لايعرف العالم جهازا سياسيا ببدائية الجهازالسياسي الأسدي مهنيا,وهذه البدائية المهنية نلاحظها عند كامل هذا الجهاز , من الوزير المعلم , الذي قال عن نفسه على أنه موظف تنفيذي , حيث لايوجد وزير خارجية في العالم يقبل أن يكون موظف “تنفيذي” , وهذا الموظف التنفيذي يطلق احيانا تصريحات غريبة عجيبة ..منها مثلا ماقاله بخصوص حذف اوروبا من الخريطة ,ثم تنظيراته بخصوص ديموقراطية الأسد الغير مسبوقة , والتي ستكون قدوة للعالم والكثير من التفاهات الأخرى , ونظرا لغرابة نظرية “الحذف” نصح البعض بعدم تحميل العبارة أكثر مما تتحمل , والبعض قال على أنها هفوة , آخرون قالوا على أن المعلم مختل عقليا ..الى ماهناك من تفسيرات وتبريرات .. كل ذلك , من اشكالية “الحذف “وديماغوجية “الديموقراطية “, يصب في قناة القصور المهني الفاضح للجهار الاداري السياسي السوري .
الآن تعود وزارة الخارجية بشخص نائب وزير الخارجية الدكتور المقداد الى نظرية “الحذف” ,والمعرض لمخاطر ” الحذف “الآن ليس أوروبا , وانما سوريا , وبذلك صرح نائب الوزير صراحة حيث قال على أن سوريا ستختفي عن الخريطة اذا رحل الأسد (تصريح لجريدة الغارديان), الا أنه لم يقل للجريدة , كيف ستختفي سوريا عن الخريطة اذا اختفى الأسد , حيث يمكن تصور اختفاء ورحيل الأسد .. كما اختفى ورحل غيره , يحزم امتعته وأمواله ويرحل كما رحل العديد من الطغاة من قبله , وذلك دون أن تنحذف بلدانهم من الخريطة , وخاصة عندما يكون هؤلاء الأشخاص من مقاس الرؤساء العرب مثل القذافي وبشار الأسد ومبارك وغيرهم , رحيل هؤلاء ضروري لمنع الحاق الأضرار بالبلاد , ولا أريد هنا أن ابالغ يالقول على أن بقاء هؤلاء يعرض البلاد الى مخاطر تشبه الحذف عن الخريطة .. العزل والهامشية والمروق على القرارات الدولية والطرد من هذه المحافل , والادانة والملاحقة من قبل الانتربول ومن محكمة الجنايات الدولية ,طرد السفراء واغلاق السفارات والاعتراف بحركات المعارضة على أنها الممثل الحقيقي للشعوب , والطرد من المؤتمرات الدولية كما حدث للمقداد شخصيا في مؤتمر حقوق الانسان في جينيف عام 2012 …كل ذلك يمثل نوعا من الحذف “المؤقت” والذي يتم رفعه برحيل الطاغية , أما أن يقول المقداد على أن رحيل الأسد يعني حذف سوريا من الخارطة والى الأبد , فهذا نوع من الهذيان السياسي , الذي لايعرف العالم شبيها له , اضافة الى كونه نوع وقح من الاحتقار للشعب السوري , وكأن الشعب السوري مصاب بالعقم السياسي , ولايوجد في سوريا غير الأسد ..ذلك العملاق ..الفذ ,..الذكي الذي يقتدر على تحمل أعباء مهمة رئيس الجمهورية , الا يحتقر المقداد نفسه بهذا الادعاء ؟ .
من يقرأ ماقاله المقداد لجريدة الغارديان , يتذكر فورا الأيام الأخيرة لصدام ولمعمر القذافي , حيث تحدث المقداد عن القوى الاستعمارية والمؤامرة والحروب الكونية ..الخ ..لغة تشبه لغة رجال صدام ولغة رجال القذافي ….لغة محمد سعيد الصحاف ولغة سيف الاسلام , لغة صدام ولغة معمر ..لغة بعثية بامتياز , لغة الشتائم ولغة الخشب التي تتمركز حول فرضيات زهقنا من سماعها ..مؤامرة …مؤامرة ..والغرب يساعد المعارضة ! , وماذا ينتظر المقداد من الغرب ؟ هل ينتظر المقداد من الغرب أن يدعم أقذر ديكتاتورية في العالم , ثم يقول ان الغرب هو حليف القاعدة , الا أنه يرسل القاعدة الى سوريا , حيث يكون القتل مصيرها , وكيف يرسل الحليف حلافائه لتقتيلهم ؟ وهل من عاقل يستطيع استيعاب مقولات المقداد , التي توجها بهذيان لاشبيه له ..لو رحل الأسد , فلن تبقى سوريا على الخارطة !!حبذا لو رحل الأسد ليرى المقداد على أن سوريا ستبقى على الخارطة .