ممدوح بيطار,جورج بنا :
عندما نخجل باللغة التي يتكلمها انسان ,نخجل بشخص هذا الانسان , اللغة ليست ظاهرة تنحصر في الشكل او المادة , انها ذات علاقة صميمية بالمجتمع , بتطوره ووضعه بشكل عام , تخدمه ويخدمها , وبالتالي تعبر عن وضعه ويعبر عن وضعها , انها اداة التواصل الفعال , ووسيلة التعبير على الهوية دون أن تكون هوية , انها حامل الثقافة , وعليها تنطبق مقولة الجمل بما حمل , انها ظاهرة اجتماعية وتمثل ذاكرة الشعوب , بكلمة مختصرة , ماحل بالعربي حل بالعربية , من يشعر بالعار من الانسان العربي , يشعر بالعار من لغته , التي تنفخ في وجوهنا ريح عاتية ورائحة كريهة حاملة للاستغباء والاستحمار والبدائية والدونية .
اللغة التي تستحق الاحتقار هي لغة الانسان الذي يستحق الاحتقار, تأملوا القذافي وغيره من السلاطين وتأملوا اللغة التي تحدثوا بها ,انها لغة القواسم المشتركة بين الظالمين والمظلومين ..” جرذان وجراثيم ومندسين وحثالات وإمعات وعملاء وعصابات سلفية وصهيونية وأميركية وقطرية ووهابية ومؤامرة ولغة الكتاب الأخضر ..الخ ”..لم تكن لغة المخلوعين مثل حسني او بشار او البشير أقل بدائية وانحطاطية من لغة القذافي , ومن لغة العديد من رواد التواصل الاجتماعي , كالذي قال بخصوص تذبيح السلطان عبد الحميد للآشوريين …ما قصر مع الأشوريين , ولكن للأسف لايزال منهم من يعوي , أو من برر التمثيل بجثة المقاتلة دارين كوباني لأنها “فطيسة ” , أو من اتهم الطفل حمزة الخطيب بمحاولة سبي نساء الضباط الخ , هؤلاء هم الاخوان بالدرجة الأولى ,الذين احتكروا استعمال مفردة حاقد وكاره وكافر ومرتد الخ , وهؤلاء من يروجون لقتل المرتد , ومن يريدون من الذين لاينتمون الى ملتهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون , هؤلاء من يريدون تطبيق أحكام العهدة العمرية الممثلة لأحقر وثيقة عرفها التاريخ , لايتسع المجال لذكر أكثر مما ذكر , لذلك سنكتفي بهذا القدر .
مرت فجاجة الخطاب وانحطاطه بالسادة الاخوان مرور الكرام , دون ان يخطر على بالهم طرح السؤال التالي , لماذ يحقد البعض عليهم او بالأحرى يرفضهم , لماذا يرفض العالم اردوغان ؟ , ولماذا يحاربهم العالم , ولماذا يرفض الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة لجماعاتهم كما صرح بذلك مندوبي الاتحاد الأوروبي اي وزيرة الخارجية الألمانية ووزير الخارجية الفرنسي قبل ايام , اليس لتصرفات كل دول العالم تقريبا علاقة ضدية مع تصرفات الاخوان !!!.
لم تنبت البذاءة على لسان القذافي فقط , نبتت ايضا على السنة الجميع تقريبا , انها عامية العموم ,من ملفق مثل خالد العبود الى مجرم مثل العرعور الى الانسان البسيط , الى بثينة شعبان ثائرة الثامن من آذار المجيدة ,وصاحبة مقولة “خلصت” من آذار ٢٠١١ , اليس القول ” خلصت ” بذاءة ؟؟ , اليس القول أيضا بأن الأسد ” ممانع ” بذاءة , اليس اعطاء اسم ” نكسة ” لهزيمة ١٩٦٧ بذاءة وانحطاط , أليس الحديث عن حرب كونية والانتصار على مئة دولة كبرى بمنتهى البذاءة والانحطاط , اليس قول صاحب نظرية المربعات خالد العبود , انها مؤامرة على حفيد علي ابن ابي طالب وحفيد الحسن والحسين حقارة! الخ , انها لغة يخجل احقر شوارعي من استخدامها , ومن يتكلمها هو شوارعي بامتياز .
بخصوص الانشقاق قال العبود صاحب نظرية المربعات , يمكن للملائكة ان تنشق عن الله ولا يمكن لعسكري ان ينشق عن جيش الأسد , الذي يستحق حسب تعبيره منصب أمير المؤمنين , وحسب تعبير عضو مصفق ملقف من مجلس الشعب يستحق هذا الأسد منصب رئيس العالم ,الذي سيورث هذا المنصب الجملوكي الى حافظ الثاني ومن بعده الى بشار الثاني وهكذا !, ولكي تقبل السلالة بذلك على السوريين حسب رغبة طالب ابراهيم ” تقبيل” صباط الأسد , ومن لايفعل يوضع في خانة الجرذان حسب السنيناتي طالب ابراهيم ,من المنطقي ان تكون لغة الاستاذ الجامعي بسام ابو عبد الله , الذي ابتاع بضاعة الأستذة من جمهورية سوفييتية, الطف بعض الشيئ , فمن يرفض مقولة ” مطرح ما بتدوس بدنا نصلي ونبوس ” ليس جرذ , انما عميل فقط ..
لا نود الاطالة بخصوص اللغة المخجلة , التي تتقيأها مخلوقات لاتخجل ,مثل الأسد باق حتى لو لم يبق سوري واحد , أو الاسد او نحرق البلد أو النظير الفصائلي لذلك “سنحرق البلد ان بقي الأسد, اليست نصيحة عاطف نجيب لذوي المعتقلين من الأطفال انسوا اطفالكم وانجبوا غيرهم , وان لم تتمكنوا من ذلك ارسلوا نسائكم لنا , نحن نتمكن من ذلك !!, هل يمكن للحقارة والوضاعة أن تكون أكبر ؟ , لقد اصبح الاستحقار والاستحمار ممكنا بعد ان تحول كثيرون من هذا الشعب الى حمير.
الدارس العلمي والمتفحص للأمور , يعرف من الدراسات السوسيولسانية ان اللغة والمجتمع وجهان لعملة واحدة , والعلاقة بينهما جدلية -ديالكتيكية وكل منهما يعبر بشكل ما عن الآخر , الحمار هو من يستحمر الناس لغويا, الكلام ليس مجرد حاصل لتحريك اللسان , الكلام هو تعبير عن حركة او تحريك العقل وعن حالة الوجدان .