روسيا منزعجة من تدخل تركيا في سوريا , مع العلم أنه لهذا التدخل أسباب موجبة , أولها حدود ال ٩٠٠ كم المشتركة بين تركيا وسوريا , ثم وجود ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا ,وهذا العدد قابل للازدياد بسرعة كبيرة , وقد ازداد في الأسابيع السابقة بعد ضربات روسيا الجوية للشمال السوري , لذلك فانه من واجب تركيا ايجاد حل وحد لتدفق السوريين اليها , خاصة وان السلطة السورية لاتهتم لابمن بقي في سوريا ولابمن هاجر وهرب ولجأ ,
أزاء هذا الوضع التجاهلي من قبل السلطة السورية , كان من واجب تركيا أن تكون أكثر حزما , خاصة وانه من الممكن لتركيا ,نظرا لقوتها العسكرية, أن تكون حازمة , هذا لم يحصل للأسف , وموضوع التدخل التركي أصبح بعد حصول الوجود العسكري الروسي الذي يستحق اسم ” الاحتلال” صعبا , قد يقود ذلك الى مواجهة بين تركيا وروسيا على الأرض السورية وهذا ليس كافيا لتفعيل مؤازرة الناتو , التفعيل يتم عند ما تهاجم روسيا تركيا وليس عندما تتصارع تركيا مع روسيا على الأرض السورية .
لأسباب عدة من بينها لفت انتباه العالم واشغال العالم بأمور غير مراقبة الوضع السوري-الروسي وما يقوم به الروس في سوريا , قدمت روسيا مشروع قرار تم رفضه بأكثرية كبيرة , القصد منه ادانة تركيا لقصفها مواقع المقاتلين الأكراد , ومشروع القرار الذي سقط له النص التالي :
“مجلس الأمن، إذ يشير إلى قراراته 2170 (2014)، 2178 (2014)، 2199 (2015)، 2249 (2015) و 2254 (2015)، وإذ يعيد تأكيد التزامه القوي بالسيادة والاستقلال، والوحدة والسلامة لأراضي الجمهورية العربية السورية، ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في هذا السياق، ويدين بشدة استمرار قصف أراضي الجمهورية العربية السورية عبر الحدود، فضلاً عن تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل متواصل، وتوغل الأفراد العسكريين، والنقل غير المشروع للأسلحة والأعتدة ذات الصلة، بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومع التواطؤ أو المشاركة المباشرة لبعض الدول، بما في ذلك البلدان المجاورة لسوريا.
يعرب مجلس الأمن الدولي عن جزعه الشديد إزاء التقارير المتعلقة بالحشد العسكري والأنشطة التحضيرية الرامية إلى بدء التدخل الأجنبي داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، وإذ يؤكد من جديد أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في سوريا يأتي من خلال عملية سياسية شاملة، بقيادة السورية مثل المنصوص عليها في القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، والبيان المشترك بشأن نتائج المحادثات المتعددة الأطراف بشأن سوريا في فيينا من 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 والبيانات الصادرة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 و 12 فبراير (شباط) 2016.
إن مجلس الأمن الدولي:
1- يطالب بقوة، بالاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية، والوقف الفوري لأي عمليات قصف، وغارات، عبر الحدود، فضلاً عن التخلي عن جميع محاولات، أو خطط التدخل الأجنبي في الأراضي السورية.
2- يطالب مجلس الأمن بالامتناع عن التصريحات والبيانات المحرضة على مزيد من العنف، والتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية.
3- يؤكد من جديد، أن على جميع الدول منع وقمع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والنقل غير المشروع للأسلحة والأعتدة ذات الصلة، إلى أراضي الجمهورية العربية السورية.
4- يطالب القرار جميع الدول بالالتزام وتنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن 2254 (2015) من دون قيد أو شرط من أجل تيسير الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع السوري.
5- يقرر أن تبقى هذه المسألة قيد النظر الفعلي.”
البند الأول هو المهم وعبارة “الوقف الفوري لأي عمليات قصف، وغارات، عبر الحدود،” هي الأهم , يجب منع القصف عبر الحدود والسماح بالقصف من داخل الحدود !!! , مئات الغارات الجوية يوميا من قبل الطيران الروسي مع استهداف للمدنيين لدفعهم للهروب , والتركيز على المشافي للسبيب نفسه , مسموحة ومباركة وخادمة للسلام , وهذا لاينطبق على القصف التركي حسب المنطق الروسي .
لقد اتى الروس الى سوريا عسكريا واحتلوا البلاد وقائيا وذلك لمحاربة الارهابيين الشياشان على الأرض السورية بدلا من محاربتهم في شوارع موسكو , وآلاف الكيلومترات تفصل سوريا عن روسيا , والمنطق الروسي الساذج يحلل ذلك ويحرم على الجارة تركيا الدفاع عن نفسها تجاه ارهاب سلطوي أسدي تسبب في هروب ولجوء الملايين الى تركيا , في حين لم يهرب سوري واحد الى روسيا ..أصلا من غير المسموح للهاربين السوريين بالتواجد في روسيا , وروسيا مسؤولة فقط عن تشريدهم أما اغاثتهم فهي مسؤولية تركية وأردنية وغربية بالدرجة الأولى , .
لا أفهم المنطق الروسي ولا أفهم المنطق الأسدي ..انهم مجانين أو أن كاتب هذه السطور مجنون !