بين جلدالذات ونقد الذات …..

سيريانو سيريانو:

يجب  فهم  الفرق  نقد الذات  وجلدالذات وذلك لفهم مواطن  الخلل  وطرق  علاجها  في  مجتمعاتنا    , فجلد الذات  ليس   تجريدا “جلد”وانما  نعبيرا  عن الفشل ومناخه المسيطر   وعن الطريقة السلبية في التعامل مع الفشل  , انها طريقة الهروب وليست  طريقة المواجهة  , طريقة  معاقبة  الكسلان   الاتكالي  والمقصر  بحق نفسه    وحق  مجتمعه  , هروب من  الموضوعية الى الشخصية  ,هو مبالغة في  تقزيم الذات  وتضخيم  ماتتعرض اليه الذات  من عوامل قاهرة  , فالمؤآمرة   ومفاهيمها مثلا ترتكز  على ترويج الاستسلام  والاقرار  بضعف الذات مقابل   التنويه بقوة  المؤامرة ,ثم الاعتراف  بأنه لامجال لمجابهة  القوة بالضعف ,, اذ  أن  افتراض  مؤامرة خفية  ابليسية   يهب  البعض  شعورا  بأنهم  من ذوات   “ذكاء خاص وخارق”, ثم  ان المؤامرة  مريحة للبعض  حيث  يرفع عنهم  الشعور بالمسؤولية   ..فما حصل  هو مسؤولية الغير , وهذا الأمر  واضح بنظرهم بشكل لايتطلب الاجتهاد  لمعرفة الأسباب الحقيقية.

 اذا تمثل جلد الذات  بالشعور السلبي  الذي يتنامى  في   أوقات  النكبات  , فان نقد الذات  هو  الشعور الايجابي  الذي  يطمح الى  التعرف الموضوعي  على الوضع بشكل عام قوة  وضعفا  بدون مبالغة  تشاؤمية   أو  تفاؤلية , نقد الذات  لايمثل هروبا , وانما  استعدادا للمواجهة ,ومهمة نقد الذات  الخروج من المأزق  , بعكس   جلد الذات   الذي  يوفر  الخلفية النفسية للموت في المأزق , وفي  حالات عديدة يلتبس  نقد الذات مع  جلد الذات , الاشارة الى مواطن الضعف وتوصيفها  وتحليلها  ليس جلدا وانما  نقدا , ومن يشير الى  هزيمة التراث العربي  أمام الحضارة الغربية  , ثم ينصح بالذوبان  في الحضارة الغربية  ليس جلادا وانما ناقدا .

  مفردة  “ذوبان”  ليست  بتلك المفردة المقيتة  والغير واعية  والمنتقصة من الذات  , وانما هي دعوة للواقعية   , حيث  أنه ليس بالامكان  خلق حضارة  خاصة   بآل  يعرب  , ثم رعاية هذه الحضارة    لكي تتمكن  من  منافسة الحضارة الغربية  ,  تأخرنا جدا !!!!,  ولم  تعد هناك  امكانية للنهوض والتسابق  مع الغرب   , ولا بد في هذه الحالة  من  الاعتماد  على  منجزات الغرب  الفكرية  التي  ليست  ملكا خاصا للغرب   , وانما ملك الانسانية جمعاء  , ليس من العار  الاعتماد على الفكر الغربي  , العار  هو    أن نبقى في حالة التأخر  , والعار  هو الاعتماد على الغرب استهلاكيا  ثم رفض الغرب فكريا  , اذ لولا الفكر  لما كانت هناك حضارة غربية  ولا صناعات غربية ولا تقدم  علمي  , ولولا الفكر عموما  لما تقدم الغرب على العرب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *