في السياسة, الأخ والرفيق وخيار الخوازيق !

مفيد    بيطار, عثمان   لي   :

  ماذا لوتجرأنا على الكلام   وقلنا, ان أكبر شبيه للأخونجي هو البعثي, هنا سينبري البعض   للاستنكار  ,معاذ الله .. ان في هذا الكلام أرزل المقارنات !, كيف يمكن القول ان اكبر شبيه للأخونجي هو البعثي ؟, مع   العلم بأن أكبر عدو   للبعثي هو الاخونجي , شيئ لايصدقه العقل ولا يتحمله المنطق .

 تعلمنا من علم النفس أشياء  قد تبدوا للبعض غير معقولة , هناك  من  قال  ان أقرب شيئ للحب هو الكره , وأقرب شيئ   من  الفرح هو الحزن , ,اقرب شيئ للضحك هو البكاء , ولماذا لايجوز  القول  بأن  أقرب شيئ للأخونجي هو البعثي ؟؟

 الحب يتفق مع الكره في توظيف مشاعر متأججة , ويختلف الحب عن الكره في الاستقطاب , أي أن الشحن بالمشاعر هو تشابه , واستقطاب المشحون  هو تعاكس , والاستقطاب لايعبر  الا عن “وجهة”أو”توجه ” , كل منهم في جهة , أما المضمون الذي هو تأجج مشاعر , فهو واحد .

 الاخونجي والبعثي هم تمثيل لتيارات تقف على الجهة اليمنى من التفكير السياسي, هنا الدينية العروبية , وهناك القومية   العروبية او   العروبية المحمدية  , هنا الطائفية وهناك العنصرية , ثم عن مقولة الدين والدولة ,الاخونجي   يعتبر المذهب  دين ودولة , والبعثي  يعتبر   البعث دولة  ودين  , لا بل أكثر من ذلك , انه  المجتمع أيضا ,  مقدرات الدولة والمجتمهع في كلا الحالتين  بيد الدين أو بيد الحزب   او كلاهما ,    ,فالمادة الثامنة أكدت   قيادة    الدولة  والمجتمع   أبديا   من   قبل    البعث ,  حتى   لو    اقتصر   عدد   البعثيين   على   ٥٠   بعثيا    , الكم غير مهم وانما النوعية   المميزة  التي   أكدتها  صراحة المادة الثامنة,   التي   لاتزال  سارية  المفعول   بالرغم   من    ايقاف  العمل  بها  رسميا , والتي لاتربط القيادة  بالأكثرية   الشعبية    انما بالحزبية  ,امر قوم   الاخونج   لايختلف ,فمهما تدنى عددهم  تبقى  نوعيتهم   مميزة وجديرة  بالسيطرة  والهيمنة    والادارة   وتحمل    المسؤولية ,    ذلك لأنهم  من  خير  أمة     أخرجت  للناس .

  لا ديموقراطية  تحت سلطة من يتكلم  باسم الله,  أو من  يتكلم  باسم   البعث المتأله  ,  ومنذ  سنوات  باسم  العائلة  واسم   ربها  الذي  هو  رب  الجميع ,كل ذلك للأبد ,سورة البقرة تعادل سورة المادة الثامنة في قدسيتها وجلالها , كل   السور   تتدحرج من السماء على الأرض  أو  من  الأرض  الى  السماء  , كلهم  يرسمون  الصراط  المستقيم   ,اياك  أيها  العبد  والزندقة  باله  الأرض   أو  باله     السماء , على  الأرض   هناك   مواخير   البعث  المتأسد   المخصصة  للخونة والزنادقة ,تدخل  حيا   وتخرج  ميتا ,     أما  في   السماء   فالأمر   أسوء  ,   لمملكة  السماء  جهازها  الأمني     أو     مخابرات , ومخابرات  رجال  الدين  الذين  يتخابرون  مع  اله  السموات ويهددون   على  الأرض بما    سيناله   الكافر   من عقاب وارهاب   في   جهنم   الحمراء ,عذابات   لاتقل وحشية  وبربرية   عن  وحشية  وبربرية  اله  الأرض  , لا بل  تفوق   بربرية   ووحشية  مخابرات  الأرض , تدخل  جهنم ميتا , وفي  جهنم  يتم  التمثيل   بك   وتشقيفك   الى  شرائح ,   وشويك   على   النار ,فبعد   الموت تأتي  عصة القبر   ,  كل  ذلك  من  أجل  السيطرة  على  البشر   وتدجين  عقولهم   لمصلحة  الآلهة    المتماهية  مع  بعضها  البعض  في  السماء وعلى  الأرض,أما لماذا   تلك  العداوة  والنفور  بين الاخونجي والبعثي ؟؟؟

لاعلاقة  للعداوة بالاستقطاب  العقائدي , وانما بمزاحمة نبوية   الهية مع  نبوية  أسدية   الهية على احتكار مقدرات   الشعب  من جهة  ,  ومن  جهة   أخرى  على   عدم   جواز   الجحود  ورفض  نعم  الله   المتجلية   بالنعمة   القومية   البعثية   الأسدية    أو  النعمة    الاخونجية .

   لو نظرنا  الى  الوضع  الحالي ,  حيث تقارع   فراخ  الاخوان  مع  الرفاق  بالقنابل  والبنادق    لعشرات  السنوات , ولو حاولنا  تفسير  الحيرة  التي  تنتاب  الانسان  السوري  بشكل  عام  تجاه   الانتقاء   بين الاخوان والرفاق , لوصلنا  الى  نتيجة  مهمة ,الانسان السوري لايريد  حقيقة  طائفية البعث  المركبة من   قومي  ومذهبي  , والانسان السوري لايريد  طائفية الاخوان   المركبة   من  مذهبي  وعروبي , ولو  سألنا  مواطنا   سوريا  بين   أربعة  جدران   وتحت   أربعة  عيون  عن  خياره  بين  الرفاق والاخوان, لقال  همسا  لافرق   بينهم , وما قام  به  الرفاق  والاخوان  خلال  القرن  السابق , ليس  فقط  في  سوريا وانما في العراق  وغير   العراق  من  تدمير   والغاء    لمشروع  الدولة  متشابه ,   كلهم   من  حيث     العنجهية   والفردية    التوحيدية   الديكتاتورية  متشابهون  , الشعب  يتوحد  بالفرد   الطاغية    , لا  يختلفون     كثيرا   عن  مليك    السعودية  أو   أمير   قطر    أو  غيرهم  ,  هؤلاء     يملكون    كيانات  تسمى  دولا  وامارات  , ولسوريا  ” مالك”  وللعراق   “مالك  ” , السعودية  تورث , وسوريا ورثت ,العراق  فشل   في  التوريث , الحاكم  بأمر  الله   هو  الملك  السعودي , ولا يختلف  من حيث  الصلاحيات عن     الملك  الجمهوي   السوري أو     العراقي , ولو  أردنا  التعمق  أكثر  لوجدنا   اضافة  الى  ذلك  الكثير من  أوجه  التشابه   التي   لامجال  لذكرها  ولا  فائدة  من   ذكرها ,هذا هو مضمون مشكلة  هذا  الشعب , التي  يبدو  وكأنه  لاحل  لها ,اما  خازوق   الاخوان  أو  خازوق  الرفاق  ,اختر أيها  الصديق على أي خازوق  تريد   النقيق  , لاتفكر كثيرا أيها الصديق   ولا    تتردد, فلا فرق  بين الخوازيق !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *