على من نذرف الدموع !

فاتح  بيطار:

اننا  نرى  امراء  الحرب   وهم طوال  8 سنوات   يتحاربون  بشكل  مستمر , وبشكل متقطع  يتكلمون    ويتحادثون  ويحاورون   وكل منهم  في  قاعة  منفصلة عن  الأخرى ,  باختصار  هناك  جمع  بين ممارسة  الحرب والسياسة  لخدمة  حل  المشكلة  السورية,

الحرب في ظل  السياسية   أوالسياسة في ظل  الحرب  هو  عبارة  عن شوربة  أحبها   الجميع تقريبا,  , اجتمعوا في   الأعوام  السابقة  عدة  مرات   لحل   المشكلة ! وهل  هذا  صحيح ؟او انهم   اجتمعوا  لسبب   آخر ؟ لقد فشلت  كل  الحلول    السياسية , دون   أن يكون   لهذا  الفشل اسباب منطقية  وموضوعية , لذلك  يجب  البحث  عن  أسباب  أخرى للاجتماعات  التي  تحولت الى   استعراضات  شكلية  لم تحل   أزمة ولم  توقف  الحرب ,وليس بامكانها  حل  أزمة  , لأن   المقصود منها لم  يكن حل  الأزمة   ,وانما شيئ  آخر , وبصراحة  أقول  كانت  الاستعراضات  لتغطية  الحلول  العسكرية  ,التي  لم يكن  لها  أصلا  أي علاقة  مع  سوريا  ورقيها  وتقدمها  وديموقراطيتها  وحريتها , وانما  علاقة  وحيدة مع   حيازة السلطة  واحتكارها  من قبل  طرف  من  الأطراف  المتحاربة , الذين   تم   اختزالهم  بسرعة   مدهشة  الى  طرفان  , طرف  السلطة التي تقمصت موقف الشيعية  السياسية  وطرف الجماعات  المسلحة  التي  اعلنتها  سنية    أي  السنية  السياسية.

لو افترضنا بأ ن الحرب  الساخنة  انتهت  هذا  اليوم فماذ  يعني  ذلك ؟  يعني ذلك  بكل  صراحة  العودة الى نقطة  ماتحت  الصفر  بكثير     ..  تحت  نقطة    آذار  ٢٠١١  بقرن على  الأقل , ومجرد  العودة   الى آذار   ٢٠١١  تعني  الكثير أيضا  ,انها  تعني  العودة  الى  الحالة  التي تطلبت ثورة  , والى   الثورة التي خطفوها  واغتصبوها وشوهوها  وبالنهاية  ذبحوها   بتلذذ وسادية   عمرها  لحد  الآن  ثماني  سنوات , الى   سنوات  الموت  بالتدرج  وبالعذات  الذي  لم  يعرف  لحد  الآن  نهاية .

ليس  من  الفضول   أن يسأل  الانسان عن  أسباب تعذيبه  ومن  هي  الجهة  المسؤولة  عن  العذاب  وعن الخسائر   المباشرة   وغير المباشرة  التي  على  الشعب  السوري   تحملها , وعن مسببات هذه  الخسائر , فمن سيعوض  على  سوريا   خسائرها   البشرية  والاجتماعية  والمادية  الآنية  والمستقبلية,  هنا  سوف  لن يكون من الممكن  لأي  من  الأطراف  المتحاربة   أي  امكانية  للتنصل   من المسؤولية ,وبالتالي من استحقاق  العقوبة   التي    عليها  أن  تكون    قاسية .انتصرت  الأسدية  في   الحرب ولكنها  فشلت  في   الحكم ,  انهزمت  الفصائل  بالحرب  والأخلاق , بعد  الانتصار  على  الفصائل   ستكون  هناك نظريا  عدة  امكانيات , اما  استمرار  الأسدية  بالنهج  السابق , او  أنها   ستغير  دون  أن  تتغير كسبحانه  تعالى   الذي  يغيير دون   أن يتغير , وهذا  مستحيل  , والأرجح   أن  تتأسأد   الأسدية   أكثر   دون  خوف  من  عقاب   على  الأقل   على  المدى   القريب  والمتوسط ,وماذا  عن  الاسلاميين  وفصائلهم  ؟

لايقتصر  حذف  الزمن   على  ثماني  سنوات  من  حياة  السوريين ,  الحذف  مستمر   وقد  يطول  الى  قرن  كامل أو    أكثر , ومن  الصعب  تصور  ثورات على  المدى  المتوسط ,  ولاعلاقة  لهذا  الفشل    المنتظر  مع  الأسدية كيفما  كانت  , وانما  مع  الاسلاميين  والفصائل المسلحة   المبعثرة, وبالحرب   الغير  متناظرة   المنتظرة  والتي  ستستمرلأمد  غير  محدود    بشكل   ارهاب   بؤري   هنا  وهناك ,  ارهاب   لايمكن   للطائرات  مكافحته  ولا يمكن   لقوات  نظامية  الانتصار  عليه  …..ارهاب  طويل  الأمد  !

بالرغم  من  كل  ذلك   يجدر  بالسوريين   التفكير   بثورة  مقبلة   بعد  فترة  ليست  بالقصيرة ,

على  السوريين في هذه  الحالة  ان يفكروا مليا  بالثورة  المقبلة    ضد الاسدية  ويفكروا  بالتجربة  الفاشلة والكارثية  مع  الاسلاميين , لا أظن  بأنه  ستكون هناك  تجربة  أخرى معهم ,لامشاركة ولا  حلف,   بعد أن  قضي   عليهم جزئيا ,  , سقوط داعش  هو  سقوط  للاسلاميين  بشكل عام , وشتم  داعش  المخاتل  من قبل  بعضهم  سوف  لن ينقذ هؤلاء من  العقوبة  الاجتماعية  على  الأقل ,  لاعلاقة  لباقي  السوريين  معهم ,ومجابهتهم ستكون  الاسلوب  المتوقع  ,بعد داعش سيكون مصير   البقية  الباقية منهم  كالنصرة مشابها  ,واذا  قضي  على كل  هؤلاء  فماذا  يبقى  من مايسمى  “الثورة” الاسلامية “؟

ستكون  الجولات  المقبلة  مع  الأسدية  حصرا , والتي  ستتغطرص وتكابر   وتطلق  المسيرات  التأييدية  والعيارات  النارية  والزغاريد  وستقرع طبول   الأفراح والليالي  الملاح  الخ   مختلفة تماما  عن الجولات السابقة , سوف  لن يكون  اطلاق  الرصاص  على  المتظاهرين  ممكنا  كالسابق ..فسبحانه سوف  لن يغيير  ان لم يتغير ,  والأسد المتغيير  هو الأسد المنتحر  , بعد احتلال سوريا من قبل  الخارج  تحول  كل  أسد في  هذه  البلاد الى فأر ,

لايستحق  أي  من   الذين  تعاملوا  مع الرصاص  واطلاقه ذرف  دمعة واحدة …لاشهداء  ولا غير ذلك  انما مجرمين من   أصغرهم الى  أكبرهم ,من يستحق  ذرف  الدموع  هي  سوريا فقط لاغيرها  !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *