هلوسات المقداد وحذف سوريا من الخارطة !

لايعرف العالم جهازا سياسيا ببدائية  الجهازالسياسي  الأسدي مهنيا,وهذه البدائية المهنية نلاحظها عند كامل هذا الجهاز  , من الوزير المعلم  , الذي قال عن نفسه على أنه موظف تنفيذي , حيث لايوجد وزير خارجية في العالم يقبل أن يكون موظف “تنفيذي” , وهذا الموظف التنفيذي  يطلق احيانا تصريحات غريبة عجيبة ..منها مثلا ماقاله بخصوص حذف  اوروبا من الخريطة ,ثم تنظيراته  بخصوص ديموقراطية الأسد  الغير مسبوقة , والتي ستكون قدوة للعالم  والكثير من التفاهات  الأخرى ,   ونظرا لغرابة  نظرية “الحذف”  نصح البعض بعدم تحميل العبارة   أكثر مما تتحمل  , والبعض قال  على أنها هفوة  ,  آخرون قالوا على أن المعلم مختل عقليا ..الى ماهناك من تفسيرات وتبريرات  .. كل ذلك , من اشكالية “الحذف “وديماغوجية “الديموقراطية “, يصب في قناة القصور المهني  الفاضح  للجهار الاداري السياسي السوري  .

الآن  تعود وزارة الخارجية بشخص نائب وزير الخارجية الدكتور المقداد  الى نظرية “الحذف”  ,والمعرض لمخاطر ” الحذف “الآن ليس أوروبا , وانما سوريا  , وبذلك صرح نائب الوزير  صراحة  حيث قال  على أن سوريا ستختفي عن الخريطة اذا رحل الأسد (تصريح لجريدة الغارديان), الا أنه لم يقل للجريدة , كيف ستختفي سوريا عن الخريطة  اذا اختفى الأسد  , حيث يمكن تصور  اختفاء ورحيل الأسد  .. كما اختفى ورحل غيره , يحزم امتعته  وأمواله   ويرحل كما رحل  العديد من  الطغاة من قبله  , وذلك دون  أن  تنحذف  بلدانهم من الخريطة , وخاصة عندما يكون  هؤلاء الأشخاص   من  مقاس  الرؤساء العرب مثل القذافي  وبشار الأسد ومبارك وغيرهم , رحيل هؤلاء   ضروري لمنع  الحاق الأضرار بالبلاد  , ولا  أريد هنا أن ابالغ يالقول  على أن بقاء هؤلاء  يعرض البلاد   الى مخاطر تشبه الحذف عن الخريطة .. العزل  والهامشية والمروق على القرارات الدولية والطرد من هذه المحافل , والادانة   والملاحقة من قبل الانتربول ومن محكمة الجنايات الدولية ,طرد السفراء واغلاق السفارات  والاعتراف  بحركات المعارضة على أنها الممثل الحقيقي  للشعوب , والطرد من المؤتمرات الدولية  كما حدث للمقداد شخصيا في مؤتمر حقوق الانسان في جينيف عام 2012 …كل ذلك  يمثل نوعا من الحذف “المؤقت”  والذي يتم رفعه برحيل  الطاغية , أما أن يقول المقداد  على أن رحيل الأسد يعني حذف سوريا من الخارطة والى الأبد  , فهذا نوع  من الهذيان السياسي   ,  الذي لايعرف العالم شبيها له , اضافة الى كونه نوع وقح من الاحتقار  للشعب السوري , وكأن الشعب السوري مصاب بالعقم السياسي ,  ولايوجد في سوريا  غير الأسد ..ذلك العملاق ..الفذ ,..الذكي الذي يقتدر على تحمل أعباء مهمة رئيس الجمهورية  , الا يحتقر المقداد نفسه بهذا الادعاء ؟ .

من  يقرأ ماقاله المقداد لجريدة الغارديان , يتذكر فورا  الأيام الأخيرة لصدام ولمعمر القذافي , حيث تحدث المقداد عن القوى  الاستعمارية  والمؤامرة  والحروب الكونية ..الخ ..لغة تشبه لغة رجال صدام ولغة رجال القذافي ….لغة محمد سعيد الصحاف ولغة سيف الاسلام , لغة صدام ولغة معمر ..لغة بعثية بامتياز , لغة الشتائم  ولغة الخشب  التي تتمركز حول فرضيات  زهقنا من سماعها ..مؤامرة  …مؤامرة ..والغرب يساعد المعارضة ! , وماذا ينتظر المقداد من الغرب ؟ هل ينتظر المقداد من الغرب  أن يدعم أقذر ديكتاتورية في العالم , ثم يقول ان الغرب هو حليف القاعدة , الا أنه يرسل القاعدة الى سوريا , حيث يكون القتل مصيرها , وكيف يرسل الحليف حلافائه لتقتيلهم ؟ وهل من عاقل يستطيع استيعاب مقولات المقداد , التي توجها  بهذيان  لاشبيه له ..لو رحل الأسد , فلن  تبقى   سوريا  على   الخارطة !!حبذا لو رحل الأسد ليرى المقداد على أن سوريا ستبقى على الخارطة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *