الاخوان وحتمية التحارب !

ربا  منصور:

ل    لااشك  بنية الاخوان المسلمين اقامة دولة الخلافة , أو على الأقل مايسمى دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية سنية , ولا نريد طرح السؤال كيف يمكن أن تكون الدولة مدنية وبنفس الوقت ذات مرجعية دينية ,وحتى بعض المشايخ لايؤمنون بهذا النفاق ..ويطالب  بعضهم بشيئ من  المصارحة في أمر الدين والدولة , يقولون ان الدولة المدنية قامت على قوائم الظلم البابوي , حيث فسدت الكنيسة وأفسدت …اما في الاسلام فلا حاجة للدولة المدنية باشكل الغربي وانما لمرجعية اسلامية في الدولة  ..المهم هو “المرجعية ” الاسلامية التي تقوم على مبادئ العدل والشورى والولاية  وما  ييتعلق  بها  من  ضرورة   الانصياع  …

سعي  الاخوان لاقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة اثارت مخاوف الأغلبية العظمى من الشعب , فالأقليات الدينية لاتريد ذلك , ومعظم السنة أيضا لاتريد ذلك , والأغلبية العظمى هنا تريد فصل الدين عن الدولة ..الدين لله والوطن للجميع ,وتريد أن تكون الدساتير على مسافة واحدة من المواطن , مهما كان انتمائه الديني ,تريد المواطنة المساوية للجميع في الحقوق والواجبات ..طروحات الاخوان ستقود الى التقسيم , من هنا يجب القول ,ان طروحات الاخوان تتقاطع مع الطروحات الاستعمارية ..لربما عن غير قصد , أو عن جهل ……الا أن المطابقة موجودة , ونتائج سياسة  الاخوان  ستكون  مناسبة  لمن يريد الضرر لشعوب االشرق .

للاخوان منطق خاص  بهم ,انهم  يرون انه لهم حق في التنظيم السياسي والعمل السياسي كفئة دينية ..انطلاقا من ان الاسلام دين ودولة , وتطبيقا لمبدأ المساواة , يجب على الاخوان تقبل وجود اخوان آخرين ..ولماذا لايوجد اخوان مسيحيين أو علويين ..اسماعليين .أرمن .شركس ..موارنة .. أقباط ..الخ , كيف سينظر الاخوان المسلمون السنة الى غيرهم من الاخوان ؟ ؟؟؟؟؟وكيف على الآخرين من الاخوان القبول بالشريعة السنية ؟؟التي لاتتطابق مع شرائعهم , والنتيجة ستكون رفض الشريعة الاسلامية من قبل ماتبقى من”اخوان” , وما هي  عواقب  رفض  الشريعة  السنية  ؟ أو الانحراف  عن  مايسمى  الصراط االمستقيم !

تاريخ  الاخوان  يقول  بصراحة, من يبتعد عن الصراط المستقيم , فمصيره كمصير الحلاج أو السهروردي أو أبي نواس أو بشار بن برد ..الجلد واحراق الكتب والقتل والصلب ..والرفض والتنكيل , كما حدث قديما لابن رشد والرواندي وابن حيان , وحديثا اطه حسين وفرج فودة ونجيب محفوظ وحسين مروة ..الخ, أي أن النتيجة هي ممارسة العنف  القابل  لأن  يتحول  الى حروب   أهلية , التي ستقود اما الى انقراض أو تهجير فئة   او  فئات كما  حدث  في  العراق  ويحدث  في  سوريا  , وبالنتيجة  تقسيم البلاد  ثم  الخلاف  على  على حدود التقسيات  وكل  ذلك  قد  يستمر لقرون كاملة ……اي ان الدولة ذات المرجعية الاسلامية هي الدولة ذات المستقبل  الحربي   االعدمي الاندثاري  .
لايمكن لعاقل أن  يتجاهل   او  يسكت  على  منهجية  العدم  والحرب , التي تنتهجها أي فئة “اخوانية ” ان كانت سنية أو غير سنية , ولا يمكن لذوي العقول  القبول بمرجعية القرآن والسنة ,لأن  هذه  المرجعية  ليس  مرجعية  الجميع , ولأن   هذه المرجعية  لم  تبرهن عن  صلاحيتها  لكل  زمان … انه من السهل نسبيا التخلص من دولة استجلبت التفكير القمعي  الاستبدادي  والطغيان  كما  تفعل  الديكتاتوريات  السياسية  , حيث لايمثل هذا التفكير أمرا متعضيا بها ومبدئيا لها , أما في الدولة الاسلامية فان التفكير القمعي  والمنهجية الدينية متعضية ومبدئية ..فالاسلام دين ودولة  ولكل  زمان ومكان   , على  الانسان  تقبل   أحكام  وقواعد  حتى  ولو  بلغ  عمرها  عمر  عصر  الحجر !
تفاهة  وعدم  صلاحية  المفاهيم  الاخوانية  نسبية  ,  فعلى  الأقل  يؤمن  الاخوان  بها ,  يختلف   امر    دولة  الاخوان  بمرجعية   اسلامية عن  قضية  الايمان  والاعتقاد  لكون    الدولة  المنشودة  ومرجعيتها   امر  اعتباري  وفي  نفس  الوقت  مادي  وموضوعي ,    الاخوان  يبذلون  جهودا  كبيرة  من   أجل  اقامة  الدولة  الحلم ,  الا  أن  اقامة  هذه  الدولة  هو  ضرب من  ضروب  الخيال ,  بفغض  النظر  عن كون  هذه  الدولة  هدفا  لحوالي  5%  من  السوريين  فقط  ,   هذه   الدولة  ممنوعة  بتوافق     دولي   ,  لذلك  فان  اقامتها  أو  قيامها   أمر  مستحيل ,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *