قال أدونيس في مقابلته مع جريد السفير ان اسباب الانفجار في شهر آذار كانت خارجية أكثر منها داخلية , وقد تشوق أدونيس لرؤية تظاهرة واحدة تخرج من دمشق وحلب تطالب بتغيير المجتمع , هذا أولا , أما ثانيا فأدونيس يستهجن التحول الى حركة عنفية مسلحة فتحت نوافذ لتمدد مرتزقة الخارج ..باختصار ان غاية الانفجار كانت تدور حول السلطة بغاية تغيير النظام …الخ , أورد ماقاله أدونيس في اجابته حرفيا :
“إذا استثنينا القاهرة وتونس، لم يحدث تحرّك شعبي حقيقي وعضوي، بمعنى الانفجار لأسباب داخلية. فقد كانت الانفجارات اللاحقة خارجية أكثر منها داخلية. كنت أود أن أشاهد تظاهرة كبيرة تخرج من دمشق أو حلب، أي أن يخرج الناس إلى الشارع في تظاهرة لتغيير مجتمعهم، على غرار ما حدث نسبيا في تونس أو في القاهرة. الملاحظة الأخرى، هي تحوّل هذه التحرّكات إلى حركات عنفية مسلحة، ما أفسح في المجال لدخول عناصر من الخارج، مرتزقة، يمارسون القتال على الأرض. هذا الدخول في التفصيلات مهم إذا ما ربطناه بالتاريخ العربي. باختصار، إنّ غاية الانفجار كانت تدور حول السلطة بهدف تغيير النظام، ولم يكن وراءها أي مشروع شامل على الإطلاق، فلم نشهد طوال تاريخ الثورات مشروعاً للتحرر يأتي من الخارج، لذلك فإنّ هذه التحرّكات قائمة على التبعيّة بشكل أو بآخر. واليوم، تبدو البلدان العربية أكثر تبعية للخارج من أي وقت مضى. فكيف يمكن أن نعيش حالة ثورية، في حين أن هذه الجماعات السياسية المسلحة تابعة لقوى الخارج ومرتهنة لها، وهو ما لم يحدث في تاريخ البلدان العربية، حيث باتت السياسة الأجنبية قادرة على احتلال العرب من داخلهم، وهذا الأمر يجب أن يرتبط بتاريخ معين وثقافة معينة”
لو عدنا الى رسالة أدونيس المفتوح الى الأسد , لوجدنا الرجل وهو يكيل الاتهامات الى النظام …لايصدق العقل ولا الواقع أن يظل النظام القمعي الأمني قائما !!, مذكرا الرئيس بعدم استحالة الديموقراطية ..فالتأسيس لها مع بدايات الاستقلال كان شجاعا وبناء , أدونيس اتهم البعث بالتقاعس في عملية الفصل الكامل بين الدين والدولة , بل بالعكس ارتدى البعث الثوب القديم ثم تحول الى حزب شبه عنصري فيما يتعلق بالاثنيات الغير عربية , والى حزبا دينيا أو ذو بنية دينية , الحزب فشل أو أصبح جزءا من الفشل , هيمن بقوة قبضة حديدية -أمنية, حزب حكم باسم التقدم يجد نفسه متهما ومسؤول تماما كمثل الجاماعات التي تعارضه عن الانهيار الآخذ في التحقق , انهيار سوريا وتشويه صورتها بوحل “الطائفية” و “العشائرية”و “المذهبية” ووحل التدخل الخارجي ووحل التعذيب والقتل والتمثيل بالجثث , لقد كان أشبه بجمعية “دينية” , عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة ودمر أخلاق البشر , مقيما الثقافة على الولاء له وعلى معاداة أعدائه وعلى الشعارات والتبشيرات التي كانت في معظمها ساذجة وسطحية , وما قام به الحزب طوال فترة حكمه يقود طبيعيا الى الحال التي تعيشها سوريا الآن , تبني السياق القديم النقليدي وأكّدت «منطقه» وأساليبه. اندرجت في نص سياسيّ ـ دينيّ لا يمكن إلا أن يبتلع كلّ من يدخل فيه. هكذا سادت ثقافة المساومات، والترضيات، والابتزازات، والاحتكارات، والإقصاءات والتكفيرات، والتخوينات، إضافة إلى ثقافة القبليات والطائفيات والعشائريات والمذهبيات, ثم يذهب أدونيس أبعد ويتهم الننظام بممارسته منهجية من أجل غاية واحدة: البقاء في السلطة، والحفاظ عليها. كانت السلطة بذاتها تهمّه أكثر مما يهمه تحويل المجتمع وبناؤه في اتجاه التغيّر نحو حياة جديدة، ومجتمع جديد، وثقافة جديدة، وإنسان جديد. هكذا تحوّلت سلطاته بالممارسة إلى سلطات رجعية، لا تحتاج إلى ثورة لإسقاطها، وإنما تحمل في ذاتها بذرة سقوطها. وفي ذلك حكمٌ مبرمٌ، موضوعيّاً، على حزب البعث بوصفه سلطة. لقد فشل كلّيّاً في تفكيك البنية القديمة ودفع المجتمع في اتّجاه التقدّم. وفي هذا دليلٌ عمليّ على أنّ المادة الثامنة من الدستور، يجب أن تُلغى أولاً وقبل كل شيء، ذلك أنها الرمز المباشر للطغيان وللاستهتار بالإنسان والعقل والحرية.
هذا كان جزءا من اتهامات أدونيس للنظام السوري البعثي الأسدي , بالمقابل يسأل أدونيس : مَن هذه المعارضة، اليوم؟, ثم يجيب قائلا : ـ هناك «أصوات»: مفكرون، كتّاب، شعراء، فنانون، مثقفون، شبّان وشابّات، لهم وجهات نظر وتطلّعات نبيلة وعادلة، لكن لا تجمعهم وثيقة، ولو على مستوى الرمزية التاريخية، وثيقة تحمل أفكارهم، وتوضح أهدافهم لما بعد النظام القائم. فالصوت، إذا لم يتجسد، يظلّ صوتاً. لكنه لا يدخل بالضرورة، في شبكة الواقع العملي. يظلّ في ما دونها. أو في ما فوقها. – وهناك «أعمال»: تظاهرات، اصطدامات، محرّضون، رافعو رايات وشعارات، قتلى، مقاتلون. وهؤلاء تجمع في ما بينهم، مواقف مثالية أخلاقية أو وطنية مخلصة لمبادئ ومثُل. لكن تبدو لدى بعضهم «لحمة» ضدّية عنفية، تغلب عليها نبرة: «التهييج»، و»الثأرية» والدينية «الطائفية» أو «السلفية». الأرجح، تبعاً للتجربة التاريخية أنّ الغلبة، في مثل هذه التمردات ذات الطابع الثوري تكون للأكثر تنظيماً بين هؤلاء، والأكثر عدّةً وعدداً. ومعنى ذلك أنّ «العمل» هو الذي يقود، وينتصر. وسيكون مستوى العمل في مستوى الفكر الذي وجّهه. هكذا لا تكفي دعوة النظام معارضيه إلى الحوار. -لا بدّ من طرح مفهوم الحكم، وآليات الوصول إلى الحكم وتداول السلطة، والآليات التي تسوّغ للمحكوم أن يقول رأيه في السلطة وأدائها، واعتبار السلطة في متناول كلّ مؤهَّل يختاره الشعب. لا بدّ من الدعوة إلى مشروعات واضحة ـ في السياسة، في التربية، في التعليم، في الاقتصاد، في الثقافة والفنون، في الحياة المدنيّة، وبخاصّة في كلّ ما يتعلّق بالمرأة وحقوقها وحرياتها.
بعد أن عدد وفند أدونيس نقائص النظام أعجب من قوله على أن أسباب الانفجار كانت خارجية أكثر منها داخلية , فماذكره أدونيس يكفي كمسبب الى مئة ثورة , وما ذكره أيضا يكفي لوضع رجالات سلطة النظام في السجن الى الأبد , وعن اهتراء النظام قال أدونيس على أن نظام من هذا النوع لايحتاج الى ثورة لأنه يحمل بذور سقوطه , واذا كانت حالة النظام حقيقة كما وصفها أدونيس, فألف شكر لكل من يطلق عليه رصاصة الرحمة ,واذا أتت الرصاصة من الخارج فالمزيد من الشكر له ,لأنه اراح البلاد والعباد من كابوس مهلك ومتهالك , ولو انهى الخارج وجود النظام قبل خمس سنوات لكانت سوريا وشعبها بألف خير , فاستمرار وجود النظام قاد الى تهجير ثلث الشعب السوري وتجويع نصف الشعب السوري ثم تقتل مثات الألوف وتدمير جيل كامل تربويا ومدرسيا ثم تهديم ما كلفة بنائه ٨٠٠ مليار دولار , ولما كان لداعش والنصرة والدفاع الوطني وحزب الله وشيعة العراق والمرتزقة من أفغانستان وباكستانن ..الخ أي وجود , ولما تطورت الحالة الى حد تقسيم البلاد وانشاء الدويلات ولكان بالامكان تجنب الويلات ولما أصاب التزعزع الجيران ..الخ , اتحسر على خسارة بلاد كان بالامكان انقاذها ..لقد كانت فرصة العمر التي للأسف لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب , والنتيجة خسرنا كل شيئ !. ,
لايوجد عند صاحب الثابت والمتحول الا المتحول ,ولايمكن حقيقة الاعتماد على جدية اي موقف من مواقف أدونيس ,موقفه من الثورة الخمينية لم يعرف الا التحول من مادح الى قادح , وموقفه الهلامي المتناقض من الثورة السورية مقارنة بموقفه من الثورة التونسية او المصرية أو الليبية , فأدونيس لايعرف الاستقامة المبدئية , وتتجاذبه الآن مؤثرات مختلفة من أهمها مؤثر تلويثة الطائفية , انه ملوث طائفيا وكل مايقوله ذو علاقة باللوثة المذهبية,ادراكاته ليست ادراكات رجل دولة وانما ادراكات نزوية قروية عصبوية وفئئوية عشائرية وجهوية , أما حلوله في حلمية تعجيزية …قبل اسقاط الأسد يجب تغيير المجنمع ثقافيا وفكريا وسياسيا طبعا تحت اشراف الاسد , واذا كان من الممكن تحقيق كل ذلك تحت اشراف الأسد , فلا لزوم لرحيله اطلاقا وأهلا وسهلا به مدى العمر , الا أني أفترض هنا على أن التحضير والتغيير الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي لايتم فقط في الرأس وانما يجد ترجمة له في الحياة العملية وعلى الواقع ,ورئيس يتمكن مع الشعب من تحقيق هذه الانجازات ..سوا بتصير أحلى !! , هو بالفعل “أسد” ومبروك عليه الرئاسة الى الأبد !