هل يحوز الترحم على القاتل …!

  لقد فشلت الحركات القومية كالبعث والناصرية   ألى ماهناك من الحركات التي تنتهج الفكرالقومي العربي  في تحقيق أهداف  ومطالب الشعوب ,منها الحرية والديموقراطية والحفاظ على الأرض ثم تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي,بكلمة أخرى أخفقت في تحقيق التقدم بكل جوانب الحياة ,وفي   سياق   الفشل  اتحدت الحركات القومية مع القوى الدينية  تارة  وتحاربت   معها   تارة   أخرى    , ليس لتحقيق التقدم ,وانما للحفاظ على سلطة   التأخر , حاول هذا   الاتحاد تهجين  الفكر القومي- الديني بالفكر الاشتراكي تارة وبالشيوعي تارة أخرى,وعن ذلك نتج مايسمى الاشتراكية   العربية   اوحتى  العلمانية الدينية     وغيرهم من الاتجاهات   الضبابية  ,كل ذلك لم يوصل الشعوب الى أهدافها,  لابل    بالعكس  أوصل   الشعوب    الى   الفشل    وحتى   الى   الفقر  والجوع  والهجرة .

   تعرض التحالف القومي -الديني   لهزات عديدة ,كان سببها في معظم الحالات محاولة الفريق الديني الاستيلاء على السلطة ,وبالتالي نقض الاتفاق   مع   القومي  على ممارسة الاقتسام   أو   المحاصصة , مما قاد الى ارتكاسات فعل دموية,عبد الناصر أرسل سيد قطب الى المشنقة, ثم  كانت  أحداث حماه ومطاردة الاخوان ,وفي   السنين   الأخيرة   حالة الاحتراب  في سوريا,  التي   لم  تمثل   أو  تهدف الى تحقيق   آفاق جديدة وجيدة , انما احتراب منافسة على السلطة وغنائمها, واذا تمثلت المأساة بتنكر الأسدية لكل ماهو جيد ,فليس من الممكن انتظار ماهو جيد من المنافس الاخونجي  ! .
لقد فشلوا جميعا سيان أن كانوا قوميون أو اخوان  , متحدون أو منقسمون , متحاربون أو متصالحون , وللفشل مسبباته , فقوميا استهلك القوميون العروبيون  كل طاقاتهم من أجل احياء “قومية” لاتملك مقومات القومية , اضافة الى نفور العديد من شعوب  هذه القومية الافتراضية من الانخراط في مجموعة أو منظومة تفقدها ذاتيتها ,هناك  كما لايستهان به من العراقيل  , التي وقفت    في   وجه   تحقيق   الأهداف   المروج   لها , مصدرها  كون   أهداف   القومية   العربية   ” حلمية” بعيدة   عن   الواقع , لايكفي    أن  يحلم   الانسان  ,انماعليه   أن   يكون   بخصوص   المشاريع   الكبرى   عقلاني  وموضوعي  أولا ,كل   مشاريع   القومية    العربية   وكل   مشاريع   الاخوان فشلت لكونها   اعتباطية   وغير   مدروسة , مثل    مشاريع    العديد   من   الوحدات   أو  الاتحادات ,  التي  يمكنها   أن   تقوم    بين    ” دول”  مستقرة    ,لاوجود أصلا في    هذه   المنطقة  لدول   بالمعنى    العلمي     لهذه   المفردة ,  بذلك    سقط   مشروع   توحيد   الكيانات المسماة   دولا  !.
فشلت مشاريع    الاخوان   السياسية   والاجتماعية   والاقتصادية  في السياسة وفي الدين  بأن  واحد  ,لانهم    مزجوا   بين  المعتقد    الديني   الثابت  والغير   قابل   للتطور وبين  السياسة بمضمونها التغيري والتحولي والتطوري وبعدائها لمفاهيم الثوابت ,  أي   أنهم   حاولوا  جمع    ما   لايمكن   جمعه   من   الضديات   , اذ لايمكن للدين  بثوابته أن يكون سياسيا , ولا يمكن للسياسة بتغيراتها أن تكون دينية  .   
  لقاء الفكر الديني مع الفكر القومي العربي , كان لقاء   عصابيا   قسريا  مثلته   مقولة  ميشيل   عفلق بكون   العروبة   دين   والدين عروبة   , الفشل كان البرهان عن قسرية هذا اللقاء وخلله , والوضع الحالي التقسيمي التفتيتي حتى    لكيانات     تشبه   او حتى   تسمى   دولا  ,  ليس الا برهانا اضافيا على فشل محاولة جمع ماهو مستعصي على الجمع ,عصريا   تعتبرالدولة   الدينية وحتى     المؤسسة   قوميا من المستحاثات الماضوية والتي فقدت كل  صلاحياتها في الحاضر  ويمكن   القول   مستقبلا  .  
لو افترضنا صحة ماقيل ويقال عن الصعودوالهبوط , مثل   ربط  صعودالاخونج في   اطار    الصحوة    التي  تحولت   الى   نومة ابدية  كان نتيجة لاخفاق الفكر القومي , فهل يمكن للفكر الديني الاخونجي أن ينجح حيث فشل الفكر القومي ؟, وهل يمكن للاخونج  بشكليه    السني    أوالشيعي     أن يتحول الى حركة محافظة ولكن منفتحة على الجميع  أن ينجح باحراز أي تقدم في أي مجال من مجالات الحياة؟؟, لقد عاش الفكر القومي  عدة   عقود  , أما الاخونج   الحالي الذي    استيقظ  مجددا     في   اطار   الصحوة    الدينية   الأخيرة كما    اسيقظت   داعش المولودة    قبل   ١٤٥٠   سنة   , فقد   وافته المنية في عمر  الرضاعة ,   هل  يجوز لمن لم يرحمه  الاخونج   أن   يترحم   عليه ! لدينا   في    هذه الأيام   مناسبة    للتفكير في  أمرالترحم, والمقصود   هنا   حزب   الله   وأمينه    العام !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *