الاستعمار الديني مسلخ بشري …

ممدوح بيطار,مها  بيطار   :

كاريكاتير: المشهد... - Al Jazeera Channel - قناة الجزيرة | Facebook   الطائفة بشكل عام هي بنية طفيلية لاحقوق لها على الفرد ولا على الدولة, وموضوع الحقوق المتبادلة ينحصر بالفرد والدولة ولكل منهما حق على الآخر وواجبا   تجاه  الآخر  ,تعود  طفيلية   الطائفة  على الفرد وعلى الدولة الى  كونها  لاتقدم  للفرد الا مادة الخصام والعداء للآخر ولا تقدم للدولة الا مادة الانشقاق عن الآخر , الطائفة بشكلها السياسي الشرقي هي دولة ضمن دولة , وبذلك هي مادة ارهاق سياسي لهذه الدولة , انها مادة ارهاق مادي أيضا , حيث ان تكاليف بناء الآلاف من  دور العبادة على سبيبل المثال يكفي لبناء المئات من الجامعات والمستشفيات , الطائفة التي  بطبيعتها طائفية تبيع الفرد انتماء فوقيا يقود الى تلف الانتماء         الوطني ويقود الى التناحر بين الطوائف, مما يقود الى النزاعات والحروب التي   فد  تقضي على الدولة.

 الدولة التي يمكن لها أن لها أن تتقدم وتقدم شيئا ايجابيا للانسان ,  هي دولة تتألف من أفراد تجمعهم اتجاهات سياسية قابلة للتغير والتطور , الانتماء الطائفي        السياسي هو انتماء لايصلح للتغير اليسير , انتماء المواطن للمذهب هو انتماء فوقي يخرب الانتماء الى الوطن , انتماء المواطن الى حزب سياسي هو انتماء        تحتي  يشكل القاعدة التي يمكن للوطن أن يبنى عليها ,تعود  فوقية الانتماء المذهبيد الى القدسية المذهبية, التي لاتقبل التوضع تحت الانتماء الوطني الغير مقدس والقابل للتغيير والتبديل ,انه انتماء لا اجبار به بعكس الانتماء الطائقفي الولادي القسري  الاجباري  .

  الاطاحة بثقافة الحرية وحرية الخيار تتم في مجتمعات الانتماء الطائفي السياسي مباشرة بعد الولادة , فبعد الولادة يتم تحديد   الانتماء  الديني  الذي  على الفرد أن   يعيش    به  ومعه  ,  ثم  يتم   تأميم  كل   الاتجاهات   الأخرى   من  قبل  الدين  وأحكامه, حتى   الاقتصاد   او   المأكل  أو  اللباس  أو  حتى   المصافحة   في   اشارة  الى تصرف    المدعو  أحمد   الشرع مع  وزيرة  خارجية   دولة  أوروبية   اوفدت  من   قبل    الاتحاد   الأووروبي  ,  أو  تصرف   محافظ       الموصل  تجاة   موفدة  من  الاتحاد   الأوروبي   جاءت   بمساعدات  الى  الموصل   المنكوبة   على   يد   ذاعش  , ويجب   أن  لاننسى  تصرف   اردوغان   تجاه   رئيسة   الاتحاد   الأوروبي   ,  اذ   لم   يقدم  كرسي   لتجلس   عليه  عندما  زارت   انقرة,كل  تلك   التصرفات   ويمكن   ذكر    الأكثر  منها  كانت     بخلفية  دينية , لأن   الدين   تملك   الانسان وأممه   لخدمته  ,  كما   جاء   على   لسان   أحد   قادة   الحراك   السوري   الأخير  ,  اذ   قال  أن   المواطن  هو   لخدمة الدين  وليس   لخدمة  الوطن . 

        يمثل    كل   ماذكر   نوعا   من الاستعمار الولادي, الذي يمنع نمو الاستقلالية ويمنع نضوج ممارسة الحرية والمسؤولية , ويشجع الاتكالية ويخرب          العقلانية عن طريق الغاء الحاجة لها , لطالما الدين موجود  ومؤمم لمسلكيات   الانسان   في   أدق   تفاصيلها  ,  أي  أن   الانسان  ممتلئ بالدين   ولا   وجود   في   عقله   وكيانه   اي   شاغر   لشيئ   آخر, فما هي الحاجة الى العقل والارادة وتكوين   وعي   خاص   به  ,  يتحول    المخلوق   البشري   في  هذه     الحالة     الى   مستعمرة دينية    بشروط  أقسى  من   شروط  اي   استعماربشري   آخر  .

      تمثل الطائفة السياسية حالة انفصال مستمر عن مجتمع الدولة, وتأهب للتهديد بانفصال أعمق عندما لايتحقق لها ماتريد  من الهيمنة   واحتلال   الانسان  ,تتفاقم   مشاكل   هذا  الانسان   عند   تعدد   وتناقض   الجهات   الطائفية   الاستعمارية ,  عندها   يلغى  الوطن   تماما   ويتحول   الى   كيانات جزئية          تتصارع   عادة    مع   بعضها   البعض  ,    بدلا   من   القانون   الواحد   الذي   يطبق   على  الجميع     بالمساواة   بينهم    تخضع   الكيانات            لأحكام   مختلفة  مما   يقود   الى صراع    الجزئيات    ضمن   الدولة   الواحدة  ,  التي   تصبح عندئذ   شكلية متأزمة   ثم   قلقة  بشكل   مستمر   , يفقد    الشعب   هنا   صفة   المجتمع  ويتحول   الى   شعوب   وجماعات    في   الغالب   قبائل   تعيش    الى  جانب   بعضها   البعض وليس   مع   بعضها         البعض   تعاونيا   انما   تناقضيا   وخصاميا ,  يمثل   هذا   الوضع   حالة  ما  قبل   الدولة  ,  أو  حالة  دويلات   الطوائف,  التي   يتم  سترها   بستار       مواعظ   التسامح  والتعايش  والتحابب   الكاذب .

ما هي ضرورة كل ذلك  عندما يكون الانسان مواطنا  يمثل الانتماء الوطني أعلى أشكال انتمائه , وعندما    يبقى  الانتماء الديني  أمرا خاصا بدون عمق اجتماعي وبالتالي عمق سياسي ,  أصلا   الانتماء   الديني   خاص    بطبيعته   ,عندها لاحاجة الى ترميم الصدع والصراع   الطائفي وترقيعه برقعة التسامح والتحابب والتعايش ,طوائف   الأديان  تسبب المرض    القاتل  ثم تقدم الدواء   الترقيعي ,  الذي   تسبب   بالمرض   أصلا !  

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *