ليس غريباً ولا مستغرباً ما نشهده من مواقف دولية تجاه قضايا العرب وهمومهم وخاصة مواقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومواقف الإدارة الأميركية.
فالرئيس ساركوزي، كما يعلم الجميع في فرنسا والولايات المتحدة، في حالة دفاع مستميت عن النفس فكل وعوده لشعبه ذهبت هباء وما تبقى له من وقت في الاليزيه لا يسمح له بتعويض خسائر فرنسا السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي سببتها تكتيكاته وطموحاته وارتماءاته، فعلاقاته أدهشت الفرنسيين في بداية عهده سواء مع ليبيا أو قطر فهي لم تكن سوى طموحات شخصية بحته لم تفد فرنسا بشيء على حين طرحت الكثير من التساؤلات عن من المستفيد من هذه العلاقة الخارجة عن أي مألوف في العلاقات الدولية التي عادة ما تحكمها المصالح الإستراتيجية للدول لا للأفراد إلا إذا كان الأفراد يقدمون مصالحهم على مصالح شعوبهم وإلا كانت هذه الشعوب غافلة عما يجري وليست هذه حال الفرنسيين الذين يعرفون جيداً كيف يتعاملون مع هذه الحالة.
لذا ليس مستغرباً أن يستفرس ساركوزي في الدفاع عن نفسه وفق إيمانه ومعتقداته وإيديولوجيته التلمودية التي أوصلته إلى حد التنكر لصديقه وابن جلدته مدير عام صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان عندما تناقضت المصالح الشخصية. كما تنكر أيضاً لممول معركته الانتخابية العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام تماما كما فعل مع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بعد أن تعاهدا معا على حماية إسرائيل وإدخالها عنوة في النسيج الشرق أوسطي الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
لذا ليس مستغرباً أن تكون مواقفه تجاه استقرار سورية وموقعها ودورها الطبيعي في محيطها الطبيعي بهذه الحدة وهذا العصاب المرضي ضدها.
وليس مستغرباً أن تترنح المواقف الأميركية تجاه سورية فبوصلة الولايات المتحدة معروفة تشدها مصالح إسرائيل من جهة وإرادتها أن تكون كل الأمم أمماً توابع وأمماً مكبلة أو متورطة وفق ذهنية مافيوية وهي مستعدة لكل الاحتمالات ليس أقلها.
وليس غريباً ومستغرباً أيضاً مواقف بعض القادة العرب من قضايا شعوبهم وتاريخهم وخاصة تجاه سورية فليست المرة الأولى التي يقع فيها بعض القادة العرب في الضعف البشري تجاه المال والسلطة وخاصة إذا كان هذا المال وهذه السلطة مرتبطين بمدى رضا الغرب والولايات المتحدة عنهم لا بمدى تعبيرهم عن مصالح شعوبهم.
لكن المستغرب فعلا في الحالة السورية هو ألا يقرأ مثقفو المعارضة السورية الفارق بين المعارضة والارتهان وبين المعارضة كحالة صحية في المجتمعات والدول وبين أن يكونوا أدوات للمصالح الخارجية وبين قوة المعارضة المعبرة عن قوة الوعي الجماعي وبين الاستقواء بالأجنبي وبالآخر وأن يتناسوا أنهم عندما كانوا معارضة بناء ووطنية «تزايد» على السلطة في الوطنية والإصلاح كانوا مهمشين في مهاجرهم وكانوا يخضعون للابتزاز اليومي في الدول «المضيفة» للحصول على شرعية إقامتهم مقابل «خدمات» صغيرة ولكنهم كانوا قادة في شعبهم. أما اليوم فقد تركوا ساحة الإصلاح وساحات النضال القومي والوطني ليلتحقوا بالمشروع التاريخي للمستعمر وهو تقويض سورية وخلخلة البناء الذي لم تستطع الاضطرابات السياسية التي شهدتها سورية خلال تاريخها الحديث أن تقوضه بل ازداد صلابة.
وفي تاريخ العلاقات بين المعارضات والدول الراعية لها سلسلة طويلة من النكوص بالوعود كما العلاقة بين السلطات التي يرعاهاويشرعنها الغرب والإدارة الأميركية فكثيراً ما تخلى الراعي عمن يرعاه وينكص بوعد قطعه والأمثلة ما زالت ماثلة أمام العيان ولا حاجة للعودة إلى كتب التاريخ الفارسي والعربي والعثماني يكفي لبنان ومصر وتونس واليمن.
اللافت اليوم في الحالة السورية أن الإصلاح والتغيير والتطوير بات مشروع السلطة ومشروع الرئيس وليس مشروع بعض المعارضة التي تحولت بفعل فاعل إلى أداة من أدوات تقويض البلد وبات «النظام الدكتاتوري» هو الأكثر ديمقراطية وتعبيرا عن مصالح الشعب في سورية وتطلعات السوريين أكثر من بعض المعارضة التي باتت حليفة لراعي الأنظمة الدكتاتورية من المحيط إلى الخليج.
ومسؤولية إعادة ابن المعارضة السورية الضال هي مسؤولية المعارضين السوريين وليس السلطة فالخاسر هو من كان حليفا للضالين.
إنها سورية يا أصدقاء
عيسى الايوبي, الوطن
من الضروري نظريا تأمل كل ماقاله عيس الايوبي حول العرب وحول الغرب ,ولست هنا في مجال الدفاع عن ساركوزي أو غير من رؤساء الجمهوريات الغربية , على كل حال فساركوزي منتخب من قبل شعبه ويوجد من يحاسبه عن طريق سحب الثقة منه وارساله الى بيته وزوجته كارلا ..انه يعمل مافي وسعه لكي ينجح في الانتخابات , وهنا الفرق بينه وبين الرؤساء العرب , الذين ينجحون بدون انتخابات , ولو كان ساركوزي متأكدا من بقائه رئيسا للجمهورية مدى الحياة , ومن بعده ابنه ..توريث ..لما اهتم بموضوع الانتخابات , ولعكف على سرقة الجمهورية الفرنسية الرابعة وتكديس مسروقاته هنا وهناك ..وهذا بالضبط مايفعله الزعماء العرب ..فرويدا يا أستاذ عيسى , من نصك تفوح رائحة تنعش قلب الرؤساء , ولا تسبب عند المواطن الا الزكام , لا أريد الاستفاضة بموضوع ساركوزي , فعندنا من المشاكل مايكفي .
وبعودتي الى الوضع الداخلي اصطدمت بهجوم الاستاذ عيسى على مثقفي المعارضة , الاستاذ عيس يستغرب عدم مقدرة المثقف على التفريق بين المعارضة والارتهان , وفورا عاد الأستاذ الى العادات القديم ..التخوين الذي غلفه بغلاف كلمة “الارتهان ” هو العادة القديمة المنكرة , وكيف لأستاذالوطنية عيسى الأيوبي أن يتهم الآخر بهذه التهمة المميتة , حيث قال ان المثقفين أصبحوا ادوات للمصالح الخارجية ..فمك عريض ولسانك طويل يا أستاذ عيسى , وقد كان لك أن تتعلم من اوروبا التي تسكنها الكثير من الروية والتأني باختيار الكلمات , لايتهم فرنسي آخر بالخيانة كما يفعل لسانك المنفلت , ثم انه لم تقل لنا, لماذا يتواجد هؤلاء في المهاجر ؟ هل تمكن هؤلاء من ممارسة المعاضة دون أن يزج بهم في السجون ؟؟ , ثم ان قولك ان الدول المضيفة تبتزهم خال وعارعن الصحة , ولا يقدم مغترب خدمات للدولة المضيفة لقاء تخريب الوطن , وليس لقاء الحصول على شرعية الاقامة ..كل ذلك هراء, هراء مقيت من مستزلم ..وما أكثر الأزلام في هذا الوطن .
الرئيس يقود مشروع التطوير والتغيير والاصلاح , وهذا منطقي ..رؤساء الدول هم قادتها , والسؤال هنا من أين أتت الحاجة الماسة للتغيير والتطوير والاصلاح ..ومن هو رئيس الجمهورية منذ ما لايقل عن عشرة سنوات , ضرورة الاصلاح وحجم ثم كم الاصلاح ذو علاقة بحجم وكم الفساد , وهل أفسد المغترب الجمهورية ؟ مما تطلب تدخل الرئيس لكي يصلح ,ولو صح تشخيصك على أن الرئيس أصبح أكثر ديموقراطية من المعارضة لفرحت ..الا أن في أقوالك الكثير من التوهم والأوهام , ومقالك أقل قيمة من الورق الذي كتب عليه …
لا أعرف من يقصد عيس الأيوبي بكلمة معارضةلأنه توجد في سورية الكثير من فرق المعارضة , المعارضة السلفية أي معارضة الأسود والأبيض ليس لديها مثقفين , وهذه المعارضة لاترى أي حرج في افناء تلت الشعب السوري .كما جاء على لسان قائدها الميداني الشيخ العرعور , والشيخ العرعور يتقاسم اليوم على مضض الامامة مع الدكتور محمد رحال , الذي يرى في تورا بورا وفي بن لادن قمة النضال الجهادي . ومن هنا أستطيع القول ان عيسى الايوبي يقصد بكلمة المعارضة الشطر المدني منها أي العلمانيين وغيرهم , لأن بينهم بالفعل الكثير من المثقفين , وجزء كبير من المثقفين يعيش في الخارج . وقد أخطأ عيسى الأيوبي بحق المغتربين ,قسم كبير منهم هرب من سوريا خوفا على حياته , وقسم تغرب بقصد العمل أو الدراسة , ثم هناك قسم آخر ذهب الى الغربة حاملا معه الملاين والمليارات التي سرقها عينك عينك من الشعب تحت حماية النظام الذي يريد مكافحة الفساد وأستطيع ان اسمي من هؤلاء المغتربين رفعت الاسد واولاد وأولاد علي دوبا واولاد جميل الاسد ثم عبد الحليم خدام وغيرهم من المتمولين الذين تكتظ بهم حانات لندن وباريس وطاولات القمار .ومن يرسل القطع النادر والمساعدات للوطن هم المهجرين قسرا والهاربين من النظام خوفا من السجن والتعذيب ثم الموجودين في الاغتراب بقصد العمل , والمثقف يوجد في الفئة الأخيرة , ومثقف الفئة الأخيرة هو العميل حسب رأي عيسى الايوبي .عيب ان يتكلم شخص بهذا الأسلوب