لاتجوز على الميت الا الرحمة , لماذا يلعن الاخوان المرحوم حافظ الأسد؟. 3/4

القسم الثالث من التعليق على مقالة  عماد يوسفيخص  سؤال الماتب ..اليس حافظالأسد هو من  شجع التيارات الدينية التنويرية  وبنى آلاف المساجد في سورية لقطع الطريق  على التيارات الأصةلية  السلفية  المتطرفة  ؟

نعم كان حافظ الأسد هو من شجع التيارات الدينية, الا أنه من الصعب فهم  كلمة “تنويرية ” خاصة من قبل كاتب يساري ماركسي  كالسيد عماد أيوب ..وهل يوجد تيار ديني  يقوم بالتنوير ؟ ولو سمع ماركس أو لينين هذا الادعاء , لنهض من القبر, وسلط ساطور العقيدة الماركسية اللينية على رقبة عماد أيوب ..فاتيار الديني , ماركسيا, هو تيار تعتيمي ظلامي , والتنوير لم يكن يوما ما  مهمة من مهمات التيارات الدينية , ما يخص التشجيع , فهناك العمومي وهناك الخصوصي , عموميا يمكن القول  على أن المرحوم حافظ الأسد لم يخترع جديدا في صياغة  حلف بين الديكتاتورية  السياسية والديكتاتورية الدينية الغيبية , هذه الأحلاف معروفة في التاريخ الحديث والقديم ,ومنطلق هذه الأحلاف هو التشابه البنيوي بين هذه الديكتاتوريات , أما هدف  الرئيس الخصوصي  من خلال  الأحلاف , فهو تثبيت دعائم السلطة  , عن طريق اقتسامها مع التيار الديني , الذي قبل بالقسمة ..كل  جهة من هذه الجهات تفيد وتستفيد , وقد حذر الكثيرون من مغبة الشراكة مع التيار السلفي , لأن التيار السلفي هو تيار لايلتزم بالاتفاقيات , ويحاول الانقضاض على السلطة في أقرب مناسبة ..ومن التاريخ عبر عديدة  , ألم ينقلب  الأصولي عمرو بن العاص كممثل  لمعاوية ابن أبي سفيان  على ممثل علي ابن أبي طالب  أبو موسى الأشعري بعد موقعة صفين ؟؟ ومن التاريخ الحديث ..ألم تنقلب الجماعة الاخونجية المصرية على عبد الناصر , وعلى السادات, الذي  حقق للجماعة  أكثر وأكبر مطالبها ,وبالنهاية كان عليه أن يموت برصاص الجماعة ..هذه هي نهاية الأحلاف مع الأصولية !

من يراقب الوضع السوري حاليا , يعجب من الارتشاح الأصولي الديني  في كافة شرائح المجتمع ..لقد كان الرئيس الأسد  هو الذي شيد على نفته الخاصة 120 مدرسة لتلقين القرآن  , من أصل 600 مدرسة موجودة في البلاد السورية , ومن أين تأتي تظاهرات الاحتجاج والمطالبة بسقوط النظام الآن ؟ , تأتي من المساجد التي شيد الرئيس الأسد الألوف منها في الوطن  , ومن رجال الدين  , وحتى من البوطي , فالبوطي تملق للرئيس السابق , ويتملق للرئيس الحالي  , الا أنه يرفض أي شكل مدني للحكم ..انه الشيبخ  الشبيحة  , الذي لم يكن له الا هم واحد في سياق الأزمة الحالية ..اعادة المنقبات , واطلاق فضائية دينية , وانشاء معهد للفقه .وليس للببوطي أي مشكلة مع  ديموقراطية  الرئيس الحالي ولا مع موضوع الحريات في سورية ..البوطي يقول ان التظاهر كفر , والسلطة تقول ان التظاهر  خيانة ,البوطي يفتي ..أوليائم أدرى بأمركم   , والسلطة الحالية تقول ..لا اصلاح الا تحت جناح الأسد ..سورية الأسد ..سورية البعث !!, البوطي يعارض السلطة قلبا , ويأتلف معها قالبا

عودة الى عمرو بن العاص …ومقولته حول المصريين ..نسائهم لعب ..يجمعهم الطبل   , وتفرقهم العصا ,  وكأن  الصحابي عمرو يتحدث عن السوريين أيضا ,فقد طبل المرحوم الأسد مع الشيخ كفتارو على انغام اناشيد  توفيق المنجد , الا أنه استعمل  العصا لمن عصى  .حيث فرق بها من عصي على الآلهة , ومن أهم الآلهة كان المرحوم حافظ الأسد , لقد قدم المرحوم للتيارمايريد ..وزارة الأوقاف  .., ,ولم يكن لهذه الوزارة  أي عمل يمكن تسميته بالايجابي  , الا توظيف المزتزقة الدينية واعطاء هذه المرتزقة الامتيازات المادية والمعنوية  ..كل ذلك من جيوب الشعب  و الذي وقع نتيجة لذلك وغير ذلك في مطب الفقر والامتهان .

قبل البوطي تصدر المفتي كفتارو  مجالس الدجل والتأليه للمرحوم الرئيس الأسد   , حيث لم يتوان أحدا منهم عن نشر ثقافة الخنوع  والاستكانة وهجر الدنيا , ثم المشاركة في احتفالات الدجل المتبادل   , على انغام المنشد توفيق المنجد ..دجل رجال الدين كان فضيحة ..وخطبهم في حضور الورع الأسد , مجدت الأسد قبل الخالق ..وفي جوقة المرتلين يقف الآن الحسون المغرد مفتيا للجمهورية وقائلا  “نعم ” لكل شيئ  حتى للقهر والاستعباد .

الرئيس المرحوم دعم التيار الديني ,ولست بعارف الغيب , لكي أحكم على نواياه , عمليا ساعد الرئيس هذا التيار لكي يتبوأ , مركزا سياسيا واجتماعيا لايستحقه …لقد أخطا الرئيس  , ومعظم مشاكل الحاضر ذات علاقة صميمة بخطأه  هذا .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *