عن ضرورة استرداد شرق اوروبا واسبانيا العربية ..

www.le360.ma | كاريكاتير - إسبانيا-الجزائر: معركة جديدة خاسرة للكابرانات     كتب السيد   باكير   قبل   عام   تقريبا بخصوص املاك الفاتحين   العرب في  اوروبا   الشرقية  وضرورة اعادتها اليهم مايلي: “الأراضي يجب أن تعود لأصحابها بالنهاية مهما كانت المسميات,بغض النظر عن رأيي ببلد أو آخر,  و الا فستستمر الحروب و النزاعات و الأزمات,لذلك الحل أن تعود الاندلس و قبرص و شرق أوروبا للمسلمين  حتى تحل المشكلة ” قبل   ايام   كتب  بنفس    المعنى   تقريبا   السيد     بربر ,  ممتعضا من الحاقدين على   العرب  وعلى  فتحهم    المبين لاسبانيا   ,  معتبرا   ان   الخير   والحق   لم   يتدفق   على   اسبانيا   الا   بعد   قدوم طارق  ابن   زياد   وابن   نصيرالى شبه   الجزيرة   الايبرية  ,وبعد   شحن   العذراوات   من   الاسبانيات الى مواخير    الخليفة   عبد   الملك  , وبعد    نهب   ثروات   اسبانيا  ,  التي سموها   الأندلس    بتبريك    وأوامر   الهية .
هاهو   السيد   باكير  يريد استعادة املاك الخلافة في اوروبا الشرقية ثم اسبانيا , وكل اجزاء الأمبراطورية العربية  المحمدية  القريشية  , يريد  أيضا  ان يحكم احفاد ابن الوليد والرشيد   وعبد   الملك وغيرهم   سوريا وغيرها من أجزاء الهلال الخصيب , فكل هذه المناطق اصبحت ملكا للحجازيين بعد فتحها فتحا مبينا , وذلك تطبيقا لما يسمى “الحق البدوي” المدعوم من الآية والنص ” فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ” .
  تفكير  السيد   باكير  والسيد   بربر ليس  احادي   فردي , انما منتشر   بشكل   كبير  نسبيا   بين   العربان    , هناك العديد من الفئات,  التي   تفكر كما يفكرالبربر   والباكير  , الموضوع اذن ليس شخصي , انما ممثل لظاهرة شعبية ,لذا  فالاهتمام بالموضوع هو  أمر اجتماعي موضوعي   يهم   الجميع   ويهمنا   ايضا  !
الغزو وغنائم الحرب كانت ولا  تزال    بالنسبة   للفاتحين وللمصطفى وللعديد    من المؤمنين  حقا طبيعيا , الا أن هذا الحق الطبيعي  لايستقيم مع الحق الطبيعي المستمد من القانون الطبيعي , الذي يعطي الانسان حقوقا طبيعية بديهية منها الحرية , ومنها عدم الاعتداء على الآخر , وعدم الاعتداء على املاكه ورزقه ,للانسان بمجرد ولادته حق لايعطى ولا يؤخذ , انه حق ولادي غير مكتسب وغير ممنوح من أي جهة بشرية أخرى , انه حق الحياة والحرية والمساواة والملكية , هذه الحقوق سابقة لأي نظام قانوني بشري أو وجود سياسي ,تبلورهذه الحقوق مؤخرا بشكل قوانين وضعية , لايعني   على انه تم اختراعها , فهي موجودة قبل التبلور , التبلور أكدها وعرفها ووضعها قيد التنفيذ , لم يبتكرها ! , فهي موجودة مع الانسان منذ وجود أول انسان .  
الغزو والاحتلال والتملك لأرض وأرزاق الآخرين ثم قتلهم وذبحهم وتدفيعهم الجزية وهم صاغرون عن يد , ثم الخراج , واصطياد بناتهم ونسائهم وتحوليهم الى سبايا وجواري , ليس من الحقوق الطبيعية للغزاة ,لايولد الانسان مفتوحا , ولا يولد فاتحا , لايولد مسروقا ولا يولد سارقا , حتى انه لا يولد عبدا ولا   يولد   حرا , لاتتعلق الحقوق الطبيعية بأي تاريخ ولا تموت الحقوق الطبيعية بالتقادم , ولا وجود لقانون وضعي لايحترمها في دولة محترمة ,الغزو والفتح والتملك اي الاستعمار التملكي الأسوء من الاستعمار الاستيطاني بدرجات , هو بمثابة الغاء للحق الطبيعي , وبالتالي هو اجرام لايموت بالتقادم,لطالما  لاتموت آلام الأم التي تم اصطياد ابنتها كسبية لينكحها    امير   المؤمنين   عبد   الملك   بالتقادم,لذلك لاتموت تلك   الجرائم   بالتقادم,والقانون   الدولي يسمح    بمحاكمة    المجرمين  مثل   الخليفة   عبد   الملك ومستخدميه   من   القوادين   كبن  نصير   او طارق   ابن زياد أوحتى المرسلين    أو  غيرهم  , حتى    بعد   اربع   عشر   قرنا   من   قيامهم   بتلك   الأفعال   القذرة  ,من   لايريد    تلك  المحاكمات     ينتمي   حسب قول  الشاعر    أحمد   النعيمي الى   قوم   لايستحي, لقد   علقوا   الشاعر  على  حبل   المشنقة لأنه   قال   الحقيقة  حول   قوم   لايستحي  , فعلا انكم قوم لايستحي ولا يخجل , أنتم من اسحتق حبل المشنقة وليس النعيمي.
لاوجود في الأدبيات المحلية  العربية لأي تطرق لآلام الشعوب المفتوحة المنهوبة المخطوفة المذبوحة , اول كتاب كتب حول هذا الموضوع قبل سنين قليلة كان كتاب حسام عيتاني , اضافة  الى  كتاب  علي  الوردي   وعاظ  السلاطين  ,  طرح  كتاب   حسام  عيتاني  وجهة نظر شعوب المستعمرات العربية القريشية , وسأل عن وجهة نظر هذه الشعوب ,كتاب  حسام  عيتاني  ممنوع في كل الدول العربية,    فعلا انكم   لا  تخجلون, وما   قال   عنكم   أحمد   النعيمي     صحيح   بالمطلق !.
من   اراد كالسيد   باكير   والسيد   بربر اعادة   مايسمونه املاك    العرب  في   اوروبا   الشرقية   واسبانيا اوالبرتغال  أوالسند والهند وبلاد الشام وشمال افريقيا وغيرهم ,على   أساس مفهوم او قانون الحق الطبيعي البدوي , المعاكس للحق الطبيعي البشري ,انما  هو مخلوق مريض , يمثل   ذلك  انتاجا   للاستبداد   وتحول  بعض  مخلوقات المستعمرة الى كائنات استعمارية ,تلك  امور معروفة في علم النفس ,فباكير    وبربر  يشكون  من استعمار الغيرلشعوبهم  وسرقة ثرواتهم الطبيعية , ولكنهم يريدون  في نفس الوقت استعمار الغير وتملك ارضه ونهب رزقه وثرواته , بذلك تتحقق في المطالبين   باوروبا الشرقية والمبررين   لاستعمار   اسبانيا كل شروط    الاصابة   بمرض الانفصام  والازدواجية , اضافة الى الانحطاط الأخلاقي , الذي ينفي عنهم  صفة الانسان , ويؤكد بهم صفات احط من صفات الحيوان  .
عقول   البكير  والبربر مريضة   ومصابة بالانفصام  والغيبوبة المطلقة , بغض النظر عن انحطاط مفهوم الحق البدوي , لم يسأل هؤلاء أنفسهم عن امكانية استرداد ما يسمونه حقوقهم أو ملكيتهم , بأي وسيلة ؟ , وما هي عواقب المطالبة باعادة ملكية اوروبا  الشرقية  الى أصحابها من بدو الحجاز؟, لا أظن بأن المطالبة  باسترداد  ملكية اوروبا الشرقية الى اصحابها من  المستعربين  ستقود الى امطارالمستعربين بوابل من الصواريخ فقط ,انما  ستقود الى امطارهم بوابل من الاحتقار والعزلة  , من الاستحقاقات  التي  نريد  ذكرها في نهاية هذا المقال المختصر ,استحقاق  من يروج لاستعمار استيطاني تملكي بأن تتحول   بلاده  الى مستعمرة استيطانية تملكية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *