سمير صادق , ميرا البيطار :
لغة السؤال الأمني والحوار الأمني والجواب الأمني معروفة ,رجل الأمن يتحدث الى الموقوف والمتهم والخائن والمجرم … ولك ياحمار يا أخو الشرمو.. يا ابن الحرام … هنا يأتي دور الذكورية ..سأفعل بأمك واختك ..بدك حرية ياكلب ..وعامل حالك مثقف وفيلسوف ياصهيوني يا ابن العرصة ياواطي ..الخ .
الهدف من ماذكر , وماذكر ذكر عمدا وعن سابق تصميم هو التالي : لاشك بأن السوقية التي تم توصيفها بشكل موجز جدا تعبر عن ثقافة المواخير والسجون والاستبداد ثم تنفيذ ارادة الآخر , أي من يجلس على الكرسي , بهدف تليين الناس وتحطيمهم لكي يتوضعوا في مكان مناسب لهم في حظيرة القطيع , في الغالب انها ثقافة وممارسة مفروضة على السجان والمسجون بآن واحد , هنا يمكن تفهم وضع السجان بعض الشيئ , الا أنه بالنتيجة ليس الا وحش كبقية الوحوش .
اذا تحول السجان الى وحش لأنه لمعلمه مصلحة في تحويله الى وحش , قولوا لنا رحمكم الله ! من حول الكثير من رواد التواصل الاجتماعي الى وحوش كالسجان الوحش جزئيا , أي كلاميا فقط , شخصيا كان نصيبنا من من التعرض لمفردات الكلام السوقي شامل وكامل , لم يكن هناك أي فرق نوعي أو حتى كمي بين المكتوب من الكلام وبين كلام رجل الأمن , لقد أصبح من المألوف تواجد الأم أو الأخت كهدف للشتم والسوقية في معارك التواصل الاجتماعي , فما هو الدافع لممارسة التوحش اللفظي المنحط بهدف تحقير الانسان وهدر كرامته وكرامة أمه أو اخته او كلاهما ؟؟؟ هل هناك في التواصل الاجتماعي معلم يأمر ؟
نعم هناك معلم يأمر , والمعلم هنا هو قسرية اغتصاب الآخر المزودة بقدر لايستهان به من شحنات الكراهية والرفض والانتقام من الآخر المتفوق عليه عادة , السجان يليين المتهم بالضرب والرفس والكلام النابي , وحضرة ممارس التواصل الاجتماعي يريد تليين وقمع محاوره بالرفس اللفظي بمادة الكلام النابي التي يراد منها تمزيق الفريسة -الضحية ,
من الملاحظ ان أغلب من يمارس ذلك العنف اللفظي ينتمي الى فصيل الاخونج , فما هي مسببات ذلك ياترى ؟ هل القطعية أو الفوقية أو القدسية او غير ذلك, مما يدفعهم الى الاقتراب من روح التوحش , وهل العنف اللفظي حقيقة رديف للعنف الفيزيائي المتجلي باستسهال القتل وممارسة العنف الجهادي لكون حياة الأرض ظاهرة عابرة وطارئة وغير محترمة مقارنة بحياة السماء وطريق الجهاد المؤدي الى حياة الجنة؟ ,
من يتمعن في أقوالهم وشتائمهم ثم أفعالهم التي تمثل عنفا لفظياوفيزيائيا , ثم ينظر الى حالهم المتردي حضاريا , يستطيع اعتبار ذلك العنف معيارا للتردي والتأخر والانحطاط , همجية الكلمة والفعلة لاتقود الا الى التأخر , هل من الممكن تجاهل التأخر الذي أصابهم ؟؟؟ متأخرون بامتياز !