ثمة مصلحة عربية مشتركة تتمثل في وقف المد الاخواني الذي أجج نزاعات سياسية باطنها ديني وأوقع بعض الاقطار العربية في دوامة ازمات داخلية قد لا تتمكن من تجاوزها خلال السنوات القادمة ولهذا فان نجاح نظام الرئيس السوري بشار الاسد في وقف المد الاخواني سوف يتبعه نجاحات اخرى لانظمة عربية مجاورة له, واذا لم يتمكن من ذلك فان الامر سينعكس سلبا على جواره.نظام الاسد قدم خلال عام واكثر دروسا سياسية ما زالت حاضرة في كيفية التعاطي الداخلي لأسوأ مؤامرة تعرض لها, وقد كان »لاخوان سورية« دورهم الاساسي في تشكيل مجلس اسطنبول والدفع باتجاه حمام الدم الذي عاشته سورية خلال الشهور الماضية, ويمكننا القول ان نجاحه في احتواء الازمة وعزل اطراف المؤامرة, وتفكيك جبهة الداخل من عناصر متطرفة وعصابات ومرتزقة وحماية مقدرات الدولة انعكس ايجابا على الساحة المحلية عندنا, فالاخوان تراجعوا خطوات الى الوراء بعد ان كانوا يعدون لتكرار نفس السيناريو اذا نجح اقرانهم السوريون.»اخوان سورية« فقدوا ثقة الشارع بهم, فالبعض منهم قبل الارتماء في احضان الأجهزة الاستخبارية الغربية والاخر استهواه الدولار من وكلاء الاستعمار العربي والقلة القليلة ظلت طريقها بقبول الاستقواء بالاجنبي لتدمير البلاد, وهم اليوم يتندرون على صفحات بعض الصحف التركية وبعض الفضائيات المأجورة في طريقة تبرير افعالهم المشينة تجاه وطنهم وشعبهم, فالمسؤولية بالدرجة الاولى تقع عليهم في قبول قتل المدنيين والانسياق وراء المتطرفين ورفض الجلوس والحوار وهو ما أدى الى فشلهم سياسيا وهم اليوم يحصدون ثمار اعمالهم التي انقلبت وبالا على مؤسساتهم وسمعتهم العربية.»اخوان الاردن« كانوا ينتظرون ما ستؤول اليه الاوضاع في سورية لكي يُصعدوا بطريقتهم, وكانوا الى وقت قريب يتحدثون عن شهوتهم الجامحة في اسقاط الدولة وان المعطيات المحلية والعربية والدولية تصب في صالحهم, وبعضهم تحدث جهارا نهارا وقالها ذات مرة.. اذا نجح اخوان سورية في اسقاط نظامهم وحولنا اخوان فلسطين في السلطة وقادرون على اسقاط سلطة عباس وطردها من رام الله كما فعلوا في غزة, وحولنا »اخوان مصر« قادمون.. فان الفرصة مهيأة لنا, وبعبارة اخرى فان الاردن كله يكون محاصرا »بأنظمة اخوانية« متشابهة تتلاقي كلها في هدف واحد هو اسقاط الدولة القائمة واستبدالها بدولة اخوانية عمادها التحالف الديني والسياسي للتمدد في المنطقة العربية كلها, فما فعله النظام السوري أنقذ نفسه وجواره العربي من السقوط المحتوم.لا نخفي القول ان صمود النظام السوري جاء بالتفاف شعبي حوله وبتماسك النظام والدولة وتعاطف قومي عربي واسع معه, فالشعوب العربية ولاول مرة انقسمت حوله فعزلت الاخوان عن غيرهم, وراهن البعض على مسارات خارجية لاسقاطه, لكنها فشلت بحنكته وطريقة تعامله مع المجتمع الدولي وعندما يقول الرئيس بشار الاسد ان الموقف الدولي تغيّر ايجابيا وان الازمة في بداياتها فهو يعي خيوط اللعبة وأدواتها وأطرافها وقد استثنى المجموعة الخليجية وتركيا من حديثه, فالأزمة سياسيا في بداياتها, ذلك ان خطة المبعوث الاممي بالبند الاول لم تتم بسبب رفض العصابات المسلحة الالتزام بوقف اطلاق النار ومحاولة الاخوان عبر مجلسهم السياسي التأجيج الداخلي, وهذا الامر مرده نهاية واضحة لحشرهم في الزاوية, واجبارهم على وقف ارهابهم, واذا رفضوا فان المسؤولية تقع عليهم وبكل الطرق ليس امامهم سوى الخروج من اللعبة مهزومين.سقوط »اخوان سورية« سوف يتبعه سقوط الاخوان عندنا, والدائرة ستعم, »فاخوان فلسطين« سوف يسقطون لا محالة , ذلك ان الرافعة السورية التي وفرت كل مقومات النجاح لحماس وتنكر قياداتها لذلك سيؤدي الى فقدانهم ثقة الشارع الفلسطيني بهم وبالمحصلة فان انتصار نظام الرئيس بشار الاسد هو انتصار لجميع الانظمة العربية المجاورة له وانتصار للشعوب التي عانت ويلات النفخ الديني المقيت بفعل الاخوان وغيرهم
الديار الاردنية
النظام لم يوقف المد الاخواني , ولم يبدد هذا المد ,وانما تمدد المد الاخواني بمساعدة النظام , ليصبح قوة لايستهان بها , نعم النظام مسؤول عما نحن به الآن , تاريخيا وقانونيا وأخلاقيا, ومن المنطقي أن لايتمكن النظام من تبديد ديكتاورية طائفية , عندما لايمثل هذا النظام أقل من ديكتاتورية أيضا طائفية حتى النخاع .
النظام الذي ألغى امكانية نشوء مجتمع مدني وحارب العقل والعقلانية والعلمانية لايستطيع , ولايريد حقيقة, مقاومة أمثاله من الاخوان , الذين يحاربون العقل والمدنية والعقلانية , وأين هي مصلحته بذلك ؟, فالتربة التي تسمح بوجود اخوان علوية , هي ذات التربة التي تحتضن اخوان السنة , انها الفئوية الطائفية الضيقة , التي زاد التحام النظام بها سنة بعد سنة , وخاصة بعد عام 2000 , ثم طورها الى فئوية أكثر بدائية , هي الفئوية العائلية .
النظام يشكوا من افتقاد اخوان السنة للثقافة الديموقراطية , وكيف لي أن أقف الى جانب نظام لاثقافة ديموقراطية عنده أفضل من ثقافة الاخوان ,ثم انه يمكن القول نظريا على أن أمية النظام الديموقراطية أمر تمت البرهنة عليه , أما أمية الاخوان فلا تزال “نظريا” افتراضية, على الرغم من أن العقل السليم يتوقع أن تكون أميتهم الديموقراطية كأمية السلطة السورية ..في الحضيض
الكاتب يحلم , عندما يقول , ان نظام الأسد أوقف المد الاخواني , ولم يتمدد الاخوان الا في ظل نظام الأسد , وما كتبه محمد سلامة , ليس الا هذيان للأسف .
لقد كنت أظن على أن استعمال اللغة الاسطوانية الخشبية الميتة هو من اختصاص جريدة الثورة ووكالة سانا , الا أن المقال الأردني يؤكد انتشار هذه اللغة على الأقل في العالم العربي , والحقيقة هي ان التضليل بهذه اللغة لايقتصر على العرب فقط , وانما أصاب هذا البلاء أيضا اوروبا , وجورج اويل كان أول من انتقدها ذلك عام 1948 , الا أن الشعوب الاوروبية تخلصت في معظم فئاتها عن هذه اللغة التضليلية ’ وانصرفت الى العقلانية الواقعية واللغة المناسبة لذلك.
لايمكن لكاتب ان يستعمل لغة الواقع , عندما يمارس الأحلام , وقول الكاتب , ان الأسد أوقف المد الاخواني , ليس الا دعاية رخيصة للأسد وكذبة من الحجم الكبير , فكيف يستقيم ايقاف المد الاخواني مع زيادة التمدد الاخواني انتشارا وقوة , وسبب زيادة انتشار المد الاخواني ليس الا الأسد وغيره من رموز الفشل في العالم العربي .
مقاومة المد الغيبي والفكر الديني والتعصب لايتم بغيب آخر وتعصب آخر وطائفية أخرى , انما يتم بالبرهنة على أرض الواقع على ان المدنية والعقلانية والتقدمية الحقيقية تجلب الخير للانسان , فكيف على هذا الانسان أن يؤمن بما يؤخره ويعتقله ويشرده ويقتله ويمنع عنه الحرية ويفقره ويحوله الى لاجئ ومستجدي , ثم يحتقره ويهينه ويوظفه في خدمته ويسلط عليه الشبيحة والذبيحة ويهدم بيته ويقتل اطفاله و يحوله الى فاسد والى خائف مرتعب من فظاظة اجهزة القتل والقمع والتسلط ,
لقد كان بامكان الأسد وغيره مكافحة المد الاخواني , ولهم أعطي المزيد من الوقت والثقة , الا انهم عبثوا بالثقة وهدروا الوقت , ولم يكن لهم من هم وهدف الا ممارسة السرقات واللصوصية وتحريك المرض الطائفي الفئوي , اننا هنا في هذه المرحلة الصعبة التي تتكلل بنهاية وجود الدولة السورية ليس بفعل حمد وانما بفعل الأسد ,