العنف اللفظي , معيار التأخر !

سمير صادق , ميرا  البيطار :
Common behaviour - Daily Times      قولوا لنا  عافاكم الله , ماذا سيحدث في البلاد لو رحل الأسد غدا , يقول البعض سيأتي الفرج !, أظن بأن هذه المقولة متفائلة جدا ,  ذلك لأنه لايوجد في هذه البلاد أسدا واحدا وانما شعب معظمه من الأسود أو  على  شاكلة  الأسد ,  فساد كامل  وشامل  حول أكثر من ٧٠٪ من ثروات البلاد الى جيوب “أهل البيت”, وأكثر من ٩٨٪ من الشعب الى أهل الشارع وأهل الفقر والمرض والفاقة , الفساد والنهب والابتزاز طوفان ,والأمر لايقتصر على الناحية المادية اطلاقا , أخبروني من أي رحم ولدت وترعرعت ثقافة يستلهم منها على سبيل الذكر وليس الحصر رجال الأمن الشغف بممارسة الرفس والدعس والضرب والتنكيل , ثم تلك اللغة التي أصبحت مألوفة ونسمعها يوميا , لغة الزعران والزعرنة ,
لغة السؤال الأمني والحوار الأمني والجواب الأمني معروفة ,رجل الأمن يتحدث الى الموقوف والمتهم والخائن والمجرم … ولك ياحمار يا أخو الشرمو.. يا ابن الحرام … هنا يأتي دور الذكورية ..سأفعل بأمك واختك ..بدك حرية ياكلب ..وعامل حالك مثقف وفيلسوف ياصهيوني يا ابن العرصة ياواطي ..الخ .
الهدف من ماذكر , وماذكر ذكر عمدا وعن سابق تصميم هو التالي : لاشك بأن السوقية التي تم توصيفها بشكل موجز جدا تعبر عن ثقافة المواخير والسجون والاستبداد ثم تنفيذ ارادة الآخر , أي من يجلس على الكرسي , بهدف تليين الناس وتحطيمهم لكي يتوضعوا في مكان مناسب لهم في حظيرة القطيع , في الغالب انها ثقافة وممارسة مفروضة على السجان والمسجون بآن واحد , هنا يمكن تفهم وضع السجان بعض الشيئ , الا أنه بالنتيجة ليس الا وحش كبقية الوحوش .
اذا تحول السجان الى وحش لأنه لمعلمه مصلحة في تحويله الى وحش , قولوا لنا  رحمكم الله ! من حول الكثير من  رواد  التواصل  الاجتماعي   الى وحوش كالسجان الوحش جزئيا   , أي كلاميا فقط , شخصيا كان  نصيبنا  من من التعرض لمفردات الكلام السوقي شامل وكامل , لم يكن هناك أي فرق نوعي أو حتى كمي بين المكتوب من الكلام وبين كلام رجل الأمن , لقد أصبح من المألوف تواجد الأم أو الأخت كهدف للشتم والسوقية في معارك التواصل  الاجتماعي  , فما هو الدافع لممارسة التوحش اللفظي المنحط بهدف تحقير الانسان وهدر كرامته وكرامة أمه أو اخته او كلاهما ؟؟؟ هل هناك في التواصل الاجتماعي معلم يأمر ؟
نعم هناك معلم يأمر , والمعلم هنا هو قسرية اغتصاب الآخر المزودة بقدر لايستهان به من شحنات الكراهية والرفض والانتقام من الآخر المتفوق عليه عادة , السجان يليين المتهم بالضرب والرفس والكلام النابي , وحضرة ممارس التواصل الاجتماعي يريد تليين وقمع محاوره بالرفس اللفظي بمادة الكلام النابي التي يراد منها تمزيق الفريسة -الضحية ,
من الملاحظ ان أغلب من يمارس ذلك العنف اللفظي ينتمي الى فصيل  الاخونج  , فما هي مسببات ذلك ياترى ؟ هل القطعية أو الفوقية أو القدسية او غير ذلك, مما يدفعهم الى الاقتراب من روح التوحش , وهل العنف اللفظي حقيقة رديف للعنف الفيزيائي  المتجلي باستسهال القتل وممارسة العنف الجهادي لكون حياة الأرض ظاهرة عابرة وطارئة وغير محترمة مقارنة بحياة السماء وطريق الجهاد المؤدي الى حياة الجنة؟ ,
من يتمعن في أقوالهم وشتائمهم ثم أفعالهم التي تمثل عنفا لفظياوفيزيائيا  , ثم ينظر الى حالهم المتردي حضاريا , يستطيع اعتبار ذلك العنف معيارا للتردي والتأخر والانحطاط , همجية الكلمة والفعلة لاتقود الا الى التأخر , هل من الممكن تجاهل التأخر الذي أصابهم ؟؟؟ متأخرون بامتياز !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *