داحس والنسوان ..بين عائشة وزينب , وخواطر أخرى

بقلم: بهلول السوري

بتلذذ مرضي  يقتتل الأعرب  , يقتلون  وينقتلون , ويتوغلون في الجاهلية والجهل, وكلما  ازادت بدائيتهم ازداد فخرهم , وقد ضربوا  المثال في غبائهم  ,  داحس والغبراء  مثل على ذلك  , ثم حروبهم الحالية    ورموز هذه الحروب , البعض الشيعي ممتعض من  عائشة  والبعض السني ممتعض من زينب , والشيعي يأتي من  العديد من انحاء المعمورة   مسلحا بالبندقية  والمدفع  ليدافع عن زينب ,  وفي الدفاع عن عائشة  لايوفر السني أي جهد أو وسيلة ,النسوان أيها السادة  في مأزق ,  عائشة معرضة  كزينب للامتهان  , لذا  الى الحرب !

نسمع في هذه الأيام قصصا  شديدة  الآلام  عن  جماعة زينب وعن جماعة عائشة ,  صدفة  اتتنا وسائل الاعلام   بقصة من  السودان  حيث يحكم  هناك منذ عقود  مجرم   يسمى البشير  ..جنرال وقائد ثورات  , وهو من جماعة عائشة  , وهذا المجرم الذي  يلاحقه الانتربول  قرر   تنفيذ حكم الاعدام  بمواطنة سودانية مسيحية  اسمها  مريم يحيى  ابراهيم اسحق  , ذلك  لأنها حسب قانونه ارتدت عن الاسلام  ,  وزواجها من  مسيحي سوداني -أمريكي  يعتبر ممارسة للزنا , لذا يجب جلدها  ١٠٠ جلدة  لزواجها من  السوداني الامريكي  دانييل واني  , ثم الاعدام  بسبب الردة  ,  وعلى  المحكومة والحامل في الشهر الثامن  المكوث في الزنزانة السودانية مكبلة بالأغلال  ومعها في السجن ابنها  مارتن البالغ  من العمر ٢٠ شهرا , ولم يسمح قضاء البشير  للأب أن  يقدم أي مساعدة  للطفل , ذلك لكون الطفل مسلم  قسرا  , والأب مسيحي ,  وهل يجوز  السماح لمسيحي  أن يعتني  بطفل مسلم ؟ معاذ الله  !!! لايحوز  لخير أمة  أخرجت للناس  أن تتلوث بمسيحي  وتقبل رعايته  ..كفر ..كفر ..كفر !!

القصة الثانية  أتت من الجمهورية الاسلامية    وعن جماعة زينب ,والقصة بسيطة  وموضوعها أبسط  , والموضوع  هو   قبلة في حالة عناق  , والسيدة  التي   عانقت الرجل كانت الممثلة الايرانية   ليللا حاتمي  التي شاركت في مهرجان سينمائي في كان الفرنسية , حيث عانقت المذكورة ذكرا  فرنسيا  اسمه  جيل جاكوب  , وهو  رئيس المهرجان   ويقال على أنها طبعت قبلة على  خده !  أيجوز  هذا الانفلات ؟,  قبلة على وجنة  الزنديق المسيحي   امر فظيع   وفيه   تجريح  لتقاليد البلد الايراني , وليست هذه هي المرة الأولى التي  لاتحترم هذه  الممثلة تقاليد البلاد ,  لذلك فان المرشد العام   آية الله علي خامني  منبعص منها  , ولم يكن خامني المبعوص الوحيد ,   فنائب  وزير الثقافة الايراني   كان أشد انبعاصا من خامني  , اذ قال السيد حسين نوشابادي  على أن مجرد ظهور الممثلة في المهرجان هو  انتهاك  للمعتقدات الدينية , أما نادي الصحفيين الشباب   التابع لإدارة الدولة فقد كان أشد حرصا على الدين   واعتبر  مجرد  مد يدها لمصافحة جاكوب، كان سلوكا غير لائق وغير مقبول….كفر ..كفر..  كفر..والعياذ بالله

ماهي عقوبة انتهاك المعتقدات الدينية في ايران ؟

الموت شنقا أورجما  هي العقوبة  المألوفة في دولة الخميني ,  الا أن  الجبان علي خامني  لايتجرأ على اعدام الممثلة  لكونها معروفةجدا  وحائزة على العديد من  الجوائز  العالمية ,الاعدام هو للمناكيد من غير المشاهير  . الاعدام هو  لمراهق  وجد معه غراما من الحشيش حتى ولو لم  يدخن أي جوينت من الحشيشة  , أولمراهق شتم الخميي  أو شتم الخامني ..الخ  ,

طبعا لسوريا كدولة  علاقة  بهذه المواضيع  , فالبشير  حليف للسلطة  ,  وموضوع  الخميني والخامني   تجاوز شكليات التحالف , والعلاقة  بين سوريا ودولة الملالي أقوى من أي حلف , وحرص ايران على سوريا  هو كحرصها على محافظاتها الأربع والثلاثين, اذ ان سوريا أصبحت بعونه تعالى المحافظة  الايرانية الخامسة الثلاثين   , وحدود ايران لم تعد  خلف العراق , وانما   تطل ايران بحدودها الآن على البحر المتوسط غربا  وتبتعد عن جزيرة قبرص  ٨٠ كم فقط , أما جنوبا  فتبتعد جدود ايران أيضا حوالي ٨٠ عن الليطاني  في  ما كان  يسمى لبنان ,   الملالي  في ما كان يسمى سوريا  يحكمون  ويعقدون  الاتفاقيات مع المسلحين  , وأصبح عندنا بحمده تعالى  اضافة الى الأسد مندوبا ساميا ايرانيا  يحل ويربط  كما  يريد  المهدي والملالي ,

سوريا  دولة  رائدة   ديموقراطيا , انها الدولة الوحيدة في العالم  التي تدير امورها حكومة مؤلفة من المعارض والمؤيد ,  فعلي حيدر هو وزير معارض   , وقد كان هناك وزير آخر معارض  نسيت  اسمه  , وأرجو فهم ذلك بدقة  ..انهم وزراء  ويعارضون  وهم في الوزارة ,  أمر لاتعرفه الديموقرطيات الغربية , الا أنها تسعى  لتطبيقه  , فالمستشارة ميركل  شكلت  لجنة وزارية  هدفها  تطوير الديموقراطية  الألمانية  بالاتجاه السوري  .. لقد قالها وزير الخارجية السوري  الأستاذ المعلم  ,  ستكون في سوريا ديموقراطية غير مسبوقة  في المعقل الأخير للعلمانية في الشرق الأوسط .

وعلى ذكر العلمانية  فسوريا رائدة أيضا في هذا المجال  , السلطة  الأسدية علمانية بدون شوائب  , وهذه السلطة  تشترك  في حكم البلاد  مع سلطة  مذهبية ايرانية ,  حيث يمكن القول الآن  على أن  الحكم في سوريا   هو  اسلام سياسي علماني  ملالي أسدي  ,   قل لي أيها القارئ  هل توجد  سلطة في العالم  بهذا الشكل  ؟  .. وحدة  وحرية واشتراكية  ثم أسدية وملالية , اسلام سياسي  يعمل يد بيد مع  علمانية مدنية , وهل تشك أيها القارئ العزيز  بأننا   خير أمة أخرجت للناس ؟

لايقتصر موضوع  رائدية   الحكم الأسدي  على موضوع المعارضة في الوزارة   وموضوع التحول  الى المحافظة الايرانية  رقم ٣٥  , ثم موضوع التزاوج بين  العلمانية المدنية والاسلام السياسي  الشيعي  , هناك أمور عديدة    أخرى لاتقل أهمية عما تم ذكره  , لو أخذنا  وضع النظام في سوريا  , فالنظام  أصلا  هو نظام  جمهوري  , الا انه هناك  التوريث  , من حافظ الى بشار  والمستقبل سيرينا حافظ الثاني والحبل على الجرار  ,  ومن  هنا يجب القول  على أنه لسوريا أيضا صفات المملكة , انها مزيج من  الجمهورية والمملكة ,  أي  بلغة  الرئيس التونسي   المنصف المرزوقي  تمثز ل سوريا  “جملوكية “(من جمهورية وملكية) , قل لي أيها القارئ العزيز   ان كان العالم يعرف  حالة مشابهة  , وأنت أيها القارئ  الحمار  لاتدرك تماما  وضعك  الفريد من نوعه في العالم , انك مواطن “جملوكي” , والعبرة من التحول الى جملوكية  واضحة  , اذ هناك مملكات تريد التحول الى جمهوريات  وبالعكس , وفي سوريا الرائدة  لالزوم للتحول , سوريا مملكةوسوريا جمهورية بآن واحد .

استطيع التحدث عن الريادة السورية  سنين  , والصفحات لاتتسع  لما يمكن كتابته حول هذا  الموضوع , الا أني أفضل الآن في هذه الساعة المتأخرة من الليل   النوم , كفانا هموم ! راجيا لكم ليلة سعيدة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *