأنه خلال العقود الماضية, المواطن السوري لم يلمس أهمية الحزب القائد في الدولة ..

هذه الإجابة كانت من الرئيس الأسد على مداخلة لفتاة أتت من حمص حين طرحت فكرة إلغاء المادة الثامنة من الدستور بأسرع وقت ممكن لكي لاندخل في سجالات جديدة, والسماح للمعارضة بحرية التعبير, وتأسيس الأحزاب المعارضة لحزب البعث .., ومن ناحيتي  أجد ان ماقاله الرئيس  هو تأكيد على قيادة حزب البعث , وبالتالي لا الغاء للمادة الثامنة ,  ويبدو  على أن ماقاله السيد بخيتان بهذا الخصوص صحيح جدا , وما قاله الرئيس سابقا  ليس صحيح .

– خدمة العلم بمفهومها الحالي هي خدمة للوطن وحتى لو كان الطبيب يقف عند الحواجز العسكرية ويحارب فهو بذلك يخدم وطنه ..

جواب مختصر تلقاه أحد الأعضاء المشاركين معنا وكان آتياً من القامشلي, حين طرح فكرة تحويل مفهوم خدمة العلم إلى خدمة الوطن بوضع الإختصاص المناسب في المكان المناسب عبر إرسال المهندسين على سبيل المثال للمشاركة في المشاريع التابعة للحكومة وإرسال الأساتذة للتدريس في القرى, بهذه الطريقة الدولة تحقق فائدتين الأولى منهم هي تحقيق تغطية للمدارس في كافة الأراضي السورية, والثانية هي توفير مبالغ لابأس بها ويمكن الإستفادة منها في تحسين مستوى المدارس عمرانياً في بعض المناطق .. ومن ناحيتي أقول ان اقتراح  الشاب القامشلي  مفيد وسليم , الا أن القصد الكامن في اجابة الرئيس هو  اختذال وظيفة الجيش الى الدفاع عن السلطة , التي هي الوطن , وهذا لايمكن أن يستقيم الا  استنادا الى الجو الذي يجري به التعامل مع المادة الثامنة ,  السلطة  الحالية هي التي تقود الدولة والمجتمع , , وهذا يعني بكلمة أخرى  لا اصلاح .

– وصل الدور لشاب قدم من الحسكة حين أدلى بمداخلة بسيطة, وهي توقف الأمن عن الضرب والقتل وإن كان هدفه الإعتقال فليعتقل وليحقق لكن بشكل محترم ..

الرد كان, نحن نسعى لتدريب رجال شرطة مختصين في التعامل مع المتظاهرين وسيباشرون عملهم خلال أشهر قليلة .. ومن ناحيتي  أقول  ان هذا الطرح يمثل  تجاهلا  لما مضى من تصرفات تعسفية , واستبدال فرقة بفرقة أخرى  لايعني بالضرورة دعم الديموقراطية  أو دمقرطة  البلاد ,  استبدال وسيلة قمع بأخرى  ليس ماينتظره المواطن

كان ذلك أهم ماتم طرحه, حسب وجهة نظري أنذاك قبل أن أتوجه بثلاث نقاط للرئيس الأسد أولها كانت ..

طالما أن رواية الحكومة صادقة ولاتحمل أي نوع من الأكاذيب والتلفيق, إذاً فلندع الإعلام يدخل إلى سوريا وليرى بأم عينيه مايدور على أرضنا ولتثبت الحكومة السورية أنها  أصدق   منهم ..!

جائني الرد, نحن لسنا بحاجة للإعلام الخارجي لسببين, أولهم أن وكالات الأنباء العالمية لديها مراسلين في شتى أنحاء العالم, عدا سورية .. فلذلك يبنغي عليهم أخذ أخبارهم من إعلامنا نحن ونحن من سيعطيهم الأنباء الواقعة على أرضنا, أضف إلى ذلك أن إعلامنا على طول السنين الماضية لم تسمح الفرصة لكي يبرز عالمياً واليوم هاهو يغتنم الفرصة لزيادة خبرته في هذا المجال … ومن ناحيتي  أقول ان هذه النظرة  لا تتناسب مع تحقيق أدنى مستويات الحرية والشفافية , خاصة في عصر  علمنة وسائل الاعلام , فلا جدوى من القول  ..نحن من سيعطيهم  الخبر اليقين , اذ أن الاعلام السوري ليس معروف بحرصه على الخبر اليقين ,  والبراهين على ذلك  أكثر من أن تعد .

مداخلتي الثانية :

الشعوب العربية بغالبيتها تميل للناحية العاطفية, ومع أن هذه الصفة هي من الصفاة الحسنة لكنها قد تكون نقمة على البعض الآخر إذا لم يتم التعامل معها بشكل جاد, لذلك أرى أنه ينبغي على رجال الأمن الإبتعاد عن الإعتقال العشوائي والتعامل مع المعتقلين بشكل حضاري وإنساني ..

الرد:

نحن عاطفيون فعلاً, لكن حتى نتغلب على كل ماذكرت يجب علينا أولاً وأخيراً متابعة الإعلام الصادق والمتواجد على الأرض ومن هنا نستطيع أن نحدد إلى أين ينبغي أن تسير عاطفتنا..

وكما أجبت أحد أصدقائك هنا, نعم نحن نعد كوادر مدربة على التعامل مع المتظاهرين بكل أدب وإحترام .. ومن ناحيتي أقول ان المشكلة لاتكمن  فقط في التعامل مع المتظاهر بكل أدب أو احترام , وأعداد القتلى كل يوم  لاتبرهن عن وجود أدب أو احترام  للمواطن , كما أن خطف أو اعتقال  بسام القاضي لايمثل  أدنى شكل من الاحترام , المشكلة تتعلق أولا بوجود اسباب للتظاهر والاحتجاج , وهذه الأسباب باقية حتى الآن , وهذه الأسباب نجدها  في الاجابة التالية من قبل الرئيس

القيادة والحكمة والقضاء لديكم, لماذا لم نرى حتى اليوم محاكمة للمتوطرين في سفك دماء السوريين كعاطف نجيب على سبيل المثال..

أجل عاطف نجيب متورط “مع طأطأة للرأس” لكن لم يرفع أي شخص دعوى في المحكمة عليه ليتم محاكمته, أضف إلى ذلك هو إبن خالتي وصرلي 22 سنة ماشفته ..!! ,  ومن  ناحيتي اريد القول   انه  من الصعب تفهم اجابة من هذا النوع من قبل رئيس دولة, هناك مايسمى الحق العام  والمدعي العام , وعندما يقر الرئيس  ويعترف  ان عاطف نجيب متورط  دون أن يحرك ساكننا  ..أعجب جدا ..من كان المدعي على ميشيل كيلو ؟ وعلى ياسين الحاج صالح وعلى حسن عبد الرزاق وعلى لؤي حسين وعلى  عارف دليلة ,,وعلى ..وعلى ..الخ, المدعي كان التعسف السوري ,وليست  العدالة السورية , اني متأكدة من جواب الرئيس , لأنه أعطى هذا الجواب لأهالي جوبر عند لقائه بهم .

هنا أنا لم أستطع أن أتاملك أعصابي قبل أن أقاطعه قائلاً, لكن في الأمس فقط تم إعتقال عدد من أصدقائي في مظاهرة لم يكونوا مشاركين فيها بالأصل لكن الإعتقال العشوائي طالهم, وعندما ذهبنا للمطالبة بهم وعن طريق محامي, أتانا الرد التالي “أنت ضد مين بدك توكل محامي” ..؟!

هنا طلب مني أن أعطيه أسماء المعتقلين من أصدقائي, لكن بقي لدي سؤال مبهم, مامصير باقي المعتقلين حتى هذه اللحظة ..؟!

أكمل حديثه مع المجموعة قائلاً “مبارح 19 واحد بسيف الدولة وكلهم عاطلين العمل” قاطعته من جديد, من بين ال19 شخص هنالك خمسة أطباء وهم اللذين تحدثت عنهم, بالإضافة لذلك الإعتقالات في تلك الليلة تجاوزت المئتين معتقل.

ثم تابعت

ماذا بالنسبة لقانون التظاهر الذي لم يطبق بعد..؟

لا نحن لايهمنا من يتظاهر, لكن مايهمنا أمره هو من يصور ومن يرسل المقاطع للإعلام الخارجي .., ومن ناحيتي أريد القول  انه من  المعقول أن تصدر عن رئيس تلك الاجابة , نعم  يهم الشعب السوري من يتظاهر , وبشكل طبيعي يجب أن يهم الرئيس أيضا .

بعد لحظات

دخل علينا الحارس الشخصي ليبلغنا بإنتهاء الوقت المحدد ..

وقبل مغادرتنا, طلب الرئيس الأسد متطوعاً في لقائنا على قناة الدنيا لكي يدلي على الهواء مباشرة مادار بيننا في اللقاء, لم يجبه أحد من بين الحاضرين ..

صمت الجميع لبرهة, وقاطع الصامتين هو بعبارة “لهالدرجة” ..؟؟

أجبنا سويةً, أنا ومن في جانبي .. وأكتر كمان ..

لا أستطيع القول أكثر مما قلت ..أسفي على هذا الوطن !

———–

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *