عفا الله عما مضى

قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، في بيانه  أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في مقر الامم المتحدة في نيويورك أمس،   أن الإصلاحي الأول في سورية هو “السيد الرئيس بشار الأسد” الذي طرح منذ توليه مقاليد قيادة سورية في عام 2000 خطة إصلاح شاملة للمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أن ظروف الغزو الأمريكي للعراق والتهديد بمده إلى سورية ومن ثم أشكال الحصار التي فرضت عليها بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق حالت دون تطبيقها. وعرض المقداد الإجراءات التي اتخذتها القيادة السورية لتلبية المطالب المشروعة للمواطنين والمراسيم والقوانين التي تم إصدارها بهذا الشأن وفي مقدمتها المراسيم المتعلقة بقوانين الأحزاب السياسية والانتخابات والإدارة المحلية وحرية الإعلام مؤكدا أن جهود القيادة السورية ستجعل من سورية مثالا يحتذى به في المنطقة ,وأوضح  أن عملية الحوار الجارية في سورية والتي بدأت باللقاء التشاوري التحضيري لمؤتمر الحوار الوطني ومن ثم اجراء الحوار في المحافظات ليتم بعدها عقد المؤتمر الوطني الشامل للحوار تبرز رغبة القيادة في اشراك جميع أبناء الشعب السوري في صنع مستقبل سورية.وقال ان سورية تدفع في هذه الظروف الصعبة ثمن مواقفها الداعمة لتحرير الارض العربية المحتلة ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني مضيفا أنه لو انصاعت سورية لاملاءات الدول الغربية لكانت هذه الدول تصفها على انها واحة للديمقراطية وحقوق الانسان في كل الشرق الاوسط.ودعا  أولئك الذين خضعوا للضغوط الامريكية والغربية لمراجعة مواقفهم وان يحكموا ضمائرهم مؤكدا أن سورية التاريخ والحضارة لن تقبل الخضوع لأي شكل من أشكال الضغوط والابتزاز وستتابع مسيرتها الحضارية الديمقراطية مهما اشتدت الضغوط وازدادت حدة الاستهداف.

ماقاله الأستاذ فيصل المقداد , هو اعادة أمينة لما نسمعه منذ أكثر من نصف قرن من الزمن , الا أن فهم الأستاذ المقداد للمرض وطرق علاجه يختلف عن فهم الكثير من أفراد الشعب السوري , ويختلف , أقولها بشيئ من المبالغة, عن مايقوله المنطق , ففي الاصلاح قوة , والقوة ضرورية للدفاع عن سورية في حال تهديدها , أما عدم الاصلاح  , فهو تجميد للضعف السوري , وانقاص من قوة سورية الدفاعية  ضد من يهددها .

في هذا الطرح الكثير من الصحة , بشرط  أن يكون القصد  بسورية  هو  المصلحة السورية المطلقة , أما اذا كان المعني بمصلحة  سورية  هو مصلحة السلطة , فهذا أمر آخر , السلطة رسخت أقدامها في سورية لأكثر من أربعين عاما  من أصل حوالي ستين عاما من عمر سورية الاستقلالي , والترسيخ لم يتم بأساليب ديموقراطية , وانما بممارسة ديكتاتورية  قضت على الأخضر واليابس في الوطن  , وقادت الوطن الى التأخر والعزلة الدولية ثم الى مشارف حرب أهلية , ولا تزال السلطة تتعنت  , وتعتبر كل محاولة لاسقاط النظام أي السلطة  ضربا من ضروب الخيانة العظمى ..سجنت وعذبت وزورت اتخابات وأجرت استفتاآت   كانت نتائجها  100% تأييد لها , هل يصدق العقل أو المنطق ذلك ؟؟

من يريد دعم المقاومة يجب أن يملك القوة والمقدرة على ذلك , فكيف يمكن دعم المقاومة بالضعف ؟؟؟ وهل يسمح نائب وزير الخارجية بسؤال  حرج , هل كان شعار تحرير الأرض المحتلة  للاتجار بالأرض المحتلة ؟؟؟, أين هو الاسترداد للأرض المحتلة , وهل دعمت السلطة المقاومة بأكثر من دعمها للصوص  , من الذين سرقوا كل شيئ  وباعوا حتى  صحراء تدمر لتصبح مزبلة للفضلات النووية (عبد الحليم خدام ) , الحيث عن كل هذه الأمور ليس شيق, وغير منتج .

قول نائب وزير الخارجية . ان سورية ستصبح مثلا يحتذى به , يثلج  الصدر  …فالى التنفيذ  والتطبيق الذي ننتظره منذ عقود … وعفا الله عما مضى !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *