لاجديد في بلاد البعير والعبيد!!!!

بقلم :سمير صادق:

اغتالوه حرقا ,  ومن قبله اغتالوه  ذبحا , باعوا النساء  ,قدموهم هدايا  للنكاح  , سلبوا .. سرقوا ..نهبوا  ..أقصوا  ..صنفوا …كفروا ..وقائمة ماقاموا به   طويلة  والكل يعرف معظمها    ,بالرغم من ذلك   لا أرى سببا  لطفرة الانزعاج  من  هذه   الأحداث  , ولا أجد سببا  للامتعاض المفاجئ , وكأن  مانراه اليوم  غير  مارأيناه  سابقا  , أليس من الموضوعية  القول على أن داعش  متواجدة منذ ١٤٠٠ سنة , أليس من التواضع القول على أن حاضرنا ليس أسوء من ماضينا  ,  أليس من  الواقعية  القول  على أن   المسبب الرئيسي للانزعاج  هو  مشهدية  الحدث , التي  استوجبت  مشهدية  الانفعال ,ومانمارسه  ومارسناه من  تقزز  وقرف  وشجب واستنكار,  ليس الا   تعبيرا عن  رمزية  مشهدية هوليوودية كارتكاس لمشهدية داعشية هوليوودية أخرى  , أبو بكر  يقتل  الطيار حرقا   , وعبد الله أبو الحسين  يطير عائدا الى بلده  مرتديا  البزة العسكرية  مهددا ومتوعدا …جاء البطل  المنقذ  فورا  وكأن  حضوره أو غيابه   سيغير  من الحال الرديئ  الذي  يعيش به  شعب العبيد  والبعير  ,جاء على عجلة  وخلال ساعات ليعلق  ساجدة الريشاوي والكربولي(محكوم   عليهم  بالاعدام  في   الأردن ) على حبل المشنقة,  يرفض  فعلة داعش وأنا أرفضها أيضا ,  الا  أن حبل مشنقته  لايختلف كثيرا عن سكين  وقفص داعش  , أقول هذا ليس دفاعا عن السيدة الريشاوي ولا عن السيد الكربولي   وليس  تشبيها للريشاوي والكربولي   بالطيار المقتول حرقا والصحفيين  القتلى ذبحا  ,وانما  للتأكيد على أن المقصود هنا  هو احترام  “حياة” الانسان فقط , المتحضر  لايعاقب بالقتل , وقد تستحق الريشاوي وقد يستحق الكربولي  الموت , الا  أنه من المفجع أن يكون موتهم  على يد  من عليه أن يحترم  الحياة  .

 كلهم يريدون مكافحة الارهاب  , وأولهم  الرفيق بشار , والرفيق بشار  هو استمرار  للخالد  أبو سليمان(اللي خلف مامات ) , ولنا  في هذه الأيام  ذكرى  مؤلمة مع  العائلة  الخالدة  , اذ قبل ٣٣ عاما  قتل الثنائي  رفعت  وحافظ   أكثر من ٣٠٠٠٠  حموي  قنصا وحرقا ثم ذبحا  وسحلا , وحتى  أبو بكر  لم  يتفوق على  الأسود بعدد قتلاه  وبسرعة تقتيلهم ,فأبو بكر لم ينتج لحد الآن الرقم القياسي من ٥٠٠٠ جثة في يوم واحد كما  أنتج الأسود  ذلك العدد من الجثث  في يوم “حموي” واحد    , والأمر لم يتوقف  عند مجازر حماه ,  فالمسلخ الأسدي  لم يتوقف لحظة  عن العمل بالحرق  والسحل  وتقطيع  الألسنة ( الشاعر محمد الخير) ثم  التعذيب حتى الموت  ,فسجل  ٢٠١٤  يقول على أن الأسد قتل  تحت التعذيب    عدة آلاف من السوريين  , ناهيكم عن القتل الغير دموي للألوف من   سكان الغوطة  بالغاز  والسارين  ,  لقد قطع الرؤوس بالمنشار الكهربائي  وحطم رؤوس بالرجم   وقطع الحبال الصوتية (المطرب القاشوش) عن طريق الذبح من الوريد الى الوريد…مجازر  تلوها مجازر ومجازر أخرى   من تدمر الى صيدنايا الى  الحولة الى الغوطة .. والحبل على الجرار      , وحتى الأطفال قتلو ذبحا  ,  وسجله حافل بما هو أفظع  وأكثر حيث لايتسع المجال  لذكر كل  جريمة  , ثم  يعلن  المجرم  على أنه  يجاهد ضد الارهاب  ,والمجرم لايرى  في كل ذلك أي مفارقة .

ليس من الضروري التطرق  ألى  أفعال  الغير  بما يخص   الترهيب  ومكافحة الارهاب ,  فللأسد  أصدقاء وأشباه  ,فالملالي يرجمون الزانية حتى الموت  ,القذافي  كافح الارهاب  وصدام أيضا  ثم الملوك والأمراء والاخوان   السنة والشيعة  …كلهم ضد الارهاب  وبالرغم من ذلك  لانعرف الآن الا الارهاب والترهيب والتباكي  على   معاذ  وغيره , فهل نظلمهم عندما نقول على أنهم     جميعا  مجرمين  ومهرجين .

كتاب “ادارة التوحش “لمؤلفه  أبو بكر ناجي ,  والذي استقى العديد من أفكاره وحتى مفرداته من  مقدمة  ابن خلدون, يقول على أن البلدان التي أصيبت   بالفساد الاداري والخلل الاجتماعي  وفشل  الحل المدني واصرار  زعمائها  على الحل الطائفي العصبي هي  دول ذات أرضية متوحشة (ابن خلدون )  مثلا سوريا والعراق , هي الدول التي تحتاج الى  ادارة  جديدة للتوحش ,كل   ذلك   يبرهن  عن  استيطان   التطرف  والعمى الديني  في هذه الدول , القول على  أن  التوحش  يحتاج الى  حاضنة  صحيح ,  وهل يمكن لهذه الحاضنة  أن لاتكون متوحشة  ؟

توحش الحاضنة هو  نتيجة  حتمية , التي  افرغت الرؤوس من العقول , والتي  دربت الناس على ممارسات الفساد  والعنف  , والتي قتلت  خاصة المواطنة عند البشر ,  السلطة التي  سلطتها مطلقة  هي  التي  منعت  الفكر من العمل  , وهي التي حولت  بنية حزب   يراهق مدنيا   الى حزب  يمارس طائفيا , هي  التي حولت الشخص الى اله , وهل  من العجب هنا  أن ينبري  الاله أبو بكر  الى الاله بشار ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *