بالروح والدم نفديك يا …!

منذ سنين والدولة السورية منشغلة باشكالية الصور  , هل يجب تعليق صور الرئيس  على السيارات وفي الحمامات وعلى كل زاوية , وهل تعليق الصور ذو قيمة سياسية ؟ أو قيمة عملية أو أخلاقية , وهل  تعليق الصور على كل حافلة أو طنبر هو نوح من الحفاوة ,؟ ولماذا هذه الحفاوة ؟لكل دول العالم رؤساء , وهل مسلكية الفرد السوري والفرد الشمالي الكوري هي الأصح في العالم ؟ وباقي الشعوب والرؤساء في العالم هم من الأغبياء ؟؟

لم يكن قرار ازالة الصور واليافطات  عام 2000 الا  ممارسة لوسيلة بدائية فطرية  ,بنتيجتها تم , من غير قصد مبرمج ومدروس,ذر الرماد في العيون ..لقد كان لها أن تكون نهاية لأبيخ وأسخف مايعرفه الجو السياسي العالمي من تفاهات  , لايشارك سورية بها الى شمال كوريا , وبالرغم من ذلك لم تنجح هذه الخطوة , الشعب المتملق القتيل في تلفه وعهره السياسي ,أبى الا أن يستزلم ويتملق ,ما من شك على أن العقود السابقة ترافقت مع تشديد غابي غبي على خلق “الزلمة” السوري , وتدمير المواطن السوري ..ا”الزلمة ” هو الوحيد القابل للبقاء , ممارسة المواطنة يجب استنزافها أولا بممارسة الاستزلالم , وعادة لم يبق للوطن شيء من هذا المخلوق الذي يسمى المواطن  السوري . عندما الغى الأسد الابن , وبنية تملقية لشكلية حضارية  , الصور وغيرها من معالم الوضاعة والخنوع  , لم تستجب فئات عديدة  لنداء الالغاء ..لماذا ؟ , لأن الأسد نسي ماهو أهم وضروري , نسي الغاء الاستزلام كوسيلة للعيش ..لكي تتوظف أو تحصل على ربطة خبز أو كيس من الاسمنت أو رخصة بناء أو راتب شهري (خرجية جيبة ..تدبيرة) بدون أن تقوم بأي عمل , يجب أن تكون”زلمة” ولكي تصبح عميدا لكلية الطب مثلا عليك أن تكون زلمة ..في هذه الحالة قد يكون من الضروري تقديم أوراق من جامعة لومومبا أو احدى جامعات المغفور له شاوشيسكو تدل على حدوث  الدراسة بدون دراسة , ..في هذه الحالةلامناص من تعليق الصور على  السيارة ..اضافة الى تخزين الصور في الجوال .بحيث تطل صورة سيد النعمة عابسا متقطب الجبين خافيا عيونه وراء نظارة شمسية على  “الزلمة”في مئات  من المناسبات اليومية ..حيث يستهلك الشعب الهالك نفسه,  مستخدما الشبكات التلفونية والأقمار الصناعية ,  في ثرثرات السخف ..حبيبي ..كيف الصحة ..الله يخليلي ياك  يارب ..الحمد لله ..الله يكون بعونك ..طل علينا ..مشكور ياحبيب .. ماشاء الله ..حديث فارغ يصول ويجول في الفراغ الذي يملؤه الله والرئيس ..الله هو الرئيس والرئيس هو الله ..كيف على البشر نزع الصور ؟

جنوح المواطن لتأليه الحاكم لايمثل الا اثباتا لتشويه المواطن , مواطن من هذا النوع لايصلح للممارسة الديموقراطية , لأن المواطن الذي يؤله الحاكم لايؤمن أساسا بالديموقراطية , التي لاتعرف التأليه ,الديموقراطية تقول : رئيس دولة ما هو أكبر موظف في الدولة , انه رمز للدولة , ويجب احترامه ,وللاحترام  قوانين وعادات وأسس وتقاليد ثم أعراف تختلف بعض الشيئ من دولة لأخرى , ومعظم ممارسات الشعوب الأخرى في هذا الخصوص لاتستقيم مع الممارسة السورية أو الكورية الشمالية , أما آن لنا أن نطبع وضعنا ؟ أما آن لنا التأكد من اننانهرج , واننا أصبحنا بذلك مضحكة للعالم …في زيارة للوطن مع صديق أوروبي وجدت صعوبة كبيرة في تبرير السخف السوري ..لم يصدق الصديق الأوروبي , على ان عشرات الألوف من الصور  تخص الرئيس ..لقد اعتبر هذا الأوروبي تقليق الصور بالشكل الذي يتم في سورية على انه أكبر احتقارلمركز الرئاسة .

هل كنا دائما كذلك ؟ لم نكن كذلك في الخمسينات , الاستعباد الذي حول المواطن الى عبد , والعنجهية التي حولت الحاكم الى اله  , عمرهم نصف قرن تقريبا ,سيلزمنا تقريبا قرن كامل,  لكي نستطيع صنع المواطن السوري من المخلوق السوري ,مواطن سليم العقل والحنجرة  , لايهتف متملقا ..بالدم والروح نفديك يا ….قبل عشرة سنوات تقريبا تهافت العراقيون في المسيرات التأييدية على الهتاف بالروح والدم نفديك ياصدام , وعندما هرب صام واختفى في وكر  تحت الأرض لم يفديه أحد .

بالروح والدم نفديك يا …!” comments for

  1. يا سيد ان صورة الرئيس الاسد بالذات لا تعلق على الحمامات ةو هذه اهانة و على العكس ان صورته تعلق على رؤوسنا و لتعلم ان الرئيس السوري تاج على كل مواطن سوري فهو ابونا و اخونا و كل شيء

    • المفهوم الذي طرحته نور مازن غانم حول الرئاسة والصور , هو مفهوم ليس نادر ..انه مفهوم العشائر ..وهو مفهوم يدل على عدم امكانية بشر من هذا النوع التمتع بالحرية وصيانة الديموقراطية , تحدثت الآنسة نور عن كون الرئيس أب , وهذه اشارة الى وجود صور للمجتمع الأبوي في رؤوس الكثير من المواطنين , لقد قامت في مختلف أنحاء العالم عام 1968 ثورات ضد بنية المجتمع الأبوي ..تحققت تقدمات كثيرة , أما نور فلا تزال للأسف تستظل بظلال البدوية .المجتمع المدني هو غير المجتمع الديني , والمجتمع الذي يؤله , هو مجتمع ديني , والمجتمع الديني هو مجتمع طائفي …لانزال طائفيين , لا نزال نصر على الطائفية , ورجائي أن تقرأ الآنسة نور رسالة أدونيس الأخيرة الى المعارضة

  2. These days grads trust in agencies which offer paper writing service. Check here “bestwritingservice.com” and buy term paper which for certain will help you to receive the best marks.

  3. Do you want to get resume service, which fit the field of study you wish?. You can count on our resume writers, as you rely on yourself. Thanks because this is the useful information

  4. I think it’s delightful, because it displays a very academic-focussed attitude. Preserving the honesty of the academic system seems to be a crash project, although commonly declare illegal refunded ads for such a service seems a flimsy response. When the concern is known by your friends who were cheerred with the results of the combination, about this topic . But don’t foreget always to use check for plagiarism run them through this plagiarism detection system for absolute checking and make sure that your material is authentic.

Leave a Reply to Jeannie30COTTON Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *