ممدوح بيطار,جورج بنا :

تتواجد الشعوب العربية في القرن الحادي والعشرين وفي سياق تطور تتفرج عليه ولا تشارك بصنعه , لقد ماتت العذرية في المجتمات التي ثمثل قدوة للشعوب العربية , وفي الاقتداء بهم لاخيار آخر لهذه الشعوب في كل جوانب الحياة , ان كان علميا أو سياسيا أو ماديا او حتى فكريا ,لأن الشعوب العربية لاتملك من كل ماذكر مايستحق الذكر , تملك ماض صبغته بلون براق كاذب , يريد القصور في صناعة حاضرا مشرقا ومستقبلا واعدا الرجوع اليه , لذا لامناص من الاستعانة بالغير,ر وذلك لضمان الاستمرار في الوجود الفيزيائي , عن المشاركة في صناعة الحياة الحديثة المتجددة وعن ضرورة تقديم أي شيئ مقبول ونافع للانسانية التي تقدم لهذه الشعوب حتى العلف , لانريد التحدث , الحديث هنا مؤلم ومن الصعب تحمل موضوعيته وواقعيته, لا لنا حاجة للمشاركة في التزوير والتضليل والتبجح الفارغ , هناك مايكفي من المزورين ومن المنتفخين ومن الذين يعيشون الكذبة بادق تفاصيلها .
ماهي قيمة العذرية رمزا ومضمونا ؟ وهل وضع الشرف واكرام المرأة بعد يوم الدخلة يوازي عملا جراحيا يستغرق ربع ساعة , او شراء غشاء بكارة صيني بكلفة 15 دولار , وما هي فائدة الاستعصاء على فهم الواقع ,الذي يؤكد حتى في المجتمعات العربية قضية سير العذرية في طريق الزوال والموت , باستثناء الشعوب البدائية التي تصر على الحفاظ على رمزية الافتضاض وطقوس الدم .
أصبحت طقوس الافتضاض عمليا بمثابة اختلاق لمهنة جراحية جديدة في اطار لزوم ما لايلزم , لالزوم للعذرية كاحد معالم الشرف الرفيع , والاحصائيات تدل هذه الايام بأن أكثر من نصف الرجال بقليل في هذه المجتمعات مارس الجنس قبل الزواج واقل من نصف النساء بقليل مارس الجنس قبل الزواج , لذلك من الضروري أن تبقى المرأة مكرمة حتى بدون غشاء بكارة , وكل محاولة لربط الشرف بموضوع الغشاء ستكون فاشلة لأن هدفها الرئيسي الأساسي على المدى الطويل هو تشييئ المرأة وتبخيسها لكي يسهل بيعها وشرائها , فلمرأة التي يتساوى شرفها بالغشاء هي مخلوق بخس ورخيص كالغشاء(١٥ دولار) , المرأة المستعملة أقل شرفا من الجديدة وأقل سعرا بكثير من المرأة المختومة ..كأي بضاعة أخرى !!
الغريب في أمر استعصاء الفكر العربي الديني على التنوير هي مقدرة هذا الفكر على ممارسة التجاهل التام لانفتاح أفق المساواة بين الجنسين ولانتفاء صيغة مراقبة غشاء المرأة , تجاهل منظومة حقوق الانسان وتعريف هذه المنظومة لمفهوم المتعة البعيد جدا عن مفهوم المتعة دينيا , فالمتعة هي حق طبيعي من حقوق الانسان , دينيا تتنافسس ثقافة العفة على قهر الرغبات الجنسية للطرفين , ثقافة العفة تقابل ثقافة الاستنماء , حيث تنعدم الفرصة لاختبار الذات بانعدام التواصل بين الجنسين, الاستنماء ينفي امكانية المرأة من اكتشاف العنة عند الرجل وبالتالي امتلاكها لسلاح قهر الرجل كما يقهرها بخصوص البكارة .
انعكاس أمر البكارة على المجتمع يجعل من أمر البكارة والعذرية أمرا اجتماعيا يتضمن الكثير من امكانية ممارسة التعنيف والتبخيس من قبل الطرفين ,فمجتمع ماتت به العذرية وقيمتها هو مجتمع ماتت به حزمة من الاشكاليات المصطنعة والتي لاحاجة لها ,مثل الكبت الجنسي ,الذي يعيق حتى التحرك في الشارع ,التحرك في الشارع يعني التعرض للتحرش , هذا ناهيكم عن الاختلاطات الأخرى والعديدة المفجعة التي يفرزها الكبت الجنسي .
هل من العقلانية انتظار موت العذرية بالانقراض التدريجي الطبيعي كما انقرض ذيل الانسان ؟؟؟ , أو أنه من الضروي جدا ممارسة حملة تنويرية لاخراج العذرية من مكانتها المقدسة ودفنها كما دفنتها الشعوب الأخرى ؟؟؟