في سوريا اجرام “أسطوري “!

بقلم :عماد بربر :

انها  الشابة رحاب محمد العلاوي  الطالبة في السنة الثالثة هندسة مدنية في دمشق , داهمت  الشبيحة وقوات المخابرات منزلها في  ضاحية الأسد  يوم ١٦-١-٢٠١٣ , ومن ذلك الحين انقطعت أخبارها  تماما , الى أن  تم  قبل أام نشر صور القتلى تحت التعذيب  في سجون الأسد , والمفاجأة المرة كانت عندما تم التعرف على  القتلة  , انها الطالبة رحاب , والسؤال  ماذا فعلوا معها  ؟  وكيف توفيت  ؟ وأين هو جثمانها   ساذج ,  يمكن تصور  رحاب  في  السجن   ,ويمكن تصور  وحوش الأسد  وهم  يغتصبوها  ويذلوها  ويعذبوها  الى أن فارقت الحياة , مقتل رحاب وغيرها  ليس أقل من وصمة عار  كبيرة جدا على جبينك يابشار الأسد , أتفهم جدا اصرار البعض على  الثأر من بشار الأسد  , وأتفهم جدا  انضمام البعض  الى  أي جهة  تريد القضاء على بشار الأسد  .

ليس من المعقول  أن  يكون كل محارب مع داعش  سلفي وأصولي  وطائفي  ,  المجتمع السوري غير قادر على افراز تلك الأعداد  من الدواعش  المتوحشة  , أفهم توحش  الدواعش  عندما أرى  صورة  الشابة  رحاب  , فتوحش الدواعش ليس الا ردا  منطقيا  وغريزيا  على  توحش الأسود  ,  لاتوحش يفوق على توحش اغتيال رحاب , ولا توحش يفوق على توحش  اغتيال الشاب مسلماني   الذي كان له من العمر ساعة  اعتقاله ١٥ ربيعا , ولا توحش يفوق توحش “بواسل الأسد ” عند تحقيقهم للانجاز الكبير عندما  اعتقلوا  طفلا  “داعشيا”  له من العمر عشرة سنوات  ثم  التقطوا  مع الطفل المصاب بالهلع  صورا توثيقية  …الا يمكنكم تصور مصير الطفل  ؟  ومن المؤكد على أنه سيعدم  كما  اعدام طفل بنفس العمر في العراق على يد  مرتزقة شيعية  هللت وكبرت بمناسبة   افراغ    الرصاص في رأسه  حيث تطاير دماغه:httpv://youtu.be/hF6QcLz-LDU

 

بما يخص الشابة رحاب فيقال على أنها  نشطت  في العمل الاغاثي، فكانت عوناً للنازحين من المناطق المتضررة إلى العاصمة “دمشق”، كما شاركت بكل تحرك ثوري في “دمشق”، وساعدت المعتقلين المفرج عنهم على العودة الى أهاليهم، بحسب ما أفاد به ناشطون, أي أنها كانت بشكل أو بآخر  ثائرة , ولا ننتظر من الأسد  بسبب نشاطها الثوري   تعليق وسام الجمهورية من الدرجة الممتازة على صدرها , كما أننا  لايمكن تقبل  “تصفيتها ”  بهذه الطريقة البربرية  ولاحتى  تصفيتها بطريقة أقل بربرية , فما حدث  مع الشابة رحال  ومع  الشاب مسلماني  والطفل “الداعشي”  هو استمرار  لما يحدث في سوريا منذ نصف قرن  , والسلطة باستمرارها  بممارسة البربريات , انما تؤكد  بشكل غير مباشر  ضرورة الثورة  وضرورة  الانتصار في هذه الثورة  وذلك مهما كلف الأمر  من  خسائر مادية  وبشرية ومعنوية .

 ان اراد بشار الأسد أو  لم يريد , لقد أصبح مجرما   وسيناله بدون أي شك عقاب  أليم , عقاب يستحقه   وسيتم معاقبة  من حوله من  عناصر الاجرام  , وكل ما أتمناه  أن لايأخذ  العقاب شكلا جماعيا  , فسوريا ليست بحاجة الى المزيد  من الانشقاق والانشطار .

اذا كانت مفردة” الثورة ”  تعني  الاقتلاع الجذري  لما هو موجود  وتغيير ماهو موجود  تغييرا جذريا  , يجب أن لايعني ذلك  رفض أي  وسيلة  تتضمن شيئا من التدرج في عملية الاقتلاع  , فمن يبدأ بالاقتلاع سيصل  الى أهدافه  مهما طال الزمن  …لاديمومة للظلم !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *