سألت سافرة نفسها , ان كان عليها التحجب أو السفور ! , وكيف التعامل مع ماجاء في الآية 33:59 ,التي تطلب من المرأة أن تضع الحجاب على رأسها والنقاب أمام عيونها “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن, لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن, ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة, فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى, وكان الله غفورًا رحيمًا حيث غفر لكم ما سلف, ورحمكم بما أوضح لكم من الحلال والحرام” .
هل حققت الآية المذكورة الهدف الذي كان منتظرا منها في السابق ,أي خرافة حماية المرأة من شهوة الرجال , واذا كان الحجاب والنقاب يحمي المرأة بالشكل الذي ذكر !!!!, جواب السافرة كان النفي ,لا يحقق الحجاب او النقاب غاية الحماية , لا بل عكس ماتم تلفيقه عن الله ,النقاب يحقق شروط مقولة ” ان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ” يشجع الحجاب والنقاب على ارتكاب المعاصي, لأنه يؤمن لمرتكبة المعاصي السترة , بالرغم من ضبابية وعدم دقة مفهوم “المعاصي”, فالحياة العملية توحي بأن الحجاب والنقاب يشجع على ارتكاب ما تسمى المعاصي ,نسبة ارتكاب مايسمى “المعاصي” عند المتحجبات المنقبات اعلى بدرجات من نسبة ارتكاب المعاصي عند السافرات ,لذا يمكن اعتبار الحجاب والنقاب حتى من وجهة نظر دينية خطرا كبيرا يحدق بالمرأة .
لا نعرف سببا وجيها , حتى في السياق التاريخي للحجاب والنقاب , فعلى الكرة الأرضية تعيش جماعات بانتماءات دينية مختلفة , معظمها لايرى في الحجاب والتقاب ما رأه ابن عبد الله , ولم تكن حتى في العصور القديمة ضرورة اجتماعية “أمنية” للحجاب والنقاب ,فعشتار لم تكن محجبة ونفرتيتي لم تكن محجبة وحتى في عصر عمر ابن الخطاب لم تكن المرأة محجبة , لابل مارست التعري , الذي فرضه الخليفة عمر بشكل ما على العبدة وفرض الحجاب على ما تسمى حرة , وفي نظرنا العبدة امرأة أيضا ,وفي نظرنا لاوجود لمفهوم الحلال والحرام ,حتى الخليفة عمر امتلك العديد من الجواري الكاسيات العاريات , كذلك فعل سيده ابن عبد الله صاحب آية الحجاب , واذا كانت ضرورة الحجاب والنقاب منفية عمليا قبل ١٤٠٠ سنة , لذا يجب اعتبار هذه الضرورة في هذا العصر معدومة , لابل ضارة نفسيا وجسديا.
تحمي دولة الحرية والقانون المرأة الانسان وتعاقب من يعتدي على شخصها , القانون الأمريكي لايفرض الحجاب والنقاب , ولكنه يفرض عقوبات عملاقة على من يعتدي على المرأة الانسان مثلا عن طريق التحرش , وهل المرأة الأوروبية – الأمريكية او الصينية أو اليابانية او غيرهن اقل أمنا اجتماعيا من المرأة الأفغانية ؟, وهل ماتريده الحكومة الليبية الآن من فرض الحجاب على النساء سيرفع من درجة الأمن الاجتماعي للمرأة الليبية؟ , بعض كيانات هذه المنطقة التي سميت دولا تسير عكس التاريخ مثل العراق , الذي يشهد ما يسمى برلمانه الآن عراكا من أجل السماح بتزويج القاصرات حتى الطفلات ويسمح بمفاخذتهم حسب فتوى السيستاني .
بالنظر إلى الحريات المكفولة للفرد في دولة القانون , يكون الفرد مسؤولا عن نفسه أيضا أكثر من أي وقت مضى , لايمكن للتحجب أن يعفي المرأة من هذه المهمة ,التحجب هروب وانطواء خلف الستار , انه تواري خلف قطعة قماش , والتواري يسهل ممارسة ما يسميه البعض “فحشاء”, دولة الحرية والديمقراطية والقانون تكفل للفرد حقوقًا من جهة , ولكنها تضع على كاهله واجبات ومسؤولية أيضا, وفي بيئة من هذا النوع , يمكن للمرأة أن تتصرف بشكل ما مثلا مشرف أو غير مشرف , بغض النظر عن التحجب أو السفور .
لاتتدخل دولة الحرية والديموقراطية والقانون بنوع ملابس المرأة , اذ لاوجود للزي الديموقراطي مقابل الزي الشرعي , !ولكنها تتدخل ومن واجبها أن تتدخل بمسألة فرض جهة دينية على المواطنات لباسا شرعيا, لأنه لاوجود في دولة الحرية والقانون والديموقراطية لمن يفرض على الآخرين سوى الدولة وقانونها , انها دولة القانون , وليست دولة الفقه والمشايخ , على دولة القانون أن تتصدى لمحاولات النصب والاحتيال , كالاتجار بصكوك الجنة , أو الوعيد بالجنة للمتحجبة المنقبة , دولة القانون تتصدى للارهاب , وما التلويح بالعقاب للسافرة بجهنم سوى ارهاب بامتياز, ومن يقوم بذلك ليس سوى ارهابي بامتياز! .
لم تتقدم الشعوب الا بمجابهة معرقلات ومعيقات التقدم ,مهما كان مصدرها ,غير ذلك يعني البقاء في التأخر الذي لايبقى على مستوى ثابت , فللتأخر أيضا ديناميكيته , التي ترفع من كارثيته تدريجيا الى أن يتوصل الى افناء المجتمع , حقيقة ليست شعوب هذه المنطقة بعيدة عن حالة الموت الاجتماعي الحقيقي !.
ينطلق العديد من فئة الاخونج في سياق دفاعهم عن موقفهم من خلفية تعتبر ناقد الحجاب متطاولا على استقلالية المرأة ومتدخلا بما لايعنيه اضافة الى تهمة ازدراء الدين , يترجمون نقد الحجاب بالترويج الى التعري, وكأن السافرة عارية!!! , للأشكالية هنا ترتيبة منطقية , أولا يأتي فرض الحجاب بوسيلة الترهيب والترغيب كالسجن والرجم وغير ذلك من التوحش اضافة الى الاكتواء بنار جهنم في السماء , هذا الأمر يدفع من يرى بذلك ظلما , الى مناهضة ومقاومة الظلم , فالجهنمي هو ارهابي يرهب بجهنم , والترغيبي هو ملفق بالجنة , والآخر المناهض للحجاب والنقاب هو المدافع عن انسانية وكرامة الانسان وحريته , هذا هو الفرق بين اجرام فضائل فصائل الأصولية , وبين انسانية المدافع عن المرأة الانسان!.