هل بيرق الأسد داء أم دواء ؟

الأرجح انه داء قبل أن يكون دواء , وقد أخطأ الطبيب في تشخيصة للداء وفي انتقائه للدواء , فالداء هو القصور في التمكن من ممارسة الحوار بالكلمة والفكرة ,ثم في فرط نشاط العنف ,ولما كان ذلك هو الداء , فلا يمكن معالجته بمزيد من فرط نشاط العنف , هذه هي مبادئ طبية ,والسياسة تفترق عن الطب في الكثير من الخواص ..فالطب علم منطقي كالفيزياء , أما السياسة فهي شيئ آخر ..السياسة تعرف الهروب الى الأمام ,والسياسة تعرف المزاودات والتمويه والتنكر للحقائق , ثم الاجرام  وعدم المنطقية , الا أنها تعرف أيضا خاصة خيار الانتحار , وقد قلت يوما ما على أن المعارضة المسلحة  اختارت خيار الانتحار  بعسكرتها , والآن أقول ان السلطة اختارت خيار الانتحار بعنفها , واختيارها مبدأ ..وداويها بالتي هي الداء !

السلطة  في سورية الأسد تعلن عن عزمها بالقيام بعملية “بيرق الأسد ” واسم العملية هذا مقزز للنفس , ولا يعرف التاريخ عملية أمنية سميت باسم رئيس الحمهورية , الا أن للتسمية طابع التحدي , وطابع التأكيد على أن المزرعة هي ملك للأسد , ولم أكن يوما ما قادرة على تصور هذا النوع من المصارحة ..انها ملك للعائلة ..شئت أم أبيت  ياحضرة المواطن ..الشعب والبطاطا والفول والعدس والجمال والحمير ..السماء والأرض هي ملك لهم ..بيرق الأسد من أحل رفع راية الأسد فوق مزرعة الأسد .

المريب في الأمر  هو قناعة المالكين للمزرعة , بأن هذه العملية ستتكلل بالنجاح الباهر , والأكثر غرابة هو عدم مقدرة أصحاب المزرعة   على ادراك  عواقب هذه العملية ..فهل من سوري يعتقد بصواب هذه الخطوة ؟؟؟,وكيف هو الحال مع مشاعر العديد من أفراد الشعب السوري , خاصة  المعارض  المدني   أو  المؤيد   للسلطة   على  مضض ؟؟وهل سيدعم المعارض المدني عملية  تقتيل  جماعية؟ , مهما كان رفض هذا المدني لأهداف المجموعة التي يريد بيرق الأسد محقها من الوجود؟

عسكرة  طيف من المعارضة قاد الى الابتعاد عن هذا الطيف , والعملية العسكرية التي أطلقت السلطة عليها اسم  “بيرق الأسد” , ستقودالى الابتعاد  عن هذه السلطة  , وستقود هذه العملية الى قناعة الكثير من المواطنين على أن  السلطة غير قادرة الا على ارتكاب المجازر , وبذلك انتهاء كل أمل بامكانية التصليح والتصويب , وقد يقود هذا الى الشروع بتوحيد صفوف المعارضة  , الذي سوف لن يكون من مصلحة السلطة اطلاقا …السؤال هنا , هل تدرك السلطة تماما فداحة ماتقوم به , ونتائج ماتقوم به أيضا ؟؟؟أشك على أن السلطة مقتدرة على ذلك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *