مجتمع عار الا من لباس العار …
سمير صادق , سيريانو :
يفرض اللباس الشرعي اي الحجاب وملحقاته قسرا من فوق اي فوقي , وليس استجابة تحتية لواقع تعرية اجتماعية ضارة !, الا انها منتشرة في الأغلبية الساحقة من مناطق العالم ! , لايمثل التحجيب علامة تمايز وهوية عالية , اي أن المحجبة ليست نوعا من خيرة البشر ,الحجاب والتحجيب دلالة على محو كيان “الانسان” من قبل سلطة ذكورية قمعية , تحرص شكلياعلى خصوصية وضعها الاجتماعي والاعتقادي الأعلى , يقترن التحجيب بتقييد حركة المرأة وممارسة الرقابة عليها وطردها من الفضاءالاجتماعي على يد السلطة الذكورية ,لايمثل التحجيب قراراً ذاتياً اتخذته نساء أو حتى بعض أسرهن, أو استجابة لدعوات ودعاية دينية عاقلة , انه اعتداء على النساء والناس جميعاً, ولا يختلف عن نزع حجاب بعض النساء بالقوة,على نحو ما مورس في شوارع دمشق في ١٩٨١, يتم فرض اللباس الشرعي بشكل أشد احكاما وعدوانية,انه ليس وسيلة احتجاج او تحصن اجتماعي ضد الرزيلة , انه مزيج من استعباد واستبداد واستبعاد سياسي ديني يمكنه أحيانا التستر على المعاصي , كما قيل اذا ابتليتم بالمعاص فاستتروا!.
كون ظاهرة اللباس الشرعي اي الحجاب سياسية دينية,يجعل التحليل الاجتماعي لهذه الظاهرة صعب او محدود الفائدة , لأن القوانين الاجتماعية لاتعالج القضايا الشخصية مثل قضية الانتماء الديني الفارض للحجاب , الذي هو امر شخصي بالمطلق ,لذا تقتضي مواجهة الحجاب التعرض للافتراضات الدينية المشرعة له, من جهة أخرى يمكن إدراج هذه القضية في مسألة التحرر العام السياسي والاجتماعي والشخصي , والدفاع عن الحرية للنساء كوجه أساسي للعدالة والمساواة لجميع الناس , اي يحق للأنثى انتقاء ملابسها كما تريد بدون ترهيب او ترغيب !.
لربما يمكن تناول الحجاب على نطاق أوسع اي الدخول الى مشكلة الحجاب من نافذة التحليل الاجتماعي -الاقتصادي , لأنه في الحجاب , على سبيل الذكر وليس الحصر , علاجاجزئيا محتملاً لمشكلة الفقر مثل العجز عن شراء ثياب غالية الثمن أو إكسسوارات مواد التجميل وغير ذلك , الحجاب والجلباب مواد رخيصة الثمن ,ولا يتطلب شرائها توظيفات مادية كبيرة , لربما يسهل الحجاب ايضا فرص زواج او تزويج بعضهن في مجتمع انعزالي لايسمح بممارسة التعارف العميق بين المرشحين للزواج او المرشحين للبيع والشراء والمملوكين من السلطة الأبوية داخل الأسرة , ثم أن بعضهن يظن أن الزواج قد يحرر الانثى من سلطة الأب ومن القهر الابوبي,والبعض يظن ان الزواج على “العمياني” يؤمن للأنثى الدخول في الفضاء العام كامرأة او ام , والفرق شاسع بين الأنثى والمرأة وبين المرأة والأم في مجتمع يقمع بشدة تحرك اي فتاة عازبة على مستوى الفضاء الاجتماعي السياسي العام , وبذلك يقمع تشكيل هوية نسوية او ذاتيات نسوية على غرارا الحركات النسوية في كل أنحاء العالم باستثناء الجماعات المحمدية خاصة كافغانستان واشباه أفغانستان والعديد من الكيانات السياسية الدينية في المنطقة بين المحيط والخليج !.
لاتتم السيطرة في المجتمعات المتأخرة على الجسم الانثوي فقط, انما يشمل الضبط والسيطرة الجسم والعقل الذكوري , فالجسم الذكوري مفضل من قبل الدينية المحاربة المجاهدة على الجسم الأنثوي ,لأن الذكورية قتالية وتعني هيمنة العضل على العقل , لاحاجة للعقل بوجود الآيات التي تنوب عنه في ترتيب امور الحياة, العضل يحارب ويكسب غنائم تقسم بين المجرمين الذكور المقاتلين , كما حصل في هذه المنطقة طوال عشرات القرون , ومستمر لحد الآن بشكل حرب أهلية طائفية قوام تشكيلتها ذكور سميت في سوريا ثورة , مع العلم أنها لاتمت للثورة بأي صلة , لابل تمثل العكس من الثورة , باستثناء نشاطات بعض الأشهر من عام ٢٠١١,لايمكن لحرب أهلية طائفية ان تكون ثورة , لان حاملها الطائفي ليس ثوري انما رجعي , والثورة ليست حركة الى الوراء, الاخونج وتوابعه الممثل للطائفية معني بالدرجة الأول بالموت والاستشهاد وليس بحياة الانسان التي يعتبرها تافهة وعابرة , بالرغم من اعتبار الاخونج للحياة الأرضية تافهة يحرص عمليا على التحكم بهذه الحياة ويحرص على جني فوائدها المادية , فطبقة المشايخ العليا لم تلتزم بالزهد , والدلالة على ذلك حجم ثروة الشعراوي وحجم ثرورة الحويني أو القرضاوي او حتى الشيخ المقاتل ابو عمشة , الذي استجاب لنداء الجولاني من أجل التبرع , وتبرع بعدة ملاين من الدولارات دون خشية من السؤال من اين له تلك المليارات !,امر تبرعات العرعور للسلطة الحالية بستة مليارات ونصف مشابه , فالله حسب قناعتهم يرزق من يشاء خاصة اللصوص والنصابين ومن حمل الرمح (جعل رزقي تحت ظل رمحي ) ,أبو عمشة حمل ما هو افتك من رمح ابن عبد الله اي البندقية والمدفع , لذلك اتته الرزقة الكبيرة وأصبح مليونيرا كما أصبح الشيخ العرعور مليونيرا بالسرقة والاحتيال , وكما اصبح ابن عبد الله مليونيرا من ريع خمس الغنائم حسب اعتراف الشيخ الكريم وجدي غنيم !,
يمثل تحويل المخلوق البشري الى مجاهد بطرق ملتوية منها الترهيب والترغيب , ثم دفعه الى الموت بعد تحويله دجلا الى ما سماه المفكر يحيى بن سلامة “المسلم الأعلى ” كالشهيد الذي يقتل قبل ان يقتل , والذي يجاهد في سبيل الله من اجل غنائم الجنة وغنائم الأرض ايضا, نرى التحجب او التحجيب او حتى السجن في البيت بعض وجوه الظاهرة الدينية الحربية , التي تعني العديد من الأمور , منها تعليب النساء وفق صيغة “اللباس الشرعي”.
لايمكن للظاهرة الحربية الدينية ان تعيش بسلام مع العقلية النسوية لأم لاتريد لأولادها أن يموتوا كشهداء او ليس كشهداء,كانت الوعود المقرونة بما تسمى الشهادة من أبرز اشكال التحكم بمصائر البشر,ومن مظاهر التحكم بمصائر البشر كان تحديد حركة الأنثى مثلا عندما تريد الخروج من البيت لقضاء حاجة ما , هنا يتطلب الأمر موافقة الذكر , وعليها اضافة الى ذلك تغليف نفسها بجدران سميكة معتمة كغلاف البيت نفسه , هنا يخرج البيت بكامله وفي احدى زواياه تقبع امرأة مرتجفة خائفة مرتعبة , عمليا يسمح الدين المعطاء لهذه المرأة بثلاثة خرجات ,الأولى من رحم امها , والثانية الى بيت زوجها, والثالثة الى قبرها !!!!!
Post Views: 68