سوريا ولعنة العروبة …..

 سمير   صادق ,ميرا  البيطار : 

   

كاريكاتير .. زمن العروبة مضى يا تعز !! | مندب برس هل  سقطت  فكرة  الوحدة  العربية  قبل ولادة  فكرة  القومية  العربية في  مطلع  القرن  العشرين ,  أو بعد ولادة  الفكر  القومي؟ , أظن  بأن   فكرة  الوحدة  العربية والعالم  العربي  الموحد  سقطت  قبل  ولادة  الفكر  القومي ,لم تكن  هناك   اصلا بلاد   عربية   موحدة ,  سوريا  ومصر   كانوا   جيران   كغيرهم  , وما  حدث    بعد   الفتوحات    كان   وحدة   ادارة هذه   المستعمرات من   قبل   الخليفة ,  وليس  وحدة المستعمرات , وحتى في  زمن  الخليفة   كان   لكل  مستمرة واليها   كما   كان  الحال  في مصر   والمغرب  واسبانيا  وسوريا  وغيرهم  ,  قامت   فكرة   القومية   العربية   على وحدة  تصدي  المستعمرات   العثمانية للاستعمار العثماني , كان   نوعا  من  اتحاد المقاومات  ,  بعد    رحيل   العثمانيين  بدأ   ذلك   الاتحاد   بين   المقاومات بالتلاشي , وفترة   التلاشي   دامت  مايقارب    قرنا  كاملا    , الآن  لاوجود    للفكر   القومي   العربي   سوى   في   القبر ,

 ترافق فشل   الفكر   القومي   العربي في   اقامة   الوحدة   العربية  مع نمو  الفكر  القطري ,  خاصة  بعد  مناسبات  مؤلمة  كمناسبة    غزو  العراق  للكويت ,  واستعمار   الأسدية  للبنان , وبقدر  تقزم   وفشل  الفكري   القومي  العربي ,تعاظم    الفكر  القطري والشعور   القومي   القطري   , لقد  ثبت  بما  لايقبل     الشك   بأن  موجة  الفكر  القومي العربي  في   النصف   الأول   من   القرن   الماضي ,  لم تكن   الا  شعارات   هدفها  تسويق   الديكتاتوريات للسيطرة   والاستغلال  والاستبداد بتوظيف  الفكر  القومي العربي   لتلك   الغايات, تقزم   الفكر   القومي   العربي  الوحدوي   مستمر ,  اذ   لم يعد هناك  من  وجود     للبعثي    العقائدي     في حزب  البعث ,   تبخرت  الناصرية  التوحيدية  ,  وللتعرف  على   المرحلة  التي  وصلت  اليها الممارسات   التوحيدية   في  هذا  الشرق  ,  يكفي القاء  نظرة  عابرة على     العلاقات  السابقة بين   العراق  البعثي  وسوريا  البعثية  وعلى  العلاقات  بين  السعودية  واليمن ثم  الجزائر  ومراكش …. الخ ,     من  النادر  في  تاريخ  الدول   أن تكون  القطيعة  بين  دولتين يحكمهما   حزب واحد  كالعراق  وسوريا  كما كانت  القطيعة بين  هاتين  الدولتين.

    لم يكن تعاظم   الدور   القطري     وضمور   الفكر   القومي   العربي   هواية أوغواية ,انما مصلحة  مبررة    واعادة  الاعتبار  الضروري  للاوطان  ,  فالاستعمار  السوري  للبنان   قاد  الى حذف  نموذج  العلاقات  الأخوية  بين الدولتين , وبالتالي تم   افتتاح   السفارا ت ,الكويت بتجربته  المريرة مع   عراق   صدام    حصن  نفسه  بالمزيد  من  اتفاقيات  الحماية مع  الغرب  والمزيد من  القواعد  العسكرية  الغربية  , وهكذا سعت  الدولة  القطرية بوسائلها  الذاتية   للدفاع  عن  نفسها وعن  قطريتها  واستقلالها  بالشكل  الموجودة به  وليس  بالشكل الذي يريد  البعض  لها   أن تكون به.

 لقد كان  القرن  العشرين  القرن  الذهبي   للفكر  القومي  العربي  , ويبدو وكأن  القرن  الحادي  والعشرين سيكون  القرن  الذي  عليه  حل  المشاكل التي  نتجت   عن  انتفاخ   وفشل  الفكر  القومي  العربي  في  القرن  العشرين , انكمش   هذا   الفكر    وبلغ  درجة  عالية  من  الانكماش  حتى  في  أوائل  هذا  القرن, تصوروا حال  هذا  الفكر  لولا بقاء  المشكلة  الفلسطينية  بدون حل , ولولا  سياسة  اسرائيل , التي لم  تتوقف  عن  الاستفزاز  والابتزاز ,  هل  سيكون هناك  فكر قومي  عربي  ؟ وحتى  مقدرة  مشكلة  فلسطين  على  الابقاء  على  شيئ  من حيوية  الفكر  القومي  في طريقها  الى  التلاشي  ,  يقال  بأن  الاشكالية  التي  لاحل  لها  لاتعتبر  مشكلة , وهكذا   فان  عدم مقدرة  القومية  العربية  على حل مشكلة فلسطين ,  حول  هذه  الاشكالية  الى  “لامشكلة” , أي  الى حالة  لامفر  من  التعايش  معها  بشكلها  الحالي  أو بالشكل  الذي تريده   اسرائيل  لها, وليس  بالشكل  الذي   يروج   له   القوميون   العرب ,لقد     أساءت    القومية   العربية  للقضية  الفلسطينية بشكل  غير  مباشر  وبشكل   مباشر   ايضا ,  مارفضه   القوميون  العرب بخصوص  التقسيم  على  سبيل المثال  كان  خاطئا , وعدم  التمكن  من تجنب   الحروب  كان  ضعفا  سياسيا  وعسكريا  ,  وخداع   الناس  بادعاء   الانتصار  في  الحروب  كان جريمة  , وأكبر  الجرائم  كانت جريمة  التكاذب  والتنافق   التي  حولت   الهزائم  المنكرة  والمتكررة  الى   انتصارات اسطورية  وهمية .

 سيان   ان  كان  الهدف  قوميا   عربيا   أي  اقامة  الدولة  العربية  الكبرى , أو قطريا  استقلاليا,   لايمكن  في كلا  الحالتين  تجاهل   أهمية  التنمية  البشرية   وتطوير  كل  بلد  عربي  الى  ماهو  أرقى وأفضل ,   فرص  نجاح  أي  اتحاد  أو وحدة  مستقبلية  يتناسب  طردا  مع   تقدم  وتطور   الدولة  المعنية  بأمر  الاتحاد  أو  الوحدة , بالنسسبة لسوريا ,  لقد    أتعبتها    العروبة  الى  حد  الهلاك…  أنا  ياصديقي  متعب  بعروبتي , فهل  العروبة  لعنة  وعقاب(نزار قباني ),  بالنسبة  لسوريا  انخدع السوريون  بكذبة   العروبة وأهملوا   مشروع  الدولة  السورية القطرية  من عام ١٩٢٠ , وحولوا جهودهم باتجاه    الاطار  القومي  العربي, حمل   السوريون  الهم  العربي قبل  الهم  الوطني  السوري   ,  لذلك  فشلت  تجربة  الدولة  السورية ,  وتجربة  الوحدة   الفاشلة  زادت  من  ارتفاع  جبل   الفشل  المتراكم  ,  أي  خطوة   مهما  كانت  جيدة   تتحول  الى  سيئة  عندما    لاتوضع  في  الزمن  المناسب وبالشكل  المناسب, وهكذا  تحولت   الوحدة  بشكلها  الاندماجي وفي ذاك  الوقت  الغير مناسب  الى كارثة  مستقبلية.

  من استفاد  من الممانعة والمقاومة ومن تدخل  سوريا  في  الشأن الفلسطيني  , هل  استفاد  الفلسطينيون  ؟   أو هل  استفاد  السوريون, وهل  عادت فلسطين  وهل  ازدهرت سور يا ؟,لقد تضررت القضية الفلسطينية   وتضررت  سوريا  , وعن لبنان  والعراق  ومصر  وغيرهم  يمكن  طرح  نفس  الأسئلة  , لو  لم يتم  توظيف  القضية  الفلسطينية  لأغراض  تهم مصالح  الديكتاتوريات, لكان   بامكان  الفلسطينيين   أحراز  قدرا  أكبر من  النجاح  في  الحصول  على  حقوقهم ,الديكتاتوريات  وظفت  العروبة  والفكر  القومي  العربي ثم   المقاومة  والممانعة في  التغطية  على   الدجل والفشل ,   تمكن الفكر  القومي  العربي   من اطالة  عمر  الديكتاتوريات وحتى  من  اقامة   الديكتاتوريات , وهو  الذي تشارك  مع  الاسلاميين  تارة , وتارة  أخرى  تقاتل  معهم  , ذلك  القتال  الذي   أودى   بحياة  ملاين  السوريين  والفلسطينيين , وقاد الى  الخراب   السوري  شبه  الكامل  , لولا  العروبة   والفكر  القومي  العربي  لما   حدث  لفلسطين   ماحدث, ولما حدث   للسوريين ماحدث!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *