على الأقل ألقي القبض على المنشق رياض الأسعد ثلاثة مرات لحد الآن , وفي شهر شباط من هذا العام أكد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود شخصيا على أن الأسعد في قبضة الأمن , وهذا ما أكده أيضا ناطق عسكري رسمي , وقبل القاء القبض الأخير , القي القبض عليه بعملية نوعية اطلق عليها عملية “الكوبرا” , واودع السجن , وكانت هذه هي المرة الثانية التي يقع بها رياض الأسعد في قبضة الأمن السوري , وقد سبق ذلك عدة مناسبات القي القبض بها على رياض الأسعد , ولا أتذكر تماما تداعيات هذه المناسبات .
سألت نفسي , لماذا يطلق سراح المنشق رياض الأسعد بعد القاء القبض عليه ؟, على الأقل ثلاثة مرات , والمرة الأخيرة بشهادة وتوثيق أمين سر مجلس الشعب خالد العبود ؟؟
فعلا الأمر مدهش , ومهما كانت السلطة متسامحة ومتساهلة ومسالمة ,لايمكن تصور اطلاق سراح الأسعد عدة مرات ..اللهم بفعل العفو العام الذي اعلنه الرئيس الأسد , ولا أظن على أن أي سلطة في العالم تطلق سراح منشق عن الجيش بتلك السهولة وحتى في سويسرا أو السويد أو غيرهم من الدول “المايعة” أو “المخنسة ” ,من الصعب اطلاق سبيل منشق عن الجيش دون محاكمة وحكم وتنفيذ الحكم .
من الواجب هنا التأكيد , على أن الأمن السوري لايعرف تلك “الميوعة ” التي هي من خواص انظمة مثل السويد أو النمسا أو سويسرا وغيرهم من الدول “المايعة ” وهذه الدول “المايعة” ترفض تعلم فنون السجن والاعتقال وتنفيذ احكام الموت من الأمن السوري وحضارته الرائدة عالميا , ففي سوريا رجال اشاوس , وحماة ديار أشراف ودولة الحق والقانون ثم دولة العدالة الاجتماعية , ومن ديموقراطيتها (الغير مسبوقة) ستتعلم الأمم الأخرى الديموقراطية , على حد قول وزير الخارجية المتواضع جدا .
خبيث وش في أذني خبرا كان له وقع صاعق , الخبيث قال على أن موضوع الاعتقال هو نوع القيل والقال , بتعبير آخر الاعتقال شبه “مجازي” , ولم أفهم القصد من الاعتقال “المجازي” , لذا تكرم على الخبيث وصرخ في وجهي قائلا , هل أنت مسطول أو مهبول , أو هارب من العصفورية ؟؟ يارجل أفهم ماقلت لك … يوجد معتقل حقيقي , ومعتقل افتراضي , والأسعد هو افتراضي , أي أن مروج القيل والقال “يفترض” على أنه من الجيد لو انه تم اعتقال ذلك الوغد !!وحتى لايظن الخبيث على انني فعلا مهبول ومسطول , قلت له كلامك مظبوط 100% , يا أخي فهمت …ارتاح وريح !!
قبل أيام تناقلت الفضائيات والجرائد نبأ هروب طيار سوري بطائرته الميغ 21 الى الأردن , هنا سألت الخبيث عن نوعية هذا الخبر , فقال وقد تغيرت ملامحه بعض الشيئ , نعم لقد هرب وأصبح لاجئا سياسيا فبي الأردن , مجازيا كان هبوطه في الأردن “اضطراري” ,لم يكن هناك للأسف متسع من الوقت لتداول هذه القضية “مجازيا” (هبوط اضطراري) , لذا تحولت القصة الى لجوء سياسي , وبعض دقائق من اللجوء السياسي , اعلن الأمن السوري “الحقيقة ” التي تقول على أن الوغد هو عميل استخبارات انكليزي , والعجب كيف عرف الاعلام السوري الفلهوي فورا على أن الوغد عميل استخبارات ؟ وسرعة الاعلان عن عمالة العقيد الخائن تدل , على أن عمالته كانت معروفة من قبل الأمن والاعلام قبل صعوده الى كرسي قيادة الطائرة , هل هذا معقول ؟ , نعم كل شيئ ممكن في بلد العجائب والمصائب .
بالتزامن مع أخبار هروب الطيار الخائن , بثت مواقع السلطة خبرا عن هروب رياض الأسعد من تركيا الى بلغاريا وفي حقيبته 2 مليون دولار , ومواقع السلطة نقلت مباشرة تعليق رئيس المجلس الوطني (الاسطنبولي) حول الواقعة , وقد انتظرت أيام للتأكد من هذا الخبر الذي “نفخ” اعلاميا حتى طق , وبعد أن طق ,سألت الخبيث عن الواقعة , قال الخبيث , افهم ايها البهلول .. هروب الأسعد “مجازي” , وهروب الطيار حقيقي , هل فهمت الفرق ؟؟؟قلت نعم ! فهمت , مجازي يعني مجازي , وحقيقي يعني حقيقي , قال الخبيث , البهلول يعني بهلول , ثم اردف متمتما ..وفسر الماء ..بعد ..لم أفهم ماقيل , اني بهلول كما تعرفون !