الحاكم الهووي لايحكم ,انما يحاكم !

مفيد  بيطار  , سيريانو :

 

    رؤية الشعوب   وهي  تحقق  قدرا  بسيطا من  احلامها ,التي  قضي  على  معظمها في القرون   الماضية    مفرح , مفرح  أيضا رؤية  الحكام  الهووين   وهم  يتهاوون  واحدا  تلو  الآخر , حكام   أضحكوا   العالم عليهم   بتهريجهم  وانفصامهم وتوحشهم  وبدائيتهم  وديكتاتوريتهم    وتفاهاتهم  وضعف  عقلهم   وخساستهم   وتمثيلياتهم  , ثم كلامهم  الأجوف  الخشبي  الاصطواني  عن  انتصاراتهم  ومخططاتهم  للمستقبل  , وعن  ضرورة  الهدوء  من حولهم  لكي تسير مسيرة  التطور والتقدم (الأمن اولا)  بدون   اعاقة  ,   الخبز  آخر   همومهم ,  أما       أمن  السلطان فقد   كان   أول   همومهم ,  والا    تتوقف  مسيرة   التقدم  ويتوقف  اصدار  مراسيم  الاصلاح , فلولا  مراسيم   الأسد   لما   كان    هناك    سوريا   خاصة   بذلك   الرقي  والتقدم والسلام !.

من الطبيعي أن تقف  المسيرة الاصلاحية عند سماع  دقة طبل  في جزر الواق  واق أو  في   العراق , الرئيس المرهف الحس  لايستطيع  ان يصلح  على  انغام  طبول  الحرب, ومن  الطبيعي  أن يتوقف  الرئيس  عن  الابداع  التطويري  الاصلاحي  عند  مقتل الحريري  على  سبيل  المثال , لأنه لايستطيع  ان  ينشغل بالحريري  , ثم يصلح  ويطور في آن  واحد  , وعندما  يحارب  حزب  الله في جنوب لبنان  يجب   ايقاف المسيرة الاصلاحية أيضا  ,   لكن أهم  سبب  لتوقف عجلة  التحديث  والانجاز  الثوري (ثورة الثامن من آذار المباركة !)كانت  المؤامرة ,المؤامرة  يا  اخوة !!!!!, وما ادراكم  ماهي  المؤامرة ؟ , غير  محسوسة  أو ملموسة   أو مرئية  ,بالرغم  من  كونها  كونية  ,الفرق  بينها  وبين  قميص عثمان , هو  ان الأخير   عبارة  عن  خرقة   مضججة  بالدم , أما  وهم  المؤامرة فهو   المسبب  لاغراق   البلاد   بالدماء   , البلاد  خرقة   أرخص   وأتفه  من  خرقة  قيص  عثمان !

هذه  هي  المؤامرة   التي تنغص  حياة  الشراشيح  من  الحكام  الهووين ,  الذين لايحكومون  , لأنهم  آلة حكم معطلة , انما يحاكمون  , وهم  مقتدرون  دوما  على  اصدار  الأحكام , التي  تسمى  عندئذ  احكام  هووية  , السجن   22  عام   بسبب   اضعاف الشعور  القومي كان   حكما  هوويا , لاوجود  للمعارض  في  مملكة  الحاكم  الهووي , وأين  هو هذا  المعارض   عندما يبايع الشعب بأكثرية 99%   الهووي  حاكما  الى  الأبد   , المعارض   تبعا لذلك  اسم  غربي لمخرب   سوري , المعارض  اسم   غريب   لعميل  امريكي  أو صهيوني  ,  لم  تكن   الدولة  سوى  الهووي  وقطيع  العبيد  والزبانية .

قد  لايعرف  البعض  مصدر  عبارة  “الحاكم الهووي ” والمقصد منها , انها مفردة جديدة على العربية , ومنشأها  كان  في تونس  على  يد المفكر   فتحي   المسكيني   ,  عبارة جديدة  نسبيا   كمفردة   الجملوكية  أو  الشبيح   أو  الذبيح  , فالحاكم   الهووي  لايكتفي   بمهمة الحكم  المعروفة , والتي  لايقوى على  ممارستها  بشكل   يتقبله  1%  من   الشعب   المهان ,  الحاكم   الهووي   يريد تهجين المواطن    على  سحنته  المتأزمة وهواه   وحجمه المتقزم , كل  ما  في  الحاكم  الهووي هو شخصي  بحت  وناتج  عن تصور   هووي  منفرد بنفسه  لنفسه  باعتباره  النسخة  الأصلية    لكل   القطيع ,  الذي  عليه   الانتماء  له  واتخاذه  مرجعية    أخلاقية  ووطنية  أبدية !  ,  لاينتاب   الحاكم   الهووي  أي  شك    بأنه  أبدي ,  لم  يتصور  الهووي العقيد   بو منيار  معمر  القذافي   بانه قد  يباد   في    قناة  الصرف   الصحي   ,   الحاكم الهووي   شبيه بأحكامه على المعارضين ..     دائما مؤبد !  ,  انه  القائد الضرورة , أو القائد الأوحد  , أو القائد الى الأبد , انه الرئيس الاستثنائي ,صانع التغيير والثورة  ,    انه الامام الأكبر  أو الملهم  او غير ذلك   من   الخصائص    الهووية ,  يمشي  عى  طرفين وأشباهه   ينطون   ويقفذون  على  أربعة !  لله  دره  !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *