م. بيطار, ر. منصور :
في مقال نشر بمناسبة الاسبوعين المخصصين لدراسة قضية اسرائيل وحزب الله وغيرهم تم تحليل بعض جوانب العلاقة بين حزب الله وايران من جهة وبين اسرائيل والى حد ما الغرب من جهة أخرى , ايران لاتريد حربا مع اسرائيل , ليس لأنها سلمية او تدافع عن الانسانية , انما لأنها قد تهزم في هذه الحرب والهزيمة تعني اسقاط حكم الملالي , واسقاط حكم الملالي يعني الغاء وجود حزب الله تلقائيا وحتميا من الوجود .
يمثل حزب الله جزءا من ايران وليس جزءا من لبنان , بنية حزب الله المذهبية تجعله جزءا من ايران, لأن ايران قائمة على العصبية المذهبية ,ايران المذهبية اقوى من حزب الله , لذلك أصبح حزب الله تابعا لها خاصة وأن ايران هي الممول الوحيد لحزب الله , وفي تحقيق مشاريع ايران على التابع حزب الله أن يلعب دورا ما , والدور هنا كان احتلال لبنان وبالتالي تمكين ايران من الهيمنة على لبنان .
حزب الله غير مرخص كحزب في لبنان , ولا يمكن ترخيصه لكونه لايشمل سوى افرادا من تبعية مذهبية معينةهي عصبية حزب الله الدينية , حال حزب الله كحال الاخوان في سوريا وغيرها من البلدان العربية , لايمثل الاخوان حزبا وطنيا , ولا يمكن لحزب الله أن يكون وطنيا , ترفض التجمعات مثل تجمع حزب الله أو تجمع الاخوان المذهبي الدولة , التي عليها ان تعطي تجمعاتهم الترخيص القانوني بالعمل كحزب سياسي ,وترفض الأوطان لأنها تجمعات أممية عابرة للحدود , الوطن جغرافي الطبيعه ويعرف عالميا بحدوده الجغرافية .
حزب الله جزء من ايران وتابع لايران وليس للبنان ,ويعتبر نفسه امتدادا سياسيا لدولة ايران الاقليمية , ليس فقط التبعية السياسية , انما المذهبية أيضا , والتي تتضمن بند اقامة ولاية الفقيه , وولاية الفقيه تنفي حق المسيحيين واليهود في المواطنة اللبنانية , لأن هؤلاء ليسوا الأصل بوجود لبنان , انما تم زرعهم من قبل بيزطة كشوكة في خصر لبنان المحمدي حسب ادعاء نصر الله , وماذا سبفعل الوالي الفقيه بالدروز وأهل السنة والمئات من الفئات التي تنتمي الى اتجاهات دينية أخرى ؟, الجواب هو تهجير الفئات الأخرى لازالة الشوكة من خصر ولاية الفقيه, لابد هنا من التنويه الى أن موقف نصر الله لايمثل موقفا شيعيا عاما , الكثير من أئمة الشيعة في منطقة جبل عامل يعارضوه , عموما ليس لأهل لبنان سوى الصبر وانتظار رحمة الفقيه !!!.
ينتمي فريق نصر الله المعروف تحت اسم حزب الله الى المجموعات الدينية السلفية , التي تؤجج الصراعات الطائفية ولا تعترف بالأوطان لأنها أممية , والطائفة هي بمثابة الوطن ولها وظائف الوطن , الا أن مفهوم الوطن بالمعنى والدلالة المعروفة لايستقيم مع مفهوم الطائفة , وحتى أنه لايستقيم مع مفهوم الأمة , الوطن مسكون من مجتمع ليس من عشيرة او طائفة او شعب واحد, انما من عدة شعوب ,ولاوجود للأمة الاسلامية التي يحلم بها نصر الله ولا يوجد من ينتظر المهدي سوى نصر الله .
ستكون هناك ضربة اسرائيلية لحزب الله , وميزان القوى يفرض هزيمة نصر الله وحزب الله وبالتالي انقراض حزب الله , ومن المتوقع في هذه الحالة انتقال لبنان من هيمنة استعمار داخلي -خارجي , أي استعمار حزب الله الى الوصاية الاسرائيلية او الهيمنة الاسرائيلية , التي يؤيدها قسم من اللبنانيين , الذين يتطورون باتجاه انقسامي , اي أن العيش مع نصر الله وجماعته أصبح بحكم المستحيل أو يتطور الى المستحيل , قالوا سترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وفعلا ترسم هذه الخريطة , والرسم بدأ في سوريا , التي تطورت الى عدة كيانات تشبه الدول المستقلة , وشمل غزة , التي محيت من الوجود , شمل ايضا العراق واليمن والسودان وسيشمل ليبيا ولبنان وغيرهم , لاعلاقة لهذه الخريطة بارادة الخارج وتآمره , انما بالبنية القبلية لشعوب هذه المنطقة , التي ترفض مفهوم المجتمع وترفض شرعية الاختلاف وترفض التعددية وتتنكر لفوائد هذه التعددية