له ماقبله وليس له ما بعده , انه الى الأبد الواحد الأحد , وفي هذا السياق يمكن تأويل مقولة الأسد الى الأبد ثم الأسد أو لا أحد ,انه أيضا الواحد الأحد وهناك ماقبله والجواب على السؤال عن مابعده سهل , انه حافظ الثاني , وهكذا دواليك… أسد يأتي وأسد يذهب ..ملوك … على رأس مملكة, لم يبق منها الا ممارسات التوحش وحيونة المخلوق البشري .
ظاهرة خاتم الأنبياء شغلت أدونيس بالتفكير وظاهرة خاتم الرؤساء شغلتنا بالتفكير , سأل أدونيس .. اذا لم يكن هناك وحي بعدالوحي فماذا عند الله ليقوله ؟,أجاب ماعاد لديه أي شيئ ليقوله … انسقف انسد ..انغلق !, والمسلم الذي يرى على أنه لاوحي بعد الوحي , ماعاد له شيئا ليفعله , خاتم الرؤساء بشار فعل باغلاقه التاريخ بالشمع الأحمر فعلة الله , اذ لم يعد لنا مانقوله أكثر مما قاله بشار الأسد , خاصة بعد خطبته أو محاضرته الأخيرة ,لم يعد لنا مانفعله أكثر مما فعل بشار الأسد ,الذي اختزل الملايين بشخصه , لذا انه سوريا , وسوريا هو , انها سوريا الأسد .
هناك فروق بين الربوب , المسلم يقول ان ان الله بعث لكل أمة نبي ودين , والاشكالية تكمن هنا في تعداد الأديان والأرباب وفي تباين هذه الأديان والأرباب , فنفس الرب منع شرب الخمر, ونفس الرب حول الماء الى خمر معتق ومن نوعية فاخرة , نفس الرب سمح بالدعارة ونكاح الأطفال وتعدد الزوجات وما ملكت ايمانكم , ونفس الرب لم يسمحح الا بالزواج من امرأة واحدة لايفصلهما الا الموت ,ونفس الرب المسلم منع الاجتهاد , ورب آخر رحب بالاجتهاد , وبالتالي بالطلاق والزواج من واحدة تلو الأخرى … الرب الغيبي متنوع ومتناقض في أفكاره وأعماله….. ازدواجي ومفصوم ومتناقض يكره ويحب ..يقتل ويرحم , ولكنه يأخذ الكثير ولا يعطي الا القليل , يقال بانه لايستسيغ الاستعباد , الا أنه يستعبد …. لانرى سوى استعباده للبشر , الذين حولهم الى عبيد له.
رب البلاد والبلاء بشار شبيه بالرب القابع وراء الغيم , وفي خصائصه يجمع ربوبة الاسلام والمسيحية واليهودية وغيرهم من الاتجاهات وعددهم بالآلاف , انه الحربجي الذي استل سيفه حسب مزاجه وحسب ضروراته ..انه سيف الله بنسخته العلوية الشيعية ..انه أسد الله الغالب وسيف الله الضارب ,.سيف ذو الفقار , انه أيضا المسالم الذي يعيد سيفه الى غمده , لأن من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ .. يقتل مئات الألوف من العبيد السوري بالشراكة مع المؤمنين من الفصائل الاسلامية , وعلى ذمة شريف شحادة قيل على انه لم يقتل مدنيا واحدا, والفصائل تطرح ذات الادعاء …بشار الأسد قتل مليونين سوري , وهم أي الفصائل ابرياء بالمطلق من فعلة القتل , كل تكرم على قتلاه باعطائهم شهادة الشهادة , فقتلى الطرف الآخر فطايس , انهم عصابات مسلحة ورأس حربة المؤامرة ..قتلهم حلال وملاحقة فلولهم, واجب وذلك لحماية حياة الشعب السوري وحريته وممتلكاته وكرامته وشرفه!!!, كلهم انتصروا , ومعيار انتصارهم كان عدد القتلى وكمية التخريب , الا أن أول قتيلة كانت سوريا ..
أدونيس قال , والعهدة على الراوي , كل شاعر كبير هو مفكر كبير ! اذن أدونيس مفكر كبير , ورأيه كبير وكلامه كبير … الا أن الكبير أيضا يخظئ وخطأه كبير أيضا , ولا ملامة على من يخطئ مرة , فقد أخطأ أدونيس في تغزله بالثورة الخمينية , واعترف بأخطائه , ثم أنه متهم بالخطأ بحق الثورة السورية , وهنا نلومه على هذا الخطأ , لأنه كان عليه أن يتعلم من أخطائه السابقة , وأن لايسمح لأي أن يتهمه بما هو أفظع …طائفي أنت يا أدونيس!!! , فقد باركت ثورة الخميني لكونها شيعية , وهل بقيت بما يخص الثورة السورية علوي -شيعي , تارة لاتتقبل ثورة تخرج من المساجد , وطورا تدعم السيد الرئيس , كما قلت يا أدونيس في رسالتك له ..انه المنتخب أي الدستوري ,وكيف يمكن للكبير أدونيس أن يدرك تفاهة هذه المقولة ؟, وهو مستقطب طائفيا …
هذه هي شيم الصغار يا أدونيس وليست شيم الكبار , وخاصة ليست من شيم من يفكر !. الكثير مطلوب من الكبير الذي يفكر , وقبل تغزلك يا أدونيس شعرا ونثرا بثورة الخميني كان عليك , ككبير, معرفة الكثير عن هذه الثورة ومضاعفاتها التي غيرت ومنذ بدايتها عام ١٩٧٩ المناخ الايديولوجي والثقافي في المنطقة بأجملها , لقد أصبحت مثالا ثوريا زائفا , حل محل التيارات المدنية التي فشلت وسقطت على يد العنجهية العسكرية ناقصة العقل والدين , وقد كان من السهل عليك التعرف على رأس الأفعى التي تسمم الآن وجودنا بسم الطائفية , فشيعية الدولة الاسلامية الجديدة هي التي أيقظت بصورة موازية الأفعى السنية السلفية , وكما قادت ايران الاسلامية حركة التمدد الشيعي , تقود المملكة السعودية وخلافة اردوغان الآن حركة التمدد السني , وبذلك تحول الجو العام الى جو طائفي متطرف , وهذا الجو بالذات ضيق على كل تيار علماني مدني , أما العسكر القومجي فقد وجد في هذا الجو بيئة مناسبة جدا لممارسة اختصاصه بكار الاستبداد وعار التحالف مع التيار السلفي الشيعي أو السني , وهكذا كان في سوريا, حيث تحالف الحاكم العلوي الذي تحول الى نوع شيعي اثني عشري مع الشيعة الايرانية , وتحالف معارضوا هذا الحاكم مع التيار السني المتمثل باردوغان .
كل ذلك كان معروفا وواضحا , ومشتقا من تجربة مصدق والشاه في ايران في أوائل الخمسينات , لقد خلق الشاه الفراغ السياسي , وفي هذا الفراغ انذلق الخميني وولدت الجمهورية الاسلامية , والعسكر القومجي السوري خلق الفراغ السياسي , باستبداده ومنعه لكل مزاولة سياسية , وفي هذا الفراغ توطنت وعشعشت الاسلامية السياسية , وتحول الصراع الى مذهبي , والجميع سيدفعون ثمنه , خاصة الأقليات المذهبية ,بالمجمل ستدفع سوريا الثمن الأكبر ,
في كل مناسبة يكرر أدونيس مطلب فصل الدين عن الدولة , ومعه حق مطلق , الا أنه لايشير ولو بكلمة الى طريقة هذا الفصل , ولا يتعب نفسه بالبحث عن أرضية مناسبة للفصل , على سبيل المثال كانت في سوريا في الخمسينات دولة انفصل بها الدين عن الدولة بقدر كاف , الا أن هذه الدولة تطورت باتجاه غير مناسب , اذ أن الدولة وأجهزتها وقعت في شرك وحضن طائفة وطائفي , والدمج بين العلوية والسياسة تطور ليستحق هذه الأيام تسميته ب “العلوية السياسية ” مقارنة مع السنية السياسية وحتى بالمارونية السياسية , التي حتى في أوج جبروتها في لبنان لم تصل الى ١٪ مما وصل اليه الأسد من تذويب للسلطة في الشوربة العلوية , العلوية السياسية ساهمت في دمج الدين بالدولة , والسنية السياسية ساهمت وبقدر أكبر في تذويب السياسة في المذهب, ولطالما بقيت المذهبيات السياسية , سيترسخ ويتجذر هذا الدمج .
لذلك وبشكل مختصر جدا , ان كنت يا أدونيس صادقا في دعوتك لفصل الدين عن الدولة , فعليك العمل على ازالة القوى التي دمجت وتدمج وستدمج الدين بالدولة , وهذه القوى هي الأسدية وحلفائها من نصر الله الى الخامني , ثم الاخوان والفصائل والاسلام السياسي السني والشيعي , عليك بالانضمام الى الثورة على جميع من تم ذكرهم , اذ لافصل بين الدين والدولة لطالما كانت هناك اسلامية سياسية شيعية وسنية , لابد من ارسال الدين الى بيوت الدين ,