رياض متقلون يكتب عن حصان طروادة الأخطر والخراتيت.

رياض متقلون – نقلا عن جريدة الوطن السورية.
لم يكن دمار مدينة طروادة سوى نتيجة عدم الإصغاء الطرواديين لتحذيرات بعضهم البعض من دخول هذا الحصان الخشبي العملاق إلى داخل مدينتهم. قد يكون أكثر من حصان طروادة دخل سورية في الآونة الأخيرة وقد يكون «الفيسبوك» واحداً من هذه الأحصنة وأنا لا أنادي هنا بإخراج هذا الحصان من سورية لأن فكرة المنع قد تكون حلاً في المدى القصير ولكنها تفاقم الأمر على المدى البعيد. وإذا كان المجتمع السوري أظهر مستوى محترماً من المناعة في مواجهة التحريض على «الفيسبوك» ولأنه وفي الوقت الذي خرج آلاف السوريين الوطنيين الذين يحملون وعياً سياسياً وثقافياً متصدين وعبر صفحات «الفيسبوك» للهجمة على سورية وانبروا في الدفاع عن سورية الوطن والإنسان والنظام المقاوم فإن الكثيرين ممن يسمون «معارضة خارجية» دخلت عبر «الفيسبوك» وأخذت تنفث سمومها في شرايين وعقول الحياة السورية.

ومشكلة الكثير من المعارضة السورية الخارجية أنها منذ خروجها من سورية انقطعت عن التطورات التي شهدها المجتمع السوري وانقطع اتصالها عن التأثر بالمتنورين السوريين وخاصة رجال الدين السوريين الذين يعرفون الإسلام الحقيقي ديناً للمحبة والسلام بين الناس «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة» (2) وعن الاتصال بغيرهم من رجال الفكر والفن والثقافة ما أوقعهم فريسة سهلة في أتون الإسلام المتشدد الوهابي منه والسلفي وغيرها من الأشكال البعيدة كل البعد عن الإسلام التنويري. الكثير من السوريين في الخارج – وقد قابلت العديد منهم في أميركا وأوروبا – توقف حتى المعين اللغوي الفصيح والعامي عندهم عند المعين اللغوي السائد أيام خروجهم من سورية وكأن الزمن تجمد في سورية حيث كانوا ومضى حيث يشاء في أماكن إقامتهم (الكثير منهم لا يزال مثلاً يستخدم ألفاظاً توقفت حتى جداتنا في داخل الوطن السوري عن استخدامها) وكثير منهم وفي ردة فعل في مقاومة الذوبان في المجتمع الغربي وفي مسعى للحفاظ على الهوية يتمسكون بالهوية الدينية على نحو بدائي وغير عقلاني أكثر من بعض العامة من محدودي الثقافة في بلادنا إذ يتمسكون بأهداب الدين الواهنة وليس بالجذوع المتينة منه ولا يتعرفون إلى التطور الحاصل في المجتمع السوري بشكل عام اجتماعياً، فكرياً وثقافياً. وهذا ما جعل الكثير منهم وعبر صفحات «الفيسبوك» يوقظ أشباحاً ماضوية لدى بعض السوريين وخاصة لدى محدودي الثقافة والوعي الديني والوطني بعد أن اعتقدنا أننا قد تحصّنا وتعلمنا من الأحداث التي شهدتها سورية في ثمانينيات القرن الماضي ولكن كتب على الذين لا يقرؤون أحداث التاريخ بوعي وفهم أن يكرروا التاريخ بمأساوية مرة كل المرارة (لا سمح الله).
ويبقى حصان طروادة الأكبر والأخطر هو «الجزيرة»، لأن «الفيسبوك» يتطلب الحد الأدنى من التحرر من أمية الكتابة ومن الأمية المعلوماتية. أما «الجزيرة» فهي تستطيع تحريض شريحة أكبر من الأميين وغيرهم لأن السواد الأعظم من شعبنا يعتمد بشكل أساسي على السمع و«الثقافة» الشفهية في تعامله مع العالم المحيط به. «الجزيرة» ذلك الحصان «المبندق» من سلالة «البي. بي. سي» رائدة «بروبوغندا» السياسة البريطانية تلك المحطة «الأم» – أي البي. بي. سي. – التي أوقفت بشكل كبير جداً مصاريفها في برامج قسم لغات أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين ووجهتها إلى قسم اللغة العربية، حصان «الجزيرة» الطروادي هذا الذي ارتبنا به منذ ولادته الأولى كثيراً وحذرت شخصياً منه كثيراً ولكن أبت «الجزيرة» إلا أن تكون حبيسة مموليها من القائمين على السياسة القطرية المحكومة «بالعيديد» و«السيلية».
الجزيرة ليست محكومة بالسياسة القطرية فقط ولو كان هذا أمرها فقط لهانت ولكنها محكومة بأفكار قرونوسطية (3*) أثبتت مجريات الأحداث معطياتها وخاصة منذ حرب أميركا على طالبان. هذه القرونوسطية تجد تربة خصبة لها في السواد الأعظم من شعوب البلاد العربية. ولقد دأبت الجزيرة طويلاً على بناء رصيد من «المصداقية» ما لها لدى الجماهير العربية ورتبت لها كل ما يلزم من أجل أن تقوم أخيراً في أداء مهمتها الأصلية التي لو أتيحت لـ«بي. بي. سي» لما فعلتها بهذا القدر من السمية والكفاءة ذلك أن الكثيرين منا خدعوا وخدروا تخديراً تاماً بحقيقة أنها تنطق باللغة العربية وتصنف على أنها عربية.
لقد كان تحول «الجزيرة» إلى حقيقتها غير مفاجئ لي أبداً ولكن تحول الكثير من السوريين إلى الوقوع تحت تأثيرها والانقلاب على وطنهم ونظامهم المقاوم مرع وأشبه ما يكون إلى تحول شخصيات مسرحية «الخرتيت» للكاتب «يوجين يونسكو» (4*) إلى كائنات «الخراتيت» التي يقشر جلدها ويتخثر ويسمك وتتحول إلى كائنات غليظة فظة وحيدة القرن «ترفس» يميناً ويساراً كثور في قصر الخزف الصيني الأرقى في العالم تلك، «الخراتيت» التي لا ترى إلا من خلال قرنها الميت الواقع على وجهها تدمر كل ما حولها وتطيح بأحبابها ووطنها ومقدساتها على حين إن عيون الأعداء من إسرائيليين وأميركان ترمقها وتضحك شامتة وتحلم بدمار القلعة الصامدة التي تكسرت على صخورها كل مشاريعها الاستعمارية والاستيطانية في أراضينا المقدسة في فلسطين والجولان وهاهي ترى أبناء هذه القلعة تقوم في كل يوم «جمعة» في هدم بنيانها صخرة وراء صخرة. أيها السوري أرجوك لا تتخرتت، أيها السوري، إياك والتخرتت! التاريخ لن يغفر لك ذلك أبداً! إياك من «الجزيرة» حصان طروادة الأخطر!

رياض متقلون – مدرس جامعي.
Riad Matqualoon.

riadmatqualoon@yahoo.com
ملاحظات إضافية
(1*) الخَرْتيت حيوان ضخم جدًا، وهو واحد من أكبر المخلوقات الأرضية الموجودة. ويطلق عليه أيضاً الكركدن ووحيد القرن. وجسمه هائل صلد، وسيقانها قصيرة، قوية وممتلئة.
(2*) «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة» قرآن كريم البقرة. 208
(3*) تطرقت أكثر من مرة إلى قرونوسطية «الجزيرة» كما في مقالتين نشرتا في صحيفة «الوطن». انظر العدد 1174 أو
أو http://www. alwatan. sy/dindex. php?idn=102391
والعدد: 1145
http://www. alwatan. sy/dindex. php?idn=99936
(4*): Eugene Ionesco
كاتب مسرحي فرنسي روماني الأصل كتب مسرح العبث ومن أشهر مسرحياته «الخرتيت» التي تتحول فيها شخصيات المسرحية إلى خراتيت نتيجة هيمنة أفكار عليها وتأخذ بتدمير مدينتها وتدمير العلاقات الإنسانية بينها.

رياض متقلون يكتب عن حصان طروادة الأخطر والخراتيت.” comments for

  1. Dear dr. Riad Matqualoon,
    I was browsing Syriano checking if anything new by you posted here when I refreshed the page and found this article. I must thank our colleague diayabo salma who is posting them here> I remember him very much very smart guy who would argue with you about every thing you taught as. I remembered the sotry that you taught us “Rhinoceros” it was hilarious and it frightened me very much that night when I read it. I wish to meet you when come to Syria next summer. Happy Eid Addha to you and thanks to Diaya.
    Roba.

  2. اما وقد أتى مقال متقلون /أبو سلمى على الأقل مرتين على ذكر المقاومة قارنا هذه المقاومة بالنظام , وقائلا “النظام المقاوم “,ولما كان للمقاومة اساليب منها الكلامي ومنها العسكري ومنهاالاقتصادي والسياسي… الخ كذلك لها نتائج , وعادة يعرف الانسان شكل المقاومة بنتائجها ..كالقول مقاومة ناجحة ..او مقاومة فاشلة ..او مقاومة لفظية هدفها المبدئي ليس تحرير فلسطين , وانما اعطاء الانطباع عند الشسعوب بأ النظام أو بالأحرى السلطة تحارب من أجل فلسطين , فبالله عليكم يا أفاضل نوروا مخي بعض الشيئ ..أي شكل من أشكال المقاومة مارسها النظام ؟؟؟والأهم من ذلك أي نتيجة من النتائج حصل عليها النظام , وما هو الفرق بين نتائج الملك عبد الله على سبيل المثال وبين نتائج النظام , واين هي المناطق التي استردها النظام من الأرض السورية المحتلة , وكم بلغ عدد القتلى من الصهاينةفي حروب 67 و73 ..الخ حيث اريد بصراحة وقحة مقارنة هذا العدد مع عدد القتلى السوريين شعبا وجيشا في الفترة منذ آذار وحتى اليوم …هناك اسئلة كثيرة جدا سأطرحها قريبا جدا حول الكثير من النقاط , آملا جوابا على أسئلتي , ولم جزيل الشكر

    • من الواضح يا سيدي انك تقيس نمط وشكل واسلوب المقاومة بأسلوبك الخاص أما مقياسك لوصف فعل المقاومة يبدو انة وللأسف مرسوم بالأنش الأمريكي وليس بالسنتمتر السوري لا ادري ما تصف سباق التسلح واسترتيجية التوازن الأسترتيجي بيننا وبين العدو ولا اعرف مذا تسمي دعم حركات المقاومة في العالم بشكل عام والمحيط الأقليمي بشكل خاص قد تكون الحكة التصحيحية غير مجيدة وبخيتان راح علي بيتو تعبان ولكن ان تجعل من حرب تشرين لتسلية قلمك على ورق من ورق خريفك فهذة خرافة ومن الوقاحة ان تعد الشهداء كون الحروب واشكال المقاومة تتخذ لها منحي خاص انطلاقا من المرحلة وظروفها انت تتكلم وكأن العمل المخابراتي بين الأطراف متوقف منذ الأستقلال اعتذر نيابة عن الحكومات المتعاقبة كانت بعثية ام لا انها لم تخبرك تحركاتها وما تستقدمة من سلاح لما من اهمية في تبرير اعماها العسكرية لحضرتكم لاادي ماذا اسمي الأمن الغذائي في سوريا على الأقل المواد الأساسية يبدو ان فلسطين وحماس ليست جزء منها ولكن لاعتب فقد تعودت قراءة الكثير عن اشخاص يقولون ولا يفعلون لابل يريدون تغيير العالم من وراء مكاتبهم دون حراك وكأنما الدنيا تدار بالكلمات ,عزيزي عليك ان تتشفي من الفساد انا معك عليك ان تنتقم من المحسوبية انا جنبك ولكن عليك بتواضع شديد ومن باب المصداقية و الشفافية فقط لاغير ان تسمي الأمور بإسمها وان تجيد عرض الأيجابيات كما السلبيات ولو كانت قليلة لا ان تتجنى وتصيح على الناس

      • حاولت جاهدا فهم مضامين تعليق السيد رياض , ولست متأكد من هذاالفهم ,و”قلة” الفهم عندي قد تكون سببا , كذلك فقدان التعليق للكثير من قواعد اللغة العربية ..منها على الأقل استخدام الفاصلة والنقطة , التي تؤشر على نهاية الجملة , على كل حال أريد القول ,انه لم تكن لتعليقي صفة “الموقف”, لقد طرحت أسئلة فقط , وأردت جوابا عليها , ومن سياق الأسئلة استنتج العزيز رياض أشياء بمنتهى الغرابة , فمن الطبيعي جدا أن أقييم المقاومة بأسلوب ومعيار شخصي , لأني لا أمثل الا نفسي , ثم أن العزيز رياض يريد بمقولة الانش الأمريكي القول , ان ما استنتجه عن رأي مفترض وموقف لم أتطرق اليه , هو أمريكي المنشأ , وليس له الأصالة والوطنية السورية , مع أن التفريق بين الأمريكي والسوري عن طريق التمييز بين الانش والسنتمتر ركيك جدا , المهم هنا هو وقوع العزيز رياض في مطب التخوين , ثم لصق اليافطة الأمريكية على جبين من يعتبرهم خونة ..قصور فكري مزمن عند الكثيرن وله صفة الوباء في بعض قطاعات المجتمع السوري ..ليس كل شيئ أمريكي باطل , وليس كل شيئ سوري جيد , ويقال عن ممارسة هذا “المطلق” على أنه شوفينية ضارة جدا , فعلى الانسان الانفتاح لكل رأي وفكر , والفكر ليس له هوية قومية , اذ لايوجد فكر سوري وفكر أمريكي , على الرغم من وجود شخص أمريكي وآخر سوري .
        وعن التوازن الاستراتيجي بين اسرائيل وسوريا , فهذا الموضوع معقد كثيرا ,انطباعي هو : هذا التوازن للأسف غير موجود , ولا أستطيع تعداد البنادق السورية ومقارنتها مع البنادق الاسرائيلية , الا أنه توجد بعض الاشارات التي تدل على خلل كبير في هذا التوازن,اذ لاعلاقة للتوازن الاستراتيجي بعدد البنادق فقط , وانما بمواضيع أخرى , منها على سبيل المثال..وجود حرب أهلية أو أزمة داخلية ..والجهةالمتأزمة والتي تحارب أهليا لاتملك المقدرة على التوازن الاستراتيجحي مع عدو خارجي متماسك داخليا , هناك نقطة الاقتصاد , فدولة ذات ميزانية لا تتجاوز 16بليون دولار واقتصاد ريعي وفساد أكبر من أي تصور , لا تسنطيع التوازن استراتيجحيا مع عدو متقدم صناعيا وسياسيا واجتماعيا حيث تبلغ ميزانية اسرائيل أكثر من 100 بليون دولار , واسرائيل رابع أو خامس دولة مصدرة للأسلحة في العالم , ومن الضروري لمن يريد أن يربح الحروب ,أن يمارس الحسابات الدقيقة , ولم تكن حسابات الحروب السابقة مع اسرائيل دقيقة قطعا , واسرائيل توسعت بعد كل حرب , حتى بعد حربها مع حزب الله , وأظن على أن العنتري والقبضاي أن يربخ الحروب هقيقة وليس وهما .
        مما يخل بموضوع التوازن الاستراتيجي خللا مميتا, هو عامل العزلة السياسية , فسلام مصر والأردن مع اسرائيل عزل سوريا عسكريا وسياسيا وأضعفها , كما ان التوازن الداخلي المختل , والذي تمثله بنية الدولة اللاديموقراطية , وكثرة المتهمين بالخيانة والسجون ومساجين الرأي وانعدام الحريات واستشراء الطائفية ,وانحدار حضارة التداول بين فئات من المجتمع الى مستوى العنف والبندقية , هو من أهم عوامل الاضعاف ,وبالتالي الى خلل كبير في مهمة التوازن الاستراتيجي مع الخارج .
        اما عن الاهتمام بالمقاوة الفلسطينية , فالحديث يطول جدا , بشكل عام لاتوجد مساعدة حقيقية للفلسطينيين , ومن يريد التأكد من ذلك عليه بسؤال فتح , أما المساعدة على تقسيم مابقي من فلسطين الى غزة والضفة الغربية , بشكل مباشر أو غير مباشر , فيمثل خطوة خاطئة بحق فلسطين والفلسطينيين , ومساعدة حماس في ممارسة فصل غزة عن الضفة الغربية , ليس الا اضرارا بالقضية الفلسطينية …للحديث تتمة .

        • يا سيدي العزيز
          إن اسلوبك بالكتابة يوحي تماما وللأي قارئ عن مدى قناعتك المسبقة بالأسئلة التي تطرحها وكأن الجواب حاضر لديكم,كما وأنة من الطبيعي أن لا تقييم المقاومة بشكل شخصي ولسبب بسيط جدا كونها فعل عام وليس خاص , ومن جهة ثانية أيها العزيز أنا لا أخون أحدا مهما كان رأيه وبأي موضوع كان ولست مخولا لصق اليافطات كما تفضلت وألصقتها بي ولكن وقد قرأت ما تفضلت وقرأت ما يكتب من الأعزاء الأمريكان فأجد تطابق غريب بعض الشيء أقلة من حيث الشكل فكان لابد م الإشارة ولو بشكل غير مباشر ,وأن نعرف عدونا و موقعنا ليس بوباء إنما الوباء أن تكون قد تملكتنا أحكام بعيدة عن التحليل والاكتفاء بما يحلله لنا القادة العظام,وبكل الأحوال ,فعلا ليس كل شيء أمريكي باطل من الهمبرجر إلى جملة المواقف في الخارجية الأمريكية حول عدم تسليم السلاح,دائما و أبدا البحث عن موقف واحد منذ خمسين عاما ولم أجد ,غريب بعض الشيء علما أني اعتبر نفسي من المتابعين الجيدين لما يدور من أحداث,علينا اخذ العبر والاستفادة من التجارب وإتلاف السيئ منها وانجاز الجيد وكل هذا وما يتناسب مع البيئة التي نعيش فيها والمحيط الإقليمي القريب الذي نمر من خلاله وليست العملية مجرد نسخ ولصق,دائما وأبدا كان التوازن الاستراتيجي المقصود على كل المستويات وليس على مستوى التسلح فقط وها أنت تعيد الكرة من حيث القناعة المسبقة و الكامنة ضمنا بأن المقاومة غير موجودة أصلا ,لكن وحسب اعتقادي المقاومة تبدأ بالموقف انتهاء بالمعارك وعلى كثير من الصعد مكررا اعتذاري عن عدم تقديم الجيش التقرير المفصل عن إمكانياته ,علما أن مراكز الدراسات ومنها المعادية لم تفتأ عن وصف الجيش بالقدرة العالية والنوعية الجيدة,وهذا تخفيف من لما قيل حتى لا ادخل في جدل المبالغة,أو أنها تكذب لتمرير حاجاتها ومصالحها ,عليك قراءة مستويات النمو في السنين الخمس المنصرمة وهي ذات دلالة جيدة قياسا للحجم وخاصة في ظل الفساد والمحسوبية وغيرها من الظروف,كما أن المقاومات بشكل عام لا تحتاج إلى 16 بليون كي تنتصر فالأمثلة عديدة ومتعددة عن مقاومات لا تملك المال ولا السلطة يوما لكنها هزمت دولا بجبروت عظمتها,وأضيف لا حاجة للإعلان عن قدرات إسرائيل فهي معروفة جدا ومعروف مصدر تمويلها والمعونات المقدمة لها ابتداء من الدراسات انتهاء بالرؤوس النووية الثلاث مائة ,ولكن ما رأيك مثلا بهذا القياس البسيط لحجم المحيط العربي الذي يكن العداء للأسرائيل قياسا إلى كتلته إنها لا تشكل قرية فيه,أما لناحية العزل والعزلة المفترضة أقول إن الوجه الأخر لما تفضلت هو جملة من الأحلاف التي طوقت هذه العزلة وجعلتها من التفاهة بمكان أي أنها مجرد حبر على ورق ,فالحلف السوري الروسي الذي يكاد يناهز من العمر الستين والحلف الإيراني وغيرة من الأحلاف القوية جدا على مستوى الشرق الأوسط والتي اقرها كل المحللين بدون استثناء هي بمتانة بمكان,ومن ثم لن أسأل فتح وهنا أشير إلى وجه انحيازك بل سأسأل حماس كونها الشريك مناصفة على فلسطين المحتلة سياسيا وعسكريا وبقية الفصائل المقاومة والمقارنة بينهما خير دليل ,انظر بعين مجردة ما هو الشيء الذي استطاعت فتح انتزاعه من العبريين.

  3. المقال لفت انتباهي لسبب واحد , وهو ان كاتبه الأستاذ رياض متقلون , ولو كان كاتبه مثلا وضاح ابن جحجاح أو غيره من الكتبة في جريدة الثورة أو البعث البعثية لقلت ان الأمر طبيعي غير لافت للنظر ,وقد كنت أتوقع من الأسشتاذ رياض متقلون نظرة تترفع عن التعميم والتعتيم , فالقول ان الكثير من المعارضة الخارجية توقف في تطوره..أقول عند درجة تطور السيد بخيتان , هو تميم سيئ , ليس هذا هو سبب معارضة ملاين السوريين في الخارج (يقدر عددهم ب 8 مليون), وانما السبب هو رؤيتهم للفرق الشاسع في الممارسات بين وطنهم القديم ووطنهم الجديد , والمعروف عن المغتربين بشكل عام هو كثرة توافدهم الى الوطن القديم ,واسهامهم المادي العملاق في تزويد البلاد بالقطع النادر , الا ان السلطة لم تستطيع تشجيعهم على التوظيف في البلاد بشكل أكبر(يملكون حوالي 800 بليون دولار ) ..كيف يمكن التوظيف في جو لايمكن تصوره من الفساد , الذي ترعرع في احضان السلطة , ورجالها هم من استفاد منه ماديا على حساب مصلحة الوطن , وهؤلاء يحكمون الآن بالحديد والنار ,والأنكى من هذا هو تتويجهم لذاتهم كمرجعية للوطنية ..يوزعون شهادات حسن السلوك والوطنية على عباد الله من القطيع السوري , بشكلب متناسب مع الاكرامية التي يقدمها عبد الله هذا لرجال الوطنية من السلطة .
    لقد خرجت عن الموضوع قليلا ..أستغرب أيضا ارتشاح اللاشعور عند الاستاذ بسرطان المنع والقمع ..ولو كانت هناك نتائج “جيدة “لمنع الفيسبوك على المدى البعيد لنصح الأستاذ بمنعه , ثم توحيده للوطن والنظام , من يعمل ضد النظام يعمل ضدالوطن , وهذا ليس بالصحيح , والطامة الكبرى هو نصيحته بالتنوير من خلال رجال الدين المتنورين .., قول ذلك هو انحدار معرفي , فالنور لايأتي من الدين وبالأخص ليس من رجاله المرتزقة .. ولافرق بين الأستاذ سعيد البوطي والأستاذ النابلسي …والخطأ المعرفي الأكبر هو في تحويله قناة الجزيرة الى ديمون, ووضعها كميا في مرتبة دولة , ثم القول ان الجزيرة أمية فهذا أمر غريب نوعا ما ..واستخدامه كلمة “بندقة” هو انحدار آخر كنت أأمل ان لايقع به الأستاذ متقلون , وما قاله عن القناة الانكليزية لايتسم بالموضوعية , وصول قناة الدنيا الى مستوى القناة الانكليزية هو حلم من الأحلاام التي لايمكن تصورها ؟…لقد بقي على الأستاذ متقلون القول ..على انكلترا أخذ سورية كقدوة في مجال الديموقراطية ..وأظن على أن الأستاذ في هذه الظروف قادر على قول ذلك

  4. السادة الأكارم: قبل أن تنقدوا أقرؤوا جيدا! على الأقل الكاتب تابع الموضوع في مقالة ثانية بعنوان “لا تنظر خلفك بغضب..” وهي مقالة نشرها موقع سيريانو قبل أن أصبح أنا كاتبا في سيريانو..إذن أنا لم أنشرها هنا لأنها لأستاذي بل نشرها الموقع لأنه رأى فيها فكرة ولتكون ما تكون. ما كتبتوه هو ليس نقدا هو تحامل ينم عن ذخيرة من الضغينة المدمرة إن لم يكن لكم فلوطنكم.
    المقالة متابعة لفكرة طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي و أربابه في الغرب أمريكا وغيرها وبسبب عدم طبيعية هذا العدو(عليكم أن تعترفوا أن إسرائيل هي كيان خارج منطق التاريخ والجغرافيا هي كيان مصطنع يحتاج الى تركيبة استثنائية للتغلب عليها) كانت طبيعية إدارة الصراع غير تقليدية تحتاج الى ذكاء أكبر وإستراتيجية أعمق لفهمها. لذلك أنصحكم بالقراءة أكثر وبعمق أكبر وقدر الإمكان بموضوعية أشمل.

  5. تحليل الدكتور رياض متقلون لوضع بعض المغتربين في الدول المضيفة أعجبني جدا .. بالحقيقة ظل البعض سوري عتيق , ولم يصبح أوروبي حديث,وذلك بسبب للعزلة التي اختارهخا طوعا , ولم يواكب البعض تطور الانسان السوري في السنين السابقة في الوطن , انها مصارحة مفيدة , أشكر الدكتور رياض متقلون عليها .
    هناك بعض الآراء الخاصة بالسلطة , حيث أظن ان الدكتور رياض متقلون , لسبب في نفس يعقوب , يدافع عن سلطة لافكر في كينونتها , ولا ثقافة في رجالها ,هذه السلطة ليست مادة للتداول الفكري, الذي يجيده الدكتور رياض متقلون , لأنه لافكر لها ,,وانماهي مادة للتداول القضائي الجنائي , الذي لايجيده الدكتور رياض متقلون ولا تجيده كاتبة هذه السطور ,ففي القمع والتسلط لايوجد فكر , انما غريزية حيوانية , ومن يفكر لايقمع ولا يتسلط .
    لقد قرأت تعليقات السيدات والسادة , هناك أسئلة من المفروض الاجابة عليها , وعندي أسئلة اضافية سأطرحها عاجلا , ولو لم يكن لفكر الدكتور رياض متقلون تلك الأهمية البالغة , لما كانت هناك ضرورة لطرح هذه الأسئلة عليه , وكلي ثقة على أن الدكتور رياض يستطيع ويريد الاجابة علها , اذ لاينقصه الاسلوب , ولا تنقصه المعارف , والحوار معه ليس حوار طرشان , وأشكر الأخ ضياء أبو سلمى لنشره مقال الدكتور ..للتعليق تتمة !

  6. أشكر السيدة نسرين عبود. الحقيقة أن رياض متقلون في نقاش طويل مع عدد من الكتاب منهم د. سامي المبيض وربما أيضا الكاتب الكبير فراس سواح ولو أن لديه الوقت ربما لكان انضم لنا في النقاش. كما فهمت منه فهو يعمل على كتاب بفكرة رائعة و ذات أهمية كبيرة : مقارنة الكتابات الأدبية والدينية للسوريين المسيحيين أبان “الفتح الإسلامي” لسورية مع كتابات السوريين الأدبية والدينية لما بعد هزيمة 1948 و 1967 وقد وجد آليات نفسية وأدبية ودينية متشابها لتبرير الهزيمة وردود أفعال عليها متشابهة على نحو ملفت جدا.
    ما أدعو له هنا أن لا نقيم موقف رياض متقلون من السلطة من مقالة واحدة بل أن نرى ما هي معطيات فكره منها في المقالات الأخرى والتي بعضها أصبح منشورا هنا على “سيريانو” ؛ انه يؤمن بالدولة ويرفض المقامرات والمغامرات ويؤمن أن مهما كان شر الدولة فأن غيابها شر أكبر يجب محاربته وخاصة أن تركيبة العقل السوري مازلت بدوية- طائفية لا عقلانية بعيدة عن وعي مفهوم الدولة وآلياتها وحسب رأيه أن جملة من العوامل جعلت من السوري يستمر في بداوته وطائفيته ولا عقلانيته ولم ينجو من براثنها بعد وأنه إذا لم نفهم ذلك فأننا سنعيد ارتكاب نفس الأخطاء الى ما لا نهاية حيث شبهها بصخرة “سيزيفيوس” المدحرجة في نفس المكان الى الأبد.

  7. سيد (nidal al mared ) أرجو أن تشير الى السيد( reyad) بهذه الكتابة لكي لا نخلط بين السيد رياض والدكتور رياض متقلون أستاذنا في سورية الحبيبة مع احترامي للجميع. ربا صابوني

  8. بكل بساطة وبكل تجرد موضوعي أقول أن ما قاله السيد (reyad) لاغبار عليه أبدا وفيه موضوعية تحسب له تماما.

Leave a Reply to ربا صابوني Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *